الطاقية، المنسج والكوروشيه “هل من متدبر ؟”

 


 

 

د. طبيب عبدالمنعم عبدالمحمود العربي

أحببت إعادة نشر المقال أدناه والآن الوطن بأكمله يعاني من كارثة مآلات "حدث ما حدث " من تدمير في كل شيء والأخطر من ذلك النهج الواضح لمسخ الهوية السودانية بل مسحها من الوجود. لموروثنا التراثي الشعبي دلالته القوية على أن لهويتنا خصوصيتها وإن تعددت ألوان جغرافية وطبيعة بيئة المنشأ أو سحنة شخوص مناطقها فهي تظل سودانية (أو سودانوية كما أطلق عليها الراحل الدكتور أحمد الطيب زين العابدين وغيره رحمهم الله) و للعيون فيها تبقى مساحة تميزها ولا تخطئ في التعرف علي ما هو دخيل وغريب عليها. عبر سنوات مضت وأنا أزور السودان كنت أرى العاصمة تكتظ بوجوه لا تشبه سودانوية الشرق ولا الغرب ولا الشمال ولا الجنوب ولا الوسط النيلي. كنت أصرح لمن ألتقي بهم بأن السودان في تحول ليصير سلة مهملات أفريقيا الشعبوية ، كان منهم من يرضى ويوافقني ومنهم من يحتج. فمن حقنا كغيرنا من الأمم الدفاع عن هويتنا وموروثاتنا والوطن كله وخيراته المتاحة . كنت أحس أن تحت الرماد وميض نار وإن غفلت الدولة عنه فرياح الشؤم لا تجامل والحريق لا يجامل إذا شبت نيرانه، وهذا هو حالنا اليوم. ما تكتبه الأقلام على الصحف وعبر الإنترنت نرى في غالبيتها نسجا لإطلالة حوار لا يتركك تفكر فقط في مفردات الحديث عموما أو بلاغة النص من حيث البناء بل المقصد دعوة للحوار نفسه المفيد ودعوة للتفكير والتفكر والتدبر فيما يكتب ويقرأ ودعوة أحيانا لفهم والإستفادة من كم وعمق ما يخفيه الضمير المستتر داخل كل نص ينشر.. يجب أن لا نتغني بجمال التراث فقط كعمل فني أو نوستاجيا ذكريات زمن جميل نتوق إليها بل واجبنا وواجب الحكومات وكل مواطن أن نقدر ونعيش في ظرفية زمان ومكان كل ما نتمتع به من تراث وموروث تاريخي فنسمع نداءه "يا بني وطني أنا في خطر أنقذوني"فنهب لنجدته والمحافظة عليه . مثلاً شجرة الصندل التاريخية النادرة كم صرخت عند الهجوم عليها في عرينها داخل المتحف الوطني القومي ، مستغيثة، فأقلق صراخها أقرباءها وجذورها في الهند البعيدة وحينها حراس المتحف القومي كانوا يغطون في نوم عميق "والمسؤلين أعجزتهم سكتة دماغية ". فالصينيون الذين كنا نخشى وجودهم قد ولوا وأبناء السودان من ورائهم للأسف الشديد اليوم يتسابقون فى هروب قسري ممنهج تاركين الوطن والغالي والنفيس من ورائهم ، وما أخشاه أن يتحقق الحلم بل الكابوس "السودان الجديد سلة مهملات أفريقيا الشعوبية ". المقصد في هذا المقال أبعد من فقط الحديث عن طاقية تغطي الرأس أو أشواق لماض فقط نحن إليه، فالطاقية أعني بها نظام واعي نظيف شريف شفيف رحيم وفي نفس الوقت قبة حديدية تحمي حدود الوطن وموروثاته". هل من متدبر؟.للأسف لقد حدث ما حدث والخوف من ما يخبأه المجهول فعيون بلاد أخرى نهمة ولها مصالحها صوب السودان لا تغمض جفوتها. للأسف البرهان بما يجري يعلم وحميدتي كذلك يعلم "وآخرون حميدتيون في منهجهم يعلمون بل قد يشاركون" ويا وطن لك الله فقط فهو الذي سيسترك. رحمة الله على شهداء الوطن وعلى حسب الرسول وكلثوم

