الشيوعي والمقاومة والاسلاميين .. تطابق في معارضة (التسوية).. واختلاف في الأهداف

 


 

 

* صديق يوسف: لا مجال للمقارنة بيننا والاسلاميين، ولا يمكن أن يحدث توافق مع (الكيزان).
* مقاومة الخرطوم: تدعو للمشاركة في مليونية اليوم المتجهة الى القصر الجمهوري لإسقاط ورفض التسوية..
* الناطق باسم نداء أهل السودان للوفاق الوطني: نتمسك بالحل القائم على التسوية الوطنية الشاملة

الجريدة: سعاد الخضر
وضعت التطورات السياسية الأخيرة التي تسدل ستارها اليوم الاتفاق الاطاري الذي من المقرر أن توقعه قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي مع المكون العسكري وضعت الحزب الشيوعي ولجان المقاومة والاسلاميين الذين شاركا في اسقاطهم عبر ثورة ديسمبر المجيدة وضعتهم ولأول مرة في خانة واحدة وهي خانة المعارضة الرافضة للاتفاق والتسوية السياسية مما يعني أن الشارع أصبح قاسما مشتركا يجمعهم فهل سيؤدي ذلك الى حدوث مواجهات بين أقطاب المعارضة الجديدة وهل ستؤدي الى إجهاض التسوية ؟ ومن سيفوز بالحكومة التي سيفرضها الشارع حال سقوطها ؟ وهل ستواجه الحكومة التي ستنتجها التسوية نفس مصير الاتفاق الذي وقعه رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ، مع رئيس مجلس الوزراء المقال دعبد الله حمدوك في 21 نوفمبر 2021م بعد انقلاب البرهان على الحكومة الانتقالية قبل أن يعود ليقدم استقالته لاحقا بسبب فشل الاتفاق لعدم قبول لجان المقاومة والشارع به خاصة أن مبررات حقن الدماء التي قدمها حمدوك للدفاع عن الاتفاق لم تصمد كثيرا في ظل استمرار عنف القوات المشتركة للانقلاب منذ ذلك الوقت ضد المتظاهريين السلميين مما أدى الى توالي سقوط الشهداء فهل سيتكرر ذات السيناريو وتضطر قحت لنفض يدها من الاتفاق ؟

الشيوعي يرفض :
ورفض القيادي بالحزب الشيوعي صديق يوسف المقارنة بين حزبه والاسلاميين وقال للجريدة لا شيء يجمع الكيزان مع الحزب الشيوعي لأن مطالبه الاساسية تتمثل في الحرية والسلام والعدالة والكيزان حكمونا ثلاثين عاما ولايمكن أن يتم توافق بينهم والشيوعي وهم ضد البرهان ونحن ضد الديكتاتورية و مع الشعب السوداني وضد التسوية لأنها لاتحقق مطالبه.

مؤامرات القوى المعادية للثورة :
ودعا الحزب الشيوعي لمواصلة المواكب والتظاهرات لهزيمة الانقلاب وأكد المكتب السياسي للحزب أن التسوية المسماة " الاتفاق الإطاري" هي مواصلة لمؤامرات القوى المعادية الداخلية والخارجية لقطع الطريق على الثورة، وإنتاج النظام المباد في نسخة جديدة للحفاظ على مصالح الرأسمالية الطفيلية وحلفائها بالخارج، وأدان الشيوعي بشدة التدخلات الأجنبية في الشأن الداخلي السوداني، والتي تهدف في الأساس لتصفية الثورة، بالاتفاق مع قوى داخلية معادية للثورة. وأكد المكتب السياسي للشيوعي في بيان له على أن قوى الثورة الرافضة للانقلاب ومشروعات التسوية تواصل معركتها من أجل إسقاط الطغمة الانقلابية وهزيمة كل المؤامرات في طريق استكمال أهداف وشعارات ثورة ديسمبر والوفاء لشهدائها الأبرار .

