الصحة ؟ مشاكل الأطباء ؟ هل إستعصت علي الحل؟ … بقلم: د. سيد عبد القادر قنات

 


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الصحة والخدمات الصحية في السودان كانت إلي وقت قريب مضربا للمثل ، بل كانت متفدمة علي كل دول الجوار لما تتمتع به من سمعة طيبة علي الصعيدين المحلي والإقليمي، بل إن سمعة الطبيب السوداني كانت ولا زالت لم تتغير في إنجلترا وأوروبا.
في محيطنا العربي كان الأطباء  هم العمود الفقري للخدمات الصحية في كل دول الخليج ومازالوا إلي يومنا هذا ، بل إن الظروف التي أحاطت بالأطياء  في الأعوام السابقة فد جعلت من المملكة العربية السعودية ملاذا آمنا لهم وأسرهم حيث يكرم الطبيب ويجد بيئة ومناخ صالح للإبداع والإنتاج والتجويد والتحصيل دون رعق وعناءومسغبة، بل دون ذلة من كائن من كان، أليس أرض الله واسعة للهجرة من أجل كريم عيش وعلم وخبرة ومعرفة؟ إذا كان الوطن طاردا ذالا مهينا ومن من ؟ من ذوي القربي الذين تقلدوا مناصبا لم يكن ليحلموا بها لو كانت  الكفاءة هي المعيار، ولكن صار الولاء هو السيف المسلط حتي علي الخدمات الصحية،وإثرذلك سبحت الخدمات الصحية في مستنقع آسن، بل وصلت  إلي درجة الغيبوبة وأدخلت إلي غرفة الإنعاش، ولكن  من هو الطبيب المداويا؟إنهم أهل الولاء ّّّّ!! وأهل الخبرة والمعرفة المتراكمة صاروا إلي خارج  الدار بل وخارج الوطن يقدمون خدماتهم وينعم بها من يحترمون آدمية الطبيب وكرامة الإنسان، فهل يستطيع من يجلس علي كراسي قيادة وزارة الصحة اليوم أن يتخلي عن إنتمائه الحزبي وولائه السياسي  ويلبس البالطو الأبيض ويتوشح بالوطنية والتجرد ونكران الذات ويقف أمام قبيلة الأطباءهاتفا لا إلاه إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ، هلموا إخواتي وإخوتي الأطباء إلي كلمة سواء  بيننا من أجل هذه الرسالة الإنسانية لخدمة أهلنا الغبش في حدود  ما تبقي من وطن؟ لا نود منكم أن تتقدموا بإستقالاتكم، فهذه بعد المشرق من المغرب ولن تتكرر  في وزارة الصحة لإجيال لاحقة متل ما فعلها دكتور عبد الله تية، لأن ما نراه اليوم أمام ناظرينا كنكشة  يالأصابع والأسنان والأرجل .
أحوال الأطباءتزداد سوءا ،والخدمات الطبية تزداد تدهورا ،والمستشفيات صارت  ملاذا للبوم  والخفافيش ،والفساد أزكمت رائحته الإنوف ،فأغتيل من إكتشفه وكان جزاءه الإعفاء ، ولكن قبيلة الأطباء  سترد الجميل للدكتور الخلوق حسب الرسول  غدا بإذن الله
في أقل من عام هاجر حوالي 5000 ألف طبيب تاركين الوطن وربما الوطنية خلفهم ، غير من تركوا المهنة إلي هامش عمل هو كرامتهم ورزقهم  دون من وأذي من زملاء الأمس جلادي اليوم ، أليس ظلم ذوي القربي أشد مضاضة من الحسام المهند؟؟ أو  هاجروا داخليا نحو آلاف  كراسي العطالة مثل بقية الخريجين من مختلف الكليات نظرية أو علميةلأنهم ليسوا أهل ولاء ولا ينافقون ولا يداهنون ، بل همتهم في الثريا وكرامتهم قي العلي.
مذكرات ومذكرات صاغها الأطباء ووصلت إلي قمة السلطة السياسية في الدولة ، وكانت الحلول من السيد رئيس الجمهورية،
ولكن تعثرت الحلول وتبخرت أحلام الأطباء لا لسبب واضح يدركه الأطباء ويقتنعون به، بل صارت مشكلة الأطباءمستعصية علي الحل، لأن قيادة وزارة الصحة  ربما لا يهمها من أمر الصحة والمواطن أي شيء، أو ربما يعتقدون أن بفعلتهم هذا  سينالون رضا  السلطة السياسية، أو ربما كانت تقاريرهم تجافي الواقع والمنطق،لأن منظارهم قد أصابه العمي فلا يري إلا ما يري فرعون قومه.
إنها حقوق واجبة السداد، والأطباءلا يطالبون بتلك الملاليم ، ولكنهم يطالبون بتحسين بيئة ومناخ العمل في تلك المستشفيات التي تحمل بواباتها زورا وبهتانا : مستشفي ............. التعليمي، وأقولها عالية وأتحدي أي مسئول في وزارة الصحة أن يدلنا علي مستشفي تعليمي واحد في السودان اليوم ، بل أن يدلنا علي كلية طب واحدة مكتملة عدة وعتادا ، علما بأنها تقوم بتخريج حوالي 3000 ألف طبيب سنويا يضافون إلي كشوفات العطالة ، ولكن أين الدكاترة ولادة الهنا ؟
الطبيب في مسيرته يمر بمراحل مخاض متعسرة وولادة قيصرية، فبعد التخرج يظل عالة علي أسرته ربما لشهور تنتهي بالإمتياز، وما أدراكم ما الإمتياز؟ حمار شغل وسخرة ولا يعرف الطبيب هل فعلا يؤدي هو في رسالة إنسانية؟ ومع أنه فدإستوظف  وصرف الما
هية، ملاليم لا تغني ولا تسمن من جوع، بل كثير من أطباء الإمتياز يعتمدون علي أسرهم في مصاريفهم اليومية،.
يكمل الطبيب عترة  الإمتياز وعندها يعتبر مفصولا من الخدمة، ومن ثم  يلهث وراء الخدمة الوطنية ، والمحظوظون منهم يجدون ملاذا آمنا ومرتب يسيل له لعاب الغالبية العظمي ،وآخرون  ربما خارج الشبكة بحافز حوالي 47 جنيها شهريا.
يكمل الطبيب الخدمة الوطنية وهنا أيضا يعتبر مفصول من الخدمة، ومن ثم  يمتحن للتسجيل الدائم .
بعد إجتياز تلك العترة ، يكون عاطلا عن العمل،والمحظوظون من غير أهل الولاء ربما وجدوا وظيفة طبيب عمومي في الأصقاع،فيشكل له  مجلس تحقيق صوري في وزارة الصحة الإتحادية، ويستلم شهادة آخر صرفيةدون أن تسوي حقوقه بين الإمتياز وهذا التعيين.
من يتسلق سلم التخصص، هنا البهدلة التي لا تنتهي، ولكن الأطباء بجلدهم وصبرهم وتحملهم المشاق  رغبة في دوام القرب والتلاق ، يكابدون ليل نهار من أجل الحصول علي شهادة التخصص،بإعتبار إنها ستكون نهاية المطاف ، ولكنهم مادروا أن تلك خطوة لمعاناة أخري ، بل يعتبرالطبيب الإختصاصي عاطلا عن العمل لحين أن يفتح الله له بوظيفة ما ولكن ليس في بابا كوستا، فهذه  لها روادها وناسا.
إذا الطبيب في مسيرته  يتم فصله من الخدمة أربع مرات وبعلم الدولة، وزارة الصحة تنكر مسئوليتها، ووزارة العمل تنكر مسئوليتها، المسئول هوالأسرة و الطبيب الذي إختار الطب ولادة الهنا، ولم يختار الولاء قبل الطب، هل في الأمر من عجب؟
الأطباء لم ولن يكونوا مًستغِلين للمرضي، بل وطنيتهم ونكران ذواتهم  ورسالتهم الإنسانية  التي    
يضحون من أجلها  ، قد جعلتهم  يخاطبون كل من له مقدرة في حل مشاكل الصحة والأطباء والمرضي، وأبلغ دليل مًخاطبتهم للسيد رئيس الجمهورية  عند بداية الأزمة الأخيرة وما قراراته إلا وقد كانت في صالح الصحة والخدمات الصحية،ولكن من يتفلدون مسئولية إدارة وزارة الصحة ، ربما لا يدركون تلك المخاطرالتي تقود   إليها سياسة البطة  العرجاء ولي ذراع الأطباء والمرضي، فهذه السياسة ستفرغ وزارة الصحة من جميع الكوادر ، وعندها من يقودون وفيمن يتحكمون؟ كلادن وسيراميك وحوائط؟
هل إستعصت مشاكل وزارة الصحة علي الحل؟
فإن فشلت قيادة وزارة الصحة الحالية في حل تلك المشكلة فعليها أن تتقدم بإستقالتها اليوم قبل الغد،إنها حقوق وواجبات، إنها بيئة ومناخ صالح للعمل، إنها كرامة المريض والطبيب والكوادر، وفوق ذلك  إنها كرامة الوطن،هل تدركون ذلك ؟؟
أول خطوة في الطريق الصحيح هي أن  يتبوأ القوي الأمين ومن يملك الخبرة التراكمية قيادة وزارة الصحة ومرافقها المختلفة بما في ذلك إدارات المستشفيات والمراكز العلاجية القومية، وأن تتخلي السلطة عن أهل الولاء في هكذا ظروف،لأنهم بالأمس كانت  روائح فسادهم قد أزكمت الإنوف ، لدرجة أن القيادة السياسية  إتخذت بعض التدابير وتقدم السيد وزير الصحة الإتحادي بإستقالته،
ولكن ما زالت المشكلة مًستعصية علي الحل ، وشركات التوظيف بالمملكة وغيرها تًغدق علي الطبيب السوداني لأنها تعلم  مقدرته وكفاءته وعلمه وأمانته ونزاهته وكريم أخلاقه،
الطبيب السوداني  يود أن يعيش بعزة وكرامة  وفي ييئة ومناخ صالح، ليخدم وطنه وأهله وأسرته، فهل تبخلون عليه بذلك؟
ونقول:
المابعرف،
ما تديهو الكاس،
يغرف،
يغرف،
يكسر الكاس،
ويحير الناس.
والآن الأطباء والخدمات الصحية والكوادر والمرضي وطلاب الطب والمعاهد الطبية والشعب  في حيرة من أمر هذه المعضلة التي إستعصت علي الحل،والحل لا يحتاج الآن غير إحقاق الحق،
ورد المظالم إلي أهلها، مرضي وأطباء وكوادر وموءسسات،
فإن كان رب العباد قد حرم الظلم علي نفسه، فكيف بظلم الإنسان لإخيه الإنسان،وظلم ذوي القربي أشد مضاضة من الحسام المهند،

يديكم دوام الصحة وتمام العافية  
London  19 /3/2011

sayed gannat [sayedgannat7@hotmail.com]

 

آراء