الصراع حول الأرض في السودان
تاج السر عثمان بابو
12 January, 2022
12 January, 2022
ثانيا :
الأرض في ممالك النوبة المسيحية ( 500 - 1500م)
1
بعد زوال مملكة مروي ظهرت فترة غامضة ( 350 م – 550م) اطلق عليها علماء الآثار فترة المجموعة الثقافية (*) ، وهي فترة غير واضحة المعالم فيما يتعلق بملكية الأرض ، لكن اتضح من الآثار أن سكان تلك الفترة :
- مارسوا الزراعة والرعي بوصفهما حرفة رئيسية ، كما أنهم استطاعوا أن يدخلوا تعديلات في تقنية الساقية لتناسب ظروف وأوضاع السودان، وكان للساقية أثر في زيادة محصولات الموسم الصيفي ( ذروة ، دخن، )، كما دخلت زراعة القطن وتصديره مصنوعا الي مصر ، هذا اضافة لصناعة قواديس السواقي.
- واصل سكان تلك المجموعة صناعة الحديد ، وصنعوا منه كما في الآثار أدوات الإنتاج الزراعي (طورية، منجل، نجامة. الخ)
كما بدأت الابحاث والمؤلفات في سبر غور تلك الفترة مثل: مؤلف د. محمد مهدي ادريس بعنوان : شذرات من تاريخ المجتمع والثقافة في بلاد النوبة في الفترة مابعد المروية ( 350 م- 550م)، شركة مطابع السودان للعملة المحدودة 2018، والذي أهداني نسخة منه مشكور، وهو جهد مقدر في فك طلاسم تلك الفترة .
تابع المؤلف في فصول الكتاب: بنية بلاد النوبة ومصادر تاريخها ، نهاية مملكة مروي وسيطرة النوبة، اضواء علي المجتمعات الحضرية والريفية البدوية ، الدين واللغة أسا الثقافة، عادات الدفن صدى للمجتمع وثقافته، ضروب من الثقافة المادية.
لكن مايهمنا ماجاء في الكتاب : أن النوبة في تلك الفترة واصلوا في انشطتهم الاقتصادية باعتمادهم بصفة رئيسية علي الزراعة وتربية الحيوان ، ولعبت التجارة الخارجية – خاصة مع مصر- دورا مهما في تشكيل بنية مجتمع النوبة السفلي (ص 136)
أما عن ملكية الأرض وعلاقات الإنتاج، فقد أشار المؤلف الي: وثيقة الجبلين المودعة في المتحف المصري تحت الرقم (10.760) التي تفيد بأن الملك البليمي خاراخن منح أبنائه الثلاثة خاراخن وخاراباتخر وخاراهيت جزيرة تاناري لينتفعوا من ريعها ، وأن ماورد في تلك الوثيقة بشأن ملكية الجزيرة والاستفادة منها ربما يشير إلي اتصاف مجتمع النوبة السفلي ببعض خصائص المجتمع الاقطاعي، فالأرض في هذا النموذج مملوكة للملك الذي كان يمنحها للأمراء والأعيان ، ويُفهم ضمنا أن من يسكنها يقوم بزراعتها وحصادها لصالح ملاكها الجدد ، نظير الانتفاع ببعض ريعها" (ص 140) .
وفي نهاية تلك الفترة نسمع عن ظهور ممالك ثلاث قامت هي : مملكة نوباديا( نوباطيا)، المقرة وعلوة ، تلك الممالك التي اصبحت مسيحية فيما بعد ، والتي يبدأ منها تاريخ السودا ن الوسيط.
واصلت تلك المالك في نشاطها الاقتصادي الاعتماد علي الزراعة وواصلوا في استخدام الساقية، وعرفوا ثلاث دورات زراعية بعد استخدام السماد ، اضافة لتربية الحيوانات والتجارة الخارجية مع مصر وغيرها ، والصناعات الحرفية ، وعرفوا المدن التجارية والصناعية والثقافية مثل: (فرس، دنقلا، سوبا، ابريم ، وداي العلاقي. الخ) كنتاج لتطور الزراعة وتربية الحيوانات والتجارة والصناعة الحرفية.