تصفيات مرتقبة :
وكشف الشيوعي عن مؤامرات تُحاك داخل الغرف المظلمة من أجل تفتيت قوى الثورة وتصفية لجان المقاومة والنيل من الحزب الشيوعي وتشويه مواقفه عبر لافتات باسم منظمات أجنبية، وأعلن عن امتلاكه كافة المعلومات عن أماكن هذه الاجتماعات ومن شاركوا فيها، ودعا المكتب السياسي الشيوعيين والديمقراطيين وكافة قوى الثورة للخروج بكثافة في المواكب والمليونيات التي دعت لها لجان المقاومة رفضًا لمشروعات التسوية اليوم ومواصلة التصعيد الجماهيري لهزيمة هذه المؤامرات.

مواصلة النضال :
وجددت تنسيقيات لجان مقاومة مدينة الخرطوم تمسكها بشعارات وقضايا الثورة المجيدة وإسقاط اللجنة الأمنية لنظام الإنقاذ وكل حلفائها من السلطوين والإنتهازيين عبدة السلطة و الكراسي وأكدت تمسكها باللاءات الثلاثة لا شراكة،لا مساومة ولا شرعية وقطعت بمضيها في طريق إسقاط الإنقلاب وكل حلفائه وجزمت بأنه ساقط لا محاله بالمقاومة السلمية ومواصلة النضال وتوعدت للكيزان، ودعت للمشاركة في مليونية اليوم المتجهة الى القصر الجمهوري لإسقاط و رفض التسوية"

تواجد الإسلاميين في الشارع :
ونفذ التيار الاسلامي العريض أربعة مواكب أطلقوا عليها (الكرامة) بدأت في 29 أكتوبر، رافضة للعملية السياسية التي أدت الى الاتفاق الاطاري، وكان رئيس حزب المؤتمر الوطني المحلول إبراهيم غندور، قد دعا في منشور بصفحته في موقع (فيسبوك) على التظاهر في 29 أكتوبر تحت اسم (مواكب الكرامة السودانية)، ضد من وصفهم بـ”عملاء السفارات”. وقال: “سنتواجد في الشوارع، ونأخذ حقنا بأيدينا، وسنكون جبهة عريضة، ونخلص بلادنا من العمالة وممن يطرقون أبواب السفارات.

حلول فوقية :
وأكد الناطق الرسمي باسم نداء أهل السودان للوفاق الوطني هشام الشواني، تمسكه بالحل القائم على التسوية الوطنية الشاملة، والحل السياسي المستند على الإرادة الوطنية، وأعلن رفضه أي اتجاه لتوقيع إتفاق إطاري برعاية أجنبية، واعتبر أنه اتفاق سيمهد الطريق لشكل من أشكال الحلول الثنائية الفوقية المجتزأة والمعزولة عن الشعب.
وقال الشواني في بيان لنداء السودان إن ذلك سيكرر تجربة الفشل السابقة، وسيكون إتفاقاً هزيلاً ضعيفاً لا يساعد البلاد على المضي قدماً نحو الإستقرار، ودعا أهل السودان للتصعيد السياسي السلمي ضد هذا المشروع غير الوطني الذي يحيط بالبلاد عبر المشاركة في مواكب الكرامة .من جهته قال عضو اللجنة العليا لمبادرة الشيخ الطيب الجد الدكتور فتح الرحمن فضيل في تصريح للجريدة أن الشيوعي منذ انسلاخه من قوى الحرية والتغيير أصبح في خانة المعارضة والآن أصبح أكثر معارضة بعد اعتزام قحت التوقيع على اتفاق جديد وكذلك لجان المقاومة التي لديها رأي في العلاقة مع العسكر وعدم تحقيق العدالة والقصاص للشهداء الآن عدد المقاومة أصبح أكبر منذ الانقلاب.

