الصادق سياسي خالي غبينة

 


 

 



هبة سبتمبر او حراك سبتمبر الاحتجاجي سمه ما شئت يمكن النظر اليه من زواية التدافع بين الجهة الحاكمة والجهات المعارضة لها ولكن الذي لفت نظري ومن خلال المتابعة اللصيقة لتداعيات وادبيات الاحداث ان اكثر الاسماء ترددا فيها هو اسم السيد الصادق المهدي  فالمعارضة عاتبة عليه والحكومة ليست راضية عنه كل الرضاء والاهم ان كل من الطرفين يريد ان يستميله الي جانبه فالحكومة ومنذ زمن طويل مافتئت تقدم له المغريات ليركب قطارها والمعارضة تسعى لجعله على قيادة كابينتها ولكن الرجل ظل عصي على الطرفين وظل معتصما باجندته الخاصة التي يرى فيها خلاص الوطن
الذين يميلون للكسل الذهني يلخصون موقف الصادق المهدي بانه موقف رمادي رافضا للقطع بين الابيض والاسود والبعض يصفه بالتردد وعدم الثبات لابل التناقض لامر في نفسه  واخرون يرون انه يقوم بتوزيع دوره على اسرته فابنه عبد الرحمن يطوف على الفعاليات السياسية بما فيهم الصادق نفسه  مع وزير المالية عارضا السياسات الاقتصادية الحكومية وابنته مريم تنشط في مقاومتها بكل الوسائل المتاحة وهنا يثور السؤال اذا كان السيد الصادق بهذة الازدواجية لماذا يتنافس الجميع لكسب موقفه ؟ لماذا لايعتبرونه كرتا محروقا ويتجاوزونه ؟
في تقديري ان السيد الصادق اختار اصعب الطرق ووضع نفسه في هامش في غاية الضيق وهذا يرجع لانه قرا الواقع بعمق المحلل السياسي ورجل الدولة  فهو معارض لكل سياسات النظام القائم ولكنه يرى ان حالة البلاد لاتحتمل عنفا مضاد يريد توحدا وطنيا غير مرتبط باجندة خارجية  ويرى الصادق تحديد البديل المتفق عليه قبل اسقاط النظام  فصعوبة فهم موقف السيد الصادق نابع من وصعوبة وضع السودان وقلة خياراته
نتفق او نختلف مع السيد الصادق في موقفه اعلاه الا اننا لابد من ان نلحظ ان سيادته يتحرك بدون اي غيبنة تجاه اي شخص او تجاه اي مكون من مكونات الحراك السياسي فمع كثرة عطائة القولي في الندوات والخطب الدينية والمقابلات الصحفية شبه اليومية  واوراق المؤتمرات وكتاباته المباشرة  للصحافة وكتبه لم يحدث ان اساء لشخص او جهة اساءة لفظية وكل انتقاداته للمواقف فقط انه بلغة الكرة يلعب على الكرة وليس على الاجسام لذلك اتسم لعبه ب(الفيربلى) اي اللعب النظيف وهذا يعني   انه خالي من المرارات الشخصية دائم الصفح عن من يسئون اليه اساءة شخصية لان قضيته اكبر من الاشخاص لذلك وصفناه بانه سياسي خالي غبينة اشارة لحكمة السيد عبد الرحمن المهدي (من فش غبينته خرب مدينته )
السيد الصادق المهدي مثله مثل اي سياسي واي مفكر واي مجتهد  ديني يتفق الناس ويختلفون مع ما يطرحه ولكن يجب ان نعترف له بالخلو من الغيبنة وهذة ميزة نادرة قد يكون لا وجود لها فما من سياسي في الدنيا مكث دهرا طويلا في العمل السياسي والا واصبح من المحتوم ان يكون له  رصيد من الاعداء الشخصيين  حتى ولو كانوا غير دائمييين  . اذا كان ما ذهبنا اليه صحيحا نتمنى ان ينزل الناس السيد الصادق منزلته في هذة  الايام عالية الاحتقان وذلك بالاصغاء لما يقوله واعطائه الفرصة لوضع ورقة عمل ثم ينكب الجميع  وبدون اي فرز لمناقشتها عسى ولعل ان يكون في ذلك مخرج من الازمة الحالية ولكن للاسف هذا قد يبدو مستحيلا لان الساسة في بلادنا اصبحت الغبائن مكون هام من مكونات نشاطهم السياسي ولاحول ولاقوة الا بالله

( ب )
استفتاء مسيري