2
ملكية الأرض:
لم توضح لنا المصادر التاريخية شيئاً كثيراً عن ملكية الأرض أو علائق الملكية في ممالك النوبة المسيحية ، ولكن المسعودي في كتابه: مروج الذهب أورد ما يلي حول هذا الموضوع. ( ولمن بأسوان من المسلمين ضياع كثيره داخله بأرض النوبة يؤدون خراجها إلي ملك النوبة وابتيعت هذه الضياع من النوبة في صدر الزمان في دولة بني أمية وبني العباس.
وقد كان ملك النوبة استعدي المأمون حسين داخل مصر علي هؤلاء القوم بوفد أوفدهم إلي الفسطاط، ذكروا أن ناساً من أهل مملكته وعبيده باعوا ضياعاً من ضياعهم ممن جاورهم من أهل أسوان، وأنها ضياعه والقوم عبيده ولا أملاك لهم وإنما تملكهم علي هذه الضياع تملك العبيد العاملين فيها.
فرد المأمون أمرهم إلي الحاكم بمدينة أسوان ومن بها من أهل العلم والشيوخ وعلم من ابتاع هذه الضياع من أهل أسوان أنها ستنزع من أيديهم فاحتالوا علي ملك النوبة بأن تقدموا إلي من ابتاع منهم من أهل النوبة أنهم إذا حضروا حضرة الحاكم ألا يقروا لملكهم بالعبودية وأن يقولوا سبيلنا معاشر المسلمين سبيلكم من ملككم تجب علينا طاعته وترك مخالفته فإن كنتم أنتم عبيداً لملككم وأموالكم له فنحن كذلك.. فلما جمع الحاكم بينهم وبين صاحب الملك أتوا بهذا الكلام للحاكم أو نحوه معا؟ً وقعوا عليه من هذا المعني.. فمضى البيع بعدم إقرارهم بالرق لملكهم إلي هذا الوقت وتوارث الناس تلك الضياع بأرض النوبة من بلاد المريس وصار النوبة أهل مملكة هذا الملك نوعين، نوع ممن وصفنا أحرار غير عبيد، والنوع الآخر من أهل مملكته عبيد وهم من سكن النوبة في غير هذه البلاد المجاورة لأسوان.
(المسعودي : مروج الذهب ومعادن الجوهر ، تحقيق محمد محي الدين عد الحميد ، كتاب التحرير 1966 – 1386ه ، ص 297- 298).
من هذه الرواية التي قدمها المسعودي يمكن استنتاج بعض الملاحظات حول ملكية الأرض وعلاقة ملك النوبة برعاياه..
1- من الناحية النظرية كان ملك النوبة يعتبر الأرض ملكه، ولا حق لرعاياه في ملكية خاصة لها أو التصرف فيها بالبيع أو الشراء أو غير ذلك..
2- كل رعايا ملك النوبة الذين يعملون في ضياع معينة يعتبرون عبيداً لملك النوبة. وأن تملكهم لهذه الضياع تملك العاملين فيها.. وهذا وضع يختلف عن علاقة حاكم المسلمين في مصر مع رعاياه، بمعني أن رعاياه لم يكونوا عبيداً له وأموالهم ليست له.
ومن خلال وصف المسعودي نرى أنه صار النوبة من أهل مملكة هذا الملك نوعين.
النوع الأول : ممن وصفنا أحراراً غير عبيد.
- والنوع الثاني من أهل مملكته عبيد وهم من سكن النوبة في غير هذه البلاد المجاروة لأسوان وهي بلاد مريس (نوباطيا)، ونستخلص من ذلك أن مواطني مملكة النوبة كانوا عبيداً لملك النوبة وأن الأرض والزرع والضرع كانت تعتبر من أملاك ملوك النوبة وأن شكل النظام الاجتماعي الذي كان سائداً في بلاد النوبة لم يكن يكفل للرعايا حقوقهم.