إجهاض التسوية :
وفي رده على سؤال حول تطابق موقف الاسلاميين مع الشيوعي في معارضة الاتفاق الإطاري قال د فتح الرحمن على الرغم من، الخلافات التاريخية بيننا وبين الشيوعي والبعث لكن أي حزب ضد التسوية سنخرج معه وتوقع أن تؤدي هذه المعارضة الكبيرة الى اجهاض التسوية ونسير معه نحو هدفنا المشترك حتى اسقاط التسوية ولا يمكن أن تصمد أمام كل هذه المجموعات المناوئة لأن أي نظام سياسي لابد له من حاضنة جماهيرية وسياسية.

اختلاف المواقف :
وفي رده على سؤال حول أن المعارضة أصبحت تضم المقاومة و الحزب الشيوعي والفلول، قال القيادي السابق بقوى الحرية والتغيير جعفر خضر في تصريح للجريدة، المهم هو سبب الموقف المحدد والدوافع له، في حين نجد ان الحرية والتغيير والانقلابيين في مكان واحد عبر التسوية السياسية والاتفاق الإطاري، فإننا نجد ان منسوبي المؤتمر الوطني يعارضون التسوية لانهم يريدون ان يكونوا شركاء في السلطة بجانب أن رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ونائبه الفريق محمد حمدان حميدتي وحتى الحرية والتغيير، واردف اما لجان المقاومه فهي تعارض التسوية السياسيه ليس لانها تريد ان تصل الى السلطه، ابدا، وانما لانها تريد ابعاد العساكر من العمل السياسي بصورة نهائيه وتطالب بتقديم العساكر المتورطين في الجرائم الى العدالة و هذان موقفان مختلفان جدا.

تجاوز القوى الثورية :
وبرر رفضهم للعملية السياسية التي أدت إلى ما الاتفاق الاطاري، لافتقارها إلى الشفافية ولانها تمت بدرجة عالية من السرية، وتجاوزت القوى الثورية الفاعلة وعلى رأسها لجان المقاومة فضلا عن أن الاتفاق الاطاري، ضم قوى كانت جزء من النظام البائد وعلى رأسها المؤتمر الشعبي صانع نظام الإنقاذ، بالإضافة إلى أنها أبقت على البرهان و حميدتي في المشهد حسب تصريحات محمد الفكي سليمان، وزاد بل وحصنتهم من المحاكمة رغم مجزرة فض اعتصام القيادة العامة، وهي من الجرائم ضد الإنسانية التي لا يجوز فيها العفو، ونوه إلى ان الاتفاق الإطاري حسب مارشح من تصريحات، قد اجل القضايا الرئيسية : العدالة والعدالة الانتقالية، الإصلاح الأمني والعسكري. واتفاق جوبا وإكمال السلام، وتفكيك نظام 30 يونيو المباد؛ وأوضح أن ذلك يعني ان الاتفاق الإطاري قد اعطى فقط شرعية للانقلابيين، الذين عجزوا عن الحكم لعام كامل، جراء المقاومة الباسلة، وجزم بأن الإبقاء على البرهان وحميدتي لا مصلحة للشعب السوداني فيه، وإنما يخدم ذلك دول الآلية الرباعية.
وذكر فكلنا يعلم تواطؤ البرهان وحميدتي مع الإمارات والسعودية (كذلك مصر وإسرائيل) في العمل كمرتزقة ونهب الثروات والموارد، كما نعلم تمويل الاتحاد الاروبي للدعم السريع من قبل في موضوع الهجرة غير المنظمة، ولا نعلم ما يجري الآن في الخفاء.
وراهن خضر على مقدر الشعب السوداني وقواه الثورية على هزيمة الانقلابيين والمؤتمر الوطني رغم المؤامرات الإقليمية والدولية، وطالب قوى الثورة خاصة لجان المقاومة الارتفاع إلى مستوى تضحيات الشهداء بالوحدة وإحسان التنظيم حتى يستطيعون الإيفاء بوعدهم بإنهاء الانقلابات العسكرية في السودان مرة واحدة وإلى الأبد.
الجريدة

 

آراء