طاقية المنسج والكوروشيه – رحلة زمن مع التراث السوداني الجميل

• 880
سودانايل
د. عبدالمنعم عبدالمحمود العربي
12 August, 2020

فى أمر ما، خاطبني صديق، حاله كحالي يهيم حباً فى الوطن السودان وأهله وتراثه وجغرافيته جبالا وسهولا وغابات ، وكل ما حباه به الله من تنوع نعم وبشر. جرني بعض حديثه إلى نبش بعض من الصور القديمة من ألبوم الذكريات التي تبين كيف كان نسيج المجتمع السوداني كله متماسكاً ومتسامحاً وكيف كان حينها يتم التأقلم على نمط الحياة خاصة فى الريف السوداني أيام طفولتنا وما قبلها من أزمان مضت وكيف تغيرت كل تلك الصور أو جلها خاصة بعد أن دخل الريف السوداني عالم الحداثة منذ حوالي قرابة الثلاثة عقود ضمن منظومة القرية العالمية الموحدة بكل ما تحمل من إيجابيات وسلبيات.
العنوان رحلة زمن مع التراث اقصد به تجديد دعوة عودة إلي جميل الماضي وما يتحوية من تراث عظيم يجهل عنه كثيرون من شباب اليوم ، وآخرون قدامى على الصعيد الآخر يعرفونه حق المعرفة ويحنون إلى أيام زمانه. وما هذه النوستالجيا للعودة لما تحتفظ به أراشيف الزمان من صور وذكريات إلا داءٌ ( وربما بعض الأحيان دواء) يصعب شفاؤه عند البعض لذلك يظل يعاني من جرائه الكثير من الناس ليس فى وطننا السودان وحده بل فى كل بلد عربي كان او إفريقي او أوروبي.
قلت لمحدثي الصديق الصادق الصدوق الذي هبش وتراً حساسًا ألا وهو الخوف من تفكك نسيجنا الإجتماعي الذي كان كله هيناً ليناً وسمحاً مترابطاً متحاباً متكاتفا. قلت له معك حق لكن دعنا نكون واقعيين، علينا أن نستيقظ من سباتنا المميت وننتبه لكي لا ننسي فى زحمة زمننا هذا الصعيب الغدار خطر تداعياته الإجتماعية والإقتصادية والأمنية نتيجة تسونامي العولمة الكاسح بقوة ، وأثر ذلك على حياة وسلوك الإنسان وحتى أمور دينه ، بل يجب أن ننبه أنفسنا وغيرنا إلي أهمية التركيز على ترسيخ قواعد البيت السعيد "الأنموذج تربويًا " والإهتمام بشؤنه بكل تفاصيلها لأنه هو المدرسة الأولية التي يتم داخل محيط فصولها هندسة وتكوين لبنة بناء المجتمع وبلورة الشخصية بكل ماتحمل من خصائص السلوك والجمال والكمال والنجاحات المطلوبة. ورحم الله الشاعر الكبير حافظ إبراهيم إذ يقول صادقاً "
الأم مـــدرســـة إذا أعــددتــهــا
أعـددت شـعباً طـيب الأعـراق
الأم روض إن تــعـهـده الـحـيـا
بــالــريّ أورق أيّــمــا إيـــراق "
فالبيت الطيب يخرج منه الطيبون والعكس قد يصح . قلت لمحدثي فى طفولتنا كان الناس لا يعرفون شيئاً إسمه الزمن الضائع ، لأنهم كانوا يستثمرون جل وقتهم وهم يعملون يستوظفون كل ما يملكون من إمكانيات متاحة لهم حتى وإن كانت جداً بسيطة لا غضاضة أو إستحياء منها أو شعور بالدونية والإحتقار .أو يقضون ذلك الوقت فى ما يستحدثون من حرف وفنون صناعة من بنات أفكارهم. فالمزارع تجده مشغولاً بزروعه ولا يتوقف انتاجه حتي بتغير المواسم فله طريقته فى التفنن فى إختيار ما يناسب زراعة كل موسم وأيضاً التغلب على مشكلة حصول الماء فترة الصيف الجاف سواءاً كان ذلك عن طريق إستخدام الساقية أو الشادوف أو الباجور ( الوابور). والنوع الآخر من مستثمري الوقت هم أصحاب الجناين والبساتين، فبساتينهم كانت تظل مخضرة ومنتجة على مدار السنة تمد الناس بالفواكه والتمور فى مواسمها وتمدهم بخضروات ولوازم الطبخ من بامية وملوخية وطماطم وبصل وجرجير ونعناع وكسبرة وشبت .....