جانب آخر نلاحظه، هو أن الإسلام كان مدخلاً لرعايا النوبة للتخلص من عبودية ملك النوبة كما حدث لمواطني النوبة المسلمين في أسوان.
3- هناك خراج كان يدفعه الفلاحون أو الرعاة من إنتاجهم الفائض بعد خصم ما يكفي معيشتهم، أي بعد خصم الناتج الضروري، ولم تحدد لنا المصادر التاريخية نسبة هذا الخراج، ولكن من قرائن الأحوال طالما كانت الأرض هي من أملاك ملوك النوبة مع العاملين فيها فإن الفائض كان يذهب لملوك النوبة، والفلاحون كانوا يعملون وفقاً لعلاقات الإنتاج العبودية أو نظام السخرة، مقابل معيشتهم وأولادهم .. وربما كانت هنالك نسبة يأخذها ملك النوبة كما كان يأخذ الفرعون في مصر القديمة )
4- يمكن أن نستنتج أيضاً أن الفلاحين كانوا يملكون حق الانتفاع بالأرض وفي هذا الإطار يتم تقييد الملكية الخاصة، ويمكن أن يورثوها لأبنائهم (كانت الوراثة عند النوبة تتم من جهة الأم).. ولكن نفهم مما ورد في كتاب المسعودي أن الفلاحين ليس لهم حق بيع هذه الأراضي، وكان هذا هو نزاع ملك النوبة مع رعاياه في أسوان، إذ أنه أعتبر المواطنين النوبيين عبيداً له، وإن الأراضي هي أملاكه ولا يجوز لهم بيعها أو التصرف فيها، وأن عملهم فيها هو عمل العبيد..
وهذا يلقي بعض الضوء علي ملكية الأراضي في سودان وادي النيل في العصور الوسطى في ممالك النوبة، وإن كان هذا الموضوع يحتاج إلي استجلاء من مختلف الجوانب وهذا ما لا نملكه الآن لشح المصادر.
alsirbabo@yahoo.co.uk
/////////////////////////////////
الأرض في ممالك النوبة المسيحية ( 500 - 1500م)
1
بعد زوال مملكة مروي ظهرت فترة غامضة ( 350 م – 550م) اطلق عليها علماء الآثار فترة المجموعة الثقافية (*) ، وهي فترة غير واضحة المعالم فيما يتعلق بملكية الأرض ، لكن اتضح من الآثار أن سكان تلك الفترة :
- مارسوا الزراعة والرعي بوصفهما حرفة رئيسية ، كما أنهم استطاعوا أن يدخلوا تعديلات في تقنية الساقية لتناسب ظروف وأوضاع السودان، وكان للساقية أثر في زيادة محصولات الموسم الصيفي ( ذروة ، دخن، )، كما دخلت زراعة القطن وتصديره مصنوعا الي مصر ، هذا اضافة لصناعة قواديس السواقي.
- واصل سكان تلك المجموعة صناعة الحديد ، وصنعوا منه كما في الآثار أدوات الإنتاج الزراعي (طورية، منجل، نجامة. الخ)
كما بدأت الابحاث والمؤلفات في سبر غور تلك الفترة مثل: مؤلف د. محمد مهدي ادريس بعنوان : شذرات من تاريخ المجتمع والثقافة في بلاد النوبة في الفترة مابعد المروية ( 350 م- 550م)، شركة مطابع السودان للعملة المحدودة 2018، والذي أهداني نسخة منه مشكور، وهو جهد مقدر في فك طلاسم تلك الفترة .
تابع المؤلف في فصول الكتاب: بنية بلاد النوبة ومصادر تاريخها ، نهاية مملكة مروي وسيطرة النوبة، اضواء علي المجتمعات الحضرية والريفية البدوية ، الدين واللغة أسا الثقافة، عادات الدفن صدى للمجتمع وثقافته، ضروب من الثقافة المادية.