المعروف ان حكومة السودان وحكومة جنوب السودان وان اتفقتا على بعض الترتيبات الادارية فيما يتعلق بابيي الا انهما لم يتفقا عل حل نهائي لوضيعتها النهائية والحال هكذا اصدر مجلس السلم والامن الافريقي ممثلا في رئيس الالية الرفيعة لمعالجة الاوضاع بين السودانيين تامبو امبيكي قرارا يقضي باجراء استفتاء في اكتوبر الجاري الا ان القرار لم يحدد بصورة  قاطعة  من الذي يحق له الاستفتاء فالجنوبيون فهموا القرار على انه يستثني المسيرية الرحل وهؤلاء اصلا مقيمون في ابيي الا انهم في بعض شهور السنة يغادرونها مع ماشيتهم خاصة في شهر اكتوبر وامام هذا الخلاف اصدر ذات مجلس السلم والامن قرارا في اكتوبر الحالي يقضي بعدم اجراء الاستفتاء في هذا الشهر الي حين الاتفاق على من يحق له الاستفتاء او ايجاد اي وسيلة اخرى لحل المشكلة
اصرت قيادات دينكا نقوك على التمسك بالاستفتاء فعقدت مؤتمرا شعبيا او بالاحرى قبليا في هذا الاسبوع وشكلت لجنة برئاسة دينق الور وزير خارجية السودان السابق للقيام بعملية استفتاء من تسجيل وطعون واقتراع والذي منه واسمته استفتاء شعبي بلغة لوكا بيونق او استفتاء مجتمعي بلغة دينق الور – طبعا دي جديدة لنج في علم السياسة- ان يكون لك موقفا محددا  من القضية المراد الاستفتاء فيها وتقوم انت نفسك باجراء الاستفتاء بعد استبعاد الطرف الاخر وبدون لجنة محايدة او رقابة من اي جهة ثم تعلن النتيجة المعروفة سلفا ثم تطالب الاخرين ان يعترفوا لك بذلك – فعلا حاجة غريبة – وكان الافضل منها ان تعلن تقرير مصير من جانب واحد او ترفع مذكرة لحكومتك يوقع عليها جمهورك او  تنشئ لويا جيرقا –مجلس قبلي- وتجعله يصدر القرار الذي تريد
من المؤكد ان القائمين على امر الاستفتاء في ابيي من امثال لوكا بيونق ودينق الور ومنجلوك كوال وادوار لينو ليس سذجا او اغبياء اوجهلاء بل على العكس تماما كلهم رجال دولة وهم قادة الحركة الشعبية الحقيقيون بالتالي يصبح من المؤكد ان لهم اهداف غير منظورة من هذة العملية التي تبدو من مظهرها انها ساذجة ومضحكة . لايمكن باي حال من الاحوال فصل العملية مما يجري في دولة الجنوب وما تمر به العلاقة بين السودان وجنوب السودان ففيما يتعلق بالجنوب فقد استطاع سلفاكير ان يبعد هذة القيادات من دينكا نقوك من كابينة قيادة الحركة الشعبية وبالتالي من ادارة دولة الجنوب ليس هذا فحسب بل ان بعضهم اتهم في ذمته المالية كدينق الور فعملية الاستفتاء المجتمعي هذا سوف تربك حسابات سلفاكير الامنية –الجيش الشعبي – والسياسية  لانها تلويح ببطاقة وطنية جنوبية قوية وسوف تعيد اولاد نقوك لوضعهم القديم في الجنوب  فيما يتعلق بالعلاقات بين البلدين فالمعلوم انها تمضي بنجاح في كافة الملفات فاذا تمسكت دولة الجنوب باستفتاء ابيي فان هذا يعني نسف كل خطوات التطبيع التي تجري الان ويعود صقور الحركة الشعبية القدامى في البلدين لواجهة الاحداث
من المقترحات التي ظهرت لابطال مفعول (اللعبة ) الانقوكيه السياسية ذلك الذي يقول بان يقوم المسيرية بذات اللعبة اي يعقدون مؤتمرا قبليا ويكونون لجنة استفتاء يرئاسة القيادي ودابوك مثلا ويقومون باستفتاء بالطريقة التي  تروق لهم  ويعلنون النتيجة في يوم واحد مع نتيجة لجنة دينق الور لتظل الامور على ماهي عليه ومن ثم يبحث الناس عن وسيلة اخرى لحل المشكلة
(ج )
بس كلام ابيي الما قلتوه
زيارة السيد رئيس الجمهورية لدولة جنوب السودان يوم الثلاثاء الاول من امس حظيت بمتابعة اعلامية عالية رغم انها  اتت في طقس ودي يسود علاقات البلدين فكل اللقاءات السابقة بين الرئيسين كان في اجواء توتر واحتقان حتى اللقاء قبل الاخير في نوفمبر الماضي في الخرطوم وان جاء في طقس ودي هو الاخر الا انه كان المطلوب منه اشهار المرحلة الجديدة وتوديع المرحلة السابقة . لقاء يوم الثلاثاء كانت  الملفات العالقة  في حالة ضمور فالنفط والتجارة بين البلدين والترتيبات الامنية كانت كلها قد تنزلت لارض الواقعة اما الحدود وفتح المعابر فقد كانت قيد النظر .  الملف الوحيد الذي لم يكن عالقا فحسب بل يسير في الاتجاه المعاكس هو ملف ابيي  فماذا فعل الرئيسان به ؟
المعروف ان ابناء دينكا نقوك قرروا ومن جانب واحد القيام بعملية استفتاء ولعمري هذا جديد في علم السياسة . القبيلة اي قبيلة كانت من العادي ان  تجتمع  وتتشاور  وتتفق ويلتزم الجميع الجميع بما اتفق عليه , منظمات المجتمع المدني يمكن ان تكتب عريضة ويوقع عليها المعنيون ويمكن ان تسير مظاهرة  ويمكن ان تعلن اعتصام ولكن استفتاء ابيي هذا يعتبر من المحيرات ولكن بالنظر لتوقيته ومكانة وثقافة القائمين عليه (لوكا بيونق وادوراد لينو ودينق الور ) وموقف بعض القوى الجنوبية والاقليمية والدولية منه يجعلنا نشك ان العملية لها ما بعدها ولايكفي ان نصفها بالغرابة او مسرحية سياسية هزلية . فكيف عالج الرئيسان في اجتماع الثلاثاء موضوع الاستفتاء اللعبة هذا ؟
للاسف الشديد كل الذي رشح من انباء  لم يكشف لنا ان هناك قرارا تم اتخاذه في القمة يتعلق باستفتاء ابيي . لم يصدر من القمة ما يفيد بان البلدين غير معنيتان بهذا الاستفتاء فكل الذي صدر حول ابيي هو الاتفاق على الاسراع بتكوين الهياكل الادارية فيها مثل ادارية ابيي اي الجهاز التنفيذي والشرطة والمجلس التشريعي وهذا هناك خلاف حول تكوينه فالسودان ان يكون مناصفة بين القبيلتين بينما الجنوب يرى ان تكون نسبة الدينكا ستين في المائة مقابل اربعين للمسيرية . كما اتفق الرئيسان على تمنح 2 % من عائدات النفط لاهالي المنطقة على اساس قبلي بالمناسبة ان مقولة منطقة ابيي الغنية بالنفط محتاجة لمراجعة فابيي الان ليس بها حقل منتج  الا حقل دفرة وهو اقل الحقول عطاء في البلدين وفي تناقص مستمر
ان سكوت لقاء القمة عن استفتاء ابيي يشئ على ان في الامر( ان ) كبيرة اللهم الا اذا كان هناك شئ غير معلن .  نعم دولة الجنوب رفعت يدها كدولة عن الاستفتاء واسكتت اجهزة اعلامها عنه ولكن في نفس حكامها شئ منه فالسيد وزير الخارجية  برنابا بنجامين قال للفضائيات انهم كحكومة لاصلة لهم بهذا الاستفتاء فالاستفتاء لابد من ان يكون باتفاق الحكومتين ومراقبة اقليمية (الاتحاد الافريقي) او دولية (الامم المتحدة ) ولكن اهل ابيي تعابنين جدا ولابد ... لم يكمل سيادته اللكنة لان الصحفي عالجة بسؤال وياله من صحفي . الرئيس سلفاكير في المؤتمر الصحفي مع الرئيس البشير قال بالنص   « ان أكثر قضية ذات حساسية عالية بيننا هي موضوع أبيي، التي تطرقنا إليها في هذه المباحثات، وسوف نستمر في التواصل مع البشير حتى نتوصل إلى حل نهائي)
اليومين المتبقين من هذا الشهر سيكونان يومان حاسمان فاما ان يستطيع ثلاثي ابيي –غير المرح- نسف ريح استقرار البلدين او تذهب ريحهم . فضعوا الايدي على القلوب وراقبوا .
( د )
9 طوييييييييييلة
ان تكون اجازة عيد الاضحى المبارك تسعة ايام بلياليها امرا اسعدني غاية السعادة لعدة اسباب منها ما هو  شخصي ومنها العام فعلى الصعيد الشخصي لدى الكثير من الاسباب التي تجعلني اسعد بالاجازة فقد كانت فترة مابين العيدين بالنسبة لي كلها جري ورحيح وزحمة اشياء كثيرة اختلط فيها العمل في الحواشة مع الصحافة مع بداية العام الدراسي الجديد ففيما يتعلق بالزراعة فهذة ايام الانفاق على العروة الصيفية حتى تؤتي اكلها مع الاستعداد للعروة الشتوية التي لن يكون من بينها القمح ان شاء الله فماذا تعني ثلاثمائة جنيه للجوال ياكتور متعافي ؟ فمن فضلكم تحدثوا عن توفير مدخلات الانتاج باسعار مناسبة وليس انتظار المنتج النهائي الذي سيكون بائسا لارتفاع المدخلات
اما الصحافة فقد كانت الكتابة فيها مع الاحداث الاخيرة نار الله الموقدة فالواقع امامك والرقابات –جمع رقابة – تحيط بقلمك من كل الاتجاهات الرقابة الذاتية ورقابة ادارة الصحيفة ورقابة الادارة ثم رقابة الحكومة والاهم رقابة القارئ الذكي الحصيف . فيما يتعلق ببداية العام الدراسي الجامعي فهناك معينات الطلاب الجدد واستهلال الكورسات بالاضافة للابناء والبنات البايلوجيين في حالة الكهول مثلنا الذي تجاوزامرحلة سحاحير (اطفال ) المدارس الي مرافعين (طلاب ) الجامعات وهذة قصة اخرى  لكل هذا الذي تقدم تجدني في اشد الحاجة لهذة العطلة الطويلة وليتها طالت اكثر وليت السوداني كفت عن الصدور طوال هذة المدة ولكنها للاسف لم تفعل
اتمنى ان اكون قد وفقت في الكلام اعلاه من تحويل الموضوع من الخاص الي العام ولكن لاباس من ان نتطرق للعام المتفق عليه فقد يقول قايل ان الاجازة الطويلة تعيق الانتاج في القطاعين العام والخاص ولكننا نسال هؤلاء السادة اين هو الانتاج الذي يمكن نتباكى عليه ؟ ا كان عندنا انتاج اكان حالتنا بقت كدا ؟ يقول تقريرالامبوزمان ان انتاجية العامل السوداني متوسطها 26 دقيقة . كتابة ستة وعشرين دقيقة في اليوم اي اقل من نصف ساعة وهذا يرجع بصفة اساسية لجمود الاقتصاد عندنا عليه ومثلما نقول ان نوم الظالم عبادة فان اجازة غير المنتج راحة . قال انتاجية قال
هناك اتهام تسنده بعض الشواهد يقول بان الحكومة قصدت بالاجازة الطويلة هذة ان تقضي على حالة الحراك الشعبي التي كانت سائدة بسبب رفع الاسعار . نعم الحكومة طولت الاجازة باعطائها ليوم الاحد (اليوم ) اجازة وهو اصلا ليس اجازة لتقديرات قد تبدو عملية ومن المرجح ان يحدث تراخي في الحراك الشعبي بسبب الاجازة ولكن عندما ينتظم العمل ويجد الناس انفسهم امام جحيم التضخم وسخانة الجيب سوف يتبلور حراك جديد وربما بشكل جديد فعلى الحكومة ان تتخلى عن  اللعب على عنصر الزمن وتستفيد من هذة الاجازة الطويلة وتقرا الاوضاع قراءة صحيحة وتفتح عينها قدر الريال على قادمات الايام وتخرج علينا بعد العيد بسياسة جديدة تجبر بها خاطر هذا الشعب
كل عام والجميع بخير 
(ه )
الناس عيدت