إلخ بل حتى بعضها تكفي الحي والأسواق بلبن حليب أبقارهم الطازج . لذلك لم يعرف الناس الجوع وكانت صحتهم على أحسن حال ومستوري الحال يحجون ويعتمرون بل بعضهم كان يضع مخلاته على كتفه ويختفي فجأة سراً أشهراً من كل عام، وأهله لا يقلقون لأنهم تعودوا وصاروا يعرفون أنه "ناداه المنادي" ، يودعهم وربما لا يعود . لذلك يتحول البيت المتواضع إلى مهرجان عرس عند عودة الشيخ لابساً كوفية تميزه عن غيره أنه قد زار أرض الحرمين ومن مخلاته العتيقة يدخل يده ليفرح زواره بالهدايا المعهودة ( بخور الند المضمخ بعطر الليفاندر أو الياسمين ، والمسبحة ذات عدسة تنقلك من مكانك إلى مكة والمدينة إذا نظرت خلال ثقب وسط ميضنتها، و كتيب الحصن الحصين يوزع على الذين يجيدون القراءة) .
صنف آخر من العاملين على مدار العام الحدادون والصاغة، لا يملون الجلوس القرفصاء أمام السندالة ولهب الجمر الملتهب وضوضاء الورش ومثلهم كذلك أصحاب المتاجر والكناتين والمخابز أو أماكن بيع اللحوم والخضار فكلهم لا يملون الجلوس طيلة اليوم إنتظاراً قدوم الرزق الحلال.
اما البيوت فكان كل منها هو مملكة أم العيال أو الحبوبة التي ترملت وبقيت وحدها. وكما للنساء الناضجات والمتزوجات مهام يومية وتربوية فأيضاً كانت للشابات مهام هي جزء من كورسات تربية الإعداد لمستقبل ينتظر منه بناء وتكوين أسرة ناجحة. يجدر أن أذكر هنا منظر الشابات ( الفتيات، كما يناديهن عوام القوم قبل أن يتزوجن) ، كن بعد الإنتهاء من المشاركة فى مهام المنزل اليومية يقضين كل وقت فراغهن فى صناعة الطواقي بالكروشيه والمنسج وتطريز المناديل والملايات. أما كبار النساء فكن بعد الإنتهاء من إجتماعية القهوة الضحوية يقمن بغزل القطن وصناعة القفاف الناعمة المطعمة بسيقان القمح الذهبية ملونة او على طبيعتها.كان كل ذلك فناً تشكيلياً متميزاً يتعلمنه إضافة الي صناعة الطباقة والعتانيب الملونة ( السباتات كتسمية بلاد السودان الأخرى). كانت منطقة مدينة المحمية مشهورة وكذلك دارفور بهدا النوع من الفن الذي يستقبلك بترحاب عند محطات القطار أو البصات. كان بحق زمناً جميلاً فيه الأسر والجيران بل كل أهل الحي مرتبطين كأنهم أسرة واحدة تسكن داراً واحدة. أما كبار الرجال إضافة للزراعة والشغل فى الجناين كانوا يجيدون نسج حبال العناقريب وصناعة الحبال والبعض نجح فى النجارة البلدية وإذا كان فى الحي فرح يجمع "ولعبة" لا يستحي الشيب ولا الشباب من التعبير فيها بالعرضة سيوفاً ودرق شاهرين وراقصين فى هارمونية رائعة عندما تضرب الدلوكة الخناقة ويرعد بارود السلاح فى أرجاء السماء ، يتبارون فى التعرض للجلد ( البطان) والفوز بما يسمى بالشبال من فتاة تؤثر أحدهم بالحب. أما إن كان شهر رمضان وفى العشر الأواخر فعلى ضربات الطار وإنشاد المداح نفس الأشخاص تشاهدهم يهيمون شوقاً وزهدًا وكالدراويش كل يرقص ويدور على ساق ( فهو سلطان العشاق كما يقول الفيتوري رحمه الله).