لكن مايهمنا ماجاء في الكتاب : أن النوبة في تلك الفترة واصلوا في انشطتهم الاقتصادية باعتمادهم بصفة رئيسية علي الزراعة وتربية الحيوان ، ولعبت التجارة الخارجية – خاصة مع مصر- دورا مهما في تشكيل بنية مجتمع النوبة السفلي (ص 136)
أما عن ملكية الأرض وعلاقات الإنتاج، فقد أشار المؤلف الي: وثيقة الجبلين المودعة في المتحف المصري تحت الرقم (10.760) التي تفيد بأن الملك البليمي خاراخن منح أبنائه الثلاثة خاراخن وخاراباتخر وخاراهيت جزيرة تاناري لينتفعوا من ريعها ، وأن ماورد في تلك الوثيقة بشأن ملكية الجزيرة والاستفادة منها ربما يشير إلي اتصاف مجتمع النوبة السفلي ببعض خصائص المجتمع الاقطاعي، فالأرض في هذا النموذج مملوكة للملك الذي كان يمنحها للأمراء والأعيان ، ويُفهم ضمنا أن من يسكنها يقوم بزراعتها وحصادها لصالح ملاكها الجدد ، نظير الانتفاع ببعض ريعها" (ص 140) .
وفي نهاية تلك الفترة نسمع عن ظهور ممالك ثلاث قامت هي : مملكة نوباديا( نوباطيا)، المقرة وعلوة ، تلك الممالك التي اصبحت مسيحية فيما بعد ، والتي يبدأ منها تاريخ السودا ن الوسيط.
واصلت تلك المالك في نشاطها الاقتصادي الاعتماد علي الزراعة وواصلوا في استخدام الساقية، وعرفوا ثلاث دورات زراعية بعد استخدام السماد ، اضافة لتربية الحيوانات والتجارة الخارجية مع مصر وغيرها ، والصناعات الحرفية ، وعرفوا المدن التجارية والصناعية والثقافية مثل: (فرس، دنقلا، سوبا، ابريم ، وداي العلاقي. الخ) كنتاج لتطور الزراعة وتربية الحيوانات والتجارة والصناعة الحرفية.
2
ملكية الأرض:
لم توضح لنا المصادر التاريخية شيئاً كثيراً عن ملكية الأرض أو علائق الملكية في ممالك النوبة المسيحية ، ولكن المسعودي في كتابه: مروج الذهب أورد ما يلي حول هذا الموضوع. ( ولمن بأسوان من المسلمين ضياع كثيره داخله بأرض النوبة يؤدون خراجها إلي ملك النوبة وابتيعت هذه الضياع من النوبة في صدر الزمان في دولة بني أمية وبني العباس.
وقد كان ملك النوبة استعدي المأمون حسين داخل مصر علي هؤلاء القوم بوفد أوفدهم إلي الفسطاط، ذكروا أن ناساً من أهل مملكته وعبيده باعوا ضياعاً من ضياعهم ممن جاورهم من أهل أسوان، وأنها ضياعه والقوم عبيده ولا أملاك لهم وإنما تملكهم علي هذه الضياع تملك العبيد العاملين فيها.
فرد المأمون أمرهم إلي الحاكم بمدينة أسوان ومن بها من أهل العلم والشيوخ وعلم من ابتاع هذه الضياع من أهل أسوان أنها ستنزع من أيديهم فاحتالوا علي ملك النوبة بأن تقدموا إلي من ابتاع منهم من أهل النوبة أنهم إذا حضروا حضرة الحاكم ألا يقروا لملكهم بالعبودية وأن يقولوا سبيلنا معاشر المسلمين سبيلكم من ملككم تجب علينا طاعته وترك مخالفته فإن كنتم أنتم عبيداً لملككم وأموالكم له فنحن كذلك.. فلما جمع الحاكم بينهم وبين صاحب الملك أتوا بهذا الكلام للحاكم أو نحوه معا؟ً وقعوا عليه من هذا المعني.. فمضى البيع بعدم إقرارهم بالرق لملكهم إلي هذا الوقت وتوارث الناس تلك الضياع بأرض النوبة من بلاد المريس وصار النوبة أهل مملكة هذا الملك نوعين، نوع ممن وصفنا أحرار غير عبيد، والنوع الآخر من أهل مملكته عبيد وهم من سكن النوبة في غير هذه البلاد المجاورة لأسوان.
(المسعودي : مروج الذهب ومعادن الجوهر ، تحقيق محمد محي الدين عد الحميد ، كتاب التحرير 1966 – 1386ه ، ص 297- 298).
من هذه الرواية التي قدمها المسعودي يمكن استنتاج بعض الملاحظات حول ملكية الأرض وعلاقة ملك النوبة برعاياه..
1- من الناحية النظرية كان ملك النوبة يعتبر الأرض ملكه، ولا حق لرعاياه في ملكية خاصة لها أو التصرف فيها بالبيع أو الشراء أو غير ذلك..
2- كل رعايا ملك النوبة الذين يعملون في ضياع معينة يعتبرون عبيداً لملك النوبة. وأن تملكهم لهذه الضياع تملك العاملين فيها.. وهذا وضع يختلف عن علاقة حاكم المسلمين في مصر مع رعاياه، بمعني أن رعاياه لم يكونوا عبيداً له وأموالهم ليست له.
ومن خلال وصف المسعودي نرى أنه صار النوبة من أهل مملكة هذا الملك نوعين.
النوع الأول : ممن وصفنا أحراراً غير عبيد.
- والنوع الثاني من أهل مملكته عبيد وهم من سكن النوبة في غير هذه البلاد المجاروة لأسوان وهي بلاد مريس (نوباطيا)، ونستخلص من ذلك أن مواطني مملكة النوبة كانوا عبيداً لملك النوبة وأن الأرض والزرع والضرع كانت تعتبر من أملاك ملوك النوبة وأن شكل النظام الاجتماعي الذي كان سائداً في بلاد النوبة لم يكن يكفل للرعايا حقوقهم.
جانب آخر نلاحظه، هو أن الإسلام كان مدخلاً لرعايا النوبة للتخلص من عبودية ملك النوبة كما حدث لمواطني النوبة المسلمين في أسوان.
3- هناك خراج كان يدفعه الفلاحون أو الرعاة من إنتاجهم الفائض بعد خصم ما يكفي معيشتهم، أي بعد خصم الناتج الضروري، ولم تحدد لنا المصادر التاريخية نسبة هذا الخراج، ولكن من قرائن الأحوال طالما كانت الأرض هي من أملاك ملوك النوبة مع العاملين فيها فإن الفائض كان يذهب لملوك النوبة، والفلاحون كانوا يعملون وفقاً لعلاقات الإنتاج العبودية أو نظام السخرة، مقابل معيشتهم وأولادهم .. وربما كانت هنالك نسبة يأخذها ملك النوبة كما كان يأخذ الفرعون في مصر القديمة )
4- يمكن أن نستنتج أيضاً أن الفلاحين كانوا يملكون حق الانتفاع بالأرض وفي هذا الإطار يتم تقييد الملكية الخاصة، ويمكن أن يورثوها لأبنائهم (كانت الوراثة عند النوبة تتم من جهة الأم).. ولكن نفهم مما ورد في كتاب المسعودي أن الفلاحين ليس لهم حق بيع هذه الأراضي، وكان هذا هو نزاع ملك النوبة مع رعاياه في أسوان، إذ أنه أعتبر المواطنين النوبيين عبيداً له، وإن الأراضي هي أملاكه ولا يجوز لهم بيعها أو التصرف فيها، وأن عملهم فيها هو عمل العبيد..
وهذا يلقي بعض الضوء علي ملكية الأراضي في سودان وادي النيل في العصور الوسطى في ممالك النوبة، وإن كان هذا الموضوع يحتاج إلي استجلاء من مختلف الجوانب وهذا ما لا نملكه الآن لشح المصادر.
alsirbabo@yahoo.co.uk
/////////////////////////////////