جاء العيد الحالي –ام نقول العيد الاخير – في ظرف سياسي واجتماعي واقتصادي غير عادي بالنسبة لنا في السودان , ففي الايام التي سبقت العيد فرضت الحكومة سياسة سعرية جديدة ارتفعت بموجبها كل اسعار السلع بصورة لم تكن معهودة من قبل والزيادات جاءت في اتون ازمة اقتصادية كالحة  فكانت ردة الفعل غضب عام واحتجاجات في شكل مظاهرات وتبع ذلك قتل وحرق ونهب شمل الكثير من انحاء البلاد ففي ظل هذة الاجواء جاء العيد فكان من المتوقع ان يكون له  طعم  مختلف عن الطعم المعتاد للاعياد فهل حدث هذا ؟
في الخرطوم وفي الايام التي سبقت العيد راجت تجارة السكاكين والسواطير والشوايات الحديدية  فانتشر الباعة المتجولين بهذة الاشياء في الاسواق والاحياء وعند شارات المرور وارتفعت اسعار التمور –لزوم الشربوت وكدا –فهو حلو وحلال  وهذة من لوازم عيد الاضحى مما يشئ بان هناك اصرار على ان تكون مناسبة العيد كما هي دون تاثر باي ظرف خارج عنها
في صبيحة يوم العيد اتجه الناس للمساجد وساحات الصلاة فصلوا صلاة العيد وسمعوا الخطبة التقليدية التي تتحدث عن مواصفات الاضحية (لا العرجاء ولا العوراء ) واخطرو باماكن تجميع الجلود المتبرع بها  وهنا بعضهم بعضا بالعيد ثم عادوا الي منازلهم فضحوا ضخايهم وسالت دماؤها  كالعادة رغم ارتفاع الاسعار فاسعار البهائم ظلت في ارتفاع منذ بداية العام ووصلت قمتها في العيد ومع ذلك كل من اعتاد زبح الاضحية فعلها وهنا غلبت العادة على العبادة واصبحت الاضحية مظهراجتماعي اكثر من انها شعيرة دينية فالكلام عن الاستطاعة لامكان له من الاعراب
وكالعادة تابع الناس القنوات وايامها المفتوحة للعيد وشاهدوا منظر الحجيج وهم قادمين من عرفات ويرمون جمرة العقبة الكبرى واسرفوا في الرسائل الجوالية والتحادث مع افراد الاسرة البعيدين في ذلك اليوم لدرجة انشغال شبكات الاتصال وتكرار والمحاولات  ثم في  اليوم التالي والذي يليه طافوا على الزيجات الجديدة فالاعياد اصبحت مناسبة كبرى للاعراس
كل الذي ذكرناه اعلاه يكاد  يكون صورة طبق الاصل حدثت في معظم البيوت والاسر السودانية ومن المؤكد ان هناك استثناءات فرضتها ظروف خاصة ولكننا هنا بصدد الصورة العامة وهي التي لخصناها في العنوان اعلاه (الناس عيدت) فالناس عيدت هو الخبر الذي خرجنا به من العيد الاخير
الناس عيدت في السودان لايعني انها تجاهلت الظروف المحيطة بها بل عيدت لان العيد له خصوصيته وله منطقه الخاص الذي يفرضه على الناس مهما كانت الظروف  فالمتنبئ عندما قال فولته الشهيرة  التي سارت بها الركبان الي يومنا هذة (عيد باي حال عدت ياعيد ) كان مطاردا يجوب في صحراء بيداء بينه وبين اهله واحبابه بيد وكانت ايامه كلها متشابهة  يومه كامسه وامسه كغده ومع ذلك شعر باستثنائية يوم العيد وهذا يعني ان الاحساس بالعيد ينبع من الداخل ولاياتي من الظرف الخارجي  فالناس عيدت في السودان لان العيد عندها نابع من الداخل
والان هاهو العيد يطوي ايامه من الدواخل ويغادر ويتركنا وجها لوجه امام صورتنا الحقيقية وانا ما بفسر وانت ما تقصر




عبد اللطيف البوني [aalbony@gmail.com]

 

آراء