وأنا أتذكر الماضي هكذا أقصد التوثيق بذكر أمثلة من لوحات جميلة تحدث عن ذلك الزمن الجميل من سلوك وتراث فنون وحرف وحتي لهجات يتخاطب بها البعض ويغنون بها للأسف يهددها الإنقراض بسبب اثر العولمة او النزوح إلى المدن الكبيرة والآخر الاخطر الغزو الصيني لبلادنا وغيرها بحجة انهم خبراء أجانب. الخطورة تكمن فى تصوير وسرقة حتى دقائق وتفاصيل تراث الشعوب الأفريقية والعربية. كثيرون غيري وثقوا لتراثنا الحبيب، باحثون ومؤرخون وتشكيليون وشعراء ومغنون. يجدر أن أذكر فى هذه السانحة أن من ضمنهم الذي قد سبقني منذ عقود مضت الشاعر الرقيق الجاغريو و الشاعر المرهف صلاح أحمد ابراهيم (رحمهما الله) رسما بالكلمات وثقوا ، تشكيلا ً تراثياً جميلاً كل فى قصائده التي تثير شجون كل غريب ديار وغريب أهل. من فنهم اقدم أولاً هذا المشهد عن الطاقية وأهميتها عند السودانيين، الذي صاغه الشاعر الجاغريو فى لوحة رائعة الوصف بل أعتبرها ملحمة ومناحة مؤثرة وهو يرثي طاقيته ذات اللون التبري ( لعلها حمراء اللون) التي ضاعت عندما لفحتها الريح العاصف من على رأسه فطاحت وغاصت فى أعماق نهر النيل وكان حينها يعبر الجسر فى طريقه مع اصحابه لحضور حفل عرس فى الحلفاية بالخرطوم بحري. يقول وقد تفطر قلبه حزناً :
ذكرى المطرة شاعت يوم الأربعاء
أريت أرواحنا ضاعت
حليلة المسبوكة ضاعت
يا طاقتي أبكيك بى دمعي المباعد
ويبكوك أصدقاي روحتك ليها راعت
أول عينة أنت والغيرا بواقي
وسبعة سنين يمين حرمت الطواقي
مطرة الأربعاء ماينطاق حديثا
من إيدي غاصت بالدرة النفيسة
حليلة المسبوكة ضاعت
أبكن يا جميلة
وابكن يا بنات القوز والرملية
لطاقيتي أذرفن الدمعة الهميلة
لونا التبري صافي حاشى تكون عميلة
نورا يبق يدلك مهما أختفيها
فى الشوق اشوف حبي خياله فيها
بنوت الحلفايا لابسات الحزايني
يبكنك حفايا يا تذكار وفايا
أحزنن يا شبيبة
وكتحن الرماد يا بنات الدبيبة
يا حسرتي فى تذكار الحبيبة
حليلة المسبوكة ضاعت
(رحم الله الفنان المرهف علي إبراهيم اللحو الذي أجاد أداءها وقد تمكنت من تصويرها فى فيديو قصير على الرابط https://youtu.be/29JTEwQlC90) أما صلاح أحمد إبراهيم المبدع الآخر فقد كمل إخراج لوحته التوثيقية الجميلة فى إطار موسيقي رائع الفنان الموسيقار الأستاذ محمد وردي رحمه الله فصارا الإثنان بكل قوة وجدارة ولطف وذوق رفيع يحلقان بنا عبر أجواء سرمدية فى رحلة ملحمة عاطفية خلابة من ضمنها أقتبس روعة المشهد:
بالله ياطير قبل ما تشرب
تمر على بيت صغير
من بابه ...من شباكة بيلمع ألف نور
تلقى الحبيبة بتشتغل منديل حرير
لحبيب بعيد
تقف لديها وتبوس إديها
وانقل إليها وفائي ليها
وحبي الأكيد
يعني يا طير مهما كنت أنت تعبان كل هذه الرحلة الطويلة وعطشان عليك الله واصل قبل ما تبل ريقك، مر على الشباك المنور الصغير الفتحة، من بعيد تشوف يشع من خلاله نور ، فرسالتي جداً مهمة ومستعجلة. إنه لنور على نور عجيب من خلف ذلك الشباك الصغير يترقب وينتظر بفارق الصبر الخبر السعيد ! تخيل عزيزي القاريء من هو ذاك الذي ينتظر خلف الشباك؟!. الشاعر ترك لك العنان طائعاً لتسرح وتتخيل روعة المشهد ورونق بدر البدور الذي بتاج العفة والجمال كان يملك الليل منفردا . إنها لعمري قمة جمال الرسم بالكلمات ومتعة صحبة ترحال لا تمل قد كانت مع الطير المهاجر لأراض الوطن !. عزيزي القاريء كم من نور وألف نور قد كان يشع من شبابيك آلاف البيوت السودانية بل من خلال ثقوب وفتحات الخيام و شبابيك القطاطي الصغيرة المدورة التي كان معين ونور ساكنيها يضيء ظلام نفوس كثيرة، يشرح الصدور وينضح حباً وشوقًا وسلاماً وأمناً ورخاءاً خاصة على الحرمات والأطفال بل يعم كل الأحياء وبعيداً يمتد عطاؤه حتى مرابع البدو الظاعنين . كم من مثل حسب الرسول الفتاة " أم شلوخا ستة"، رحمها الله، فى حيِّنا كانت تقضي عمرها كله تحت ظل النيمة الظليلة وسط الحوش جل نهارها مكبة على منسجها تطرز لحبيب قريب أو بعيد منديل حرير أو واحدة من طواقي المنسج الحمراء ( التي اشتهر بلبسها فى السودان الشباب. لبسها فأشهرها الفنان الفولكلوري محمد أحمد عِوَض عليه رحمة الله) ؟. وكم يوجد اليوم من هو مثل كلتوم الفتاة التي وهي فى صمتها وصبرها الفريد قد اشتهرت بفنها الراقي فى تطريز الطواقي الكوروشيه "البيضاء أو لون زينب" مستخدمة إبرة الكوروشيه ؟. كل ذلك الفن التشكيلي الشعبي الراقي ومثله من فنون شعبية تشكيلية أخرى هي تراث حقيقي وتاريخه ضارب فى القدم يشتهر به الريف السوداني، كان متاحاً، وأبواب كليات فنونه كانت مشرعة لكل من يرغب تعلمه، هواية أو حرفة كانت وببلاش! هل ياترى يعود مثل ذلك الزمن؟ الملخص في أربعة مع الإعتذار فقد استطلت :
(1) يا أحبابنا أهل السودان العظيم إستثمروا كل دقيقة من الوقت الثمين، فالساعات تجري عجلاتها بسرعة مذهلة ( وقالوا فى المثل الفاتك اسرع فوتو)
(2) فخراً وتفضلاً، وبالله بعد حمده وشكره رجاءاً عضو بالنواجذ على حