الصراع لازال مستمرا

 


 

 


Alshareefaasmaa224@hotmail.com
تأتى الذكرى الأولى لثورة 25 يناير التى أطاحت بنظام الحكم السابق ،دون أن تبلور بعد نظاما جديدا للحكم فى مصر ،وإن بدت كثير من ملامح المستقبل عبر نتائج الإنتخابات البرلمانية التى فاز فيها الإسلاميون بالأغلبية ،ورغم مرور عام على الثورة الناعمة التى أبهرت المصريين والعالم فى بداياتها،فإن المشهد فى مصر يبدو معقدا ،بل ومن الصعب التنبؤ بتطوراته ،و لاتزال صراعات عديدة تدور فى مستويات مختلفة  فى السر والعلن من أجل صياغة شكل مستقبل مصر  ،صراع بين الإسلاميين ومن عداهم ،والعسكر ومن يسعى لتحجيم سلطاتهم فى المرحلة المقبلة ،بين من أشعلوا شرارة الثورة  ومن يحصدون الآن ثمارها ،بين دعاة التغيير والمقاومين له ،بين فلول النظام السابق والمتضررين منه ،ولم تكن هذه الصراعات فقط بين كل فريق ونقيضه ،بل كان هناك صراعات أخرى داخل الإسلاميين وبين الليبراليين وفى صفوف الثوار ،وربما أيضا بين العسكر ،بل وداخل كل تنظيم أو جماعة أو حزب بين المحافظين والتقدميين ،بين الإنتهازيين وأصحاب المبادىء ،بين أصحاب الكفاءة وأهل الثقة .....فمصر التى ظلت ساكنة عقودا وأزمانا تبدو اليوم فى حراك كبير ،وعلى ضوء هذا الحراك سيتحدد مستقبلها ،ورغم كل المخاوف التى تحيط بهذا الحراك  والرعب من لحظة الصدام ، فإن  هذا الحراك  يبدو ضرورة للسير إلى الأمام ،و كل المخاطر المحيطة به والمترتبة عليه تبدو أنها الضريبة التى يجب أن تدفع عن فترات الموت والخمود السابقة أو أنها آلام المخاض لولادة مصر الجديدة التى نحلم بها .
ورغم وعود المجلس العسكرى بتسليم السلطة فى يوليو القادم ورغم محاولات بعض القيادات الإسلامية إرسال رسائل طمأنة إلى الشارع المصرى والثوار والقوى الليبرالية بعد فوزهم بأغلبية مقاعد البرلمان المقبل ،لاتزال هناك مخاوف كبيرة من إستئثار أيا منهما أو كليهما بالسلطة فى المرحلة المقبلة على حساب باقى القوى الأخرى والشباب الذين أشعلوا الثورة ،ولازال لكل فى مصر منظوره الذى يطالع به المشهد وتطوراته.

 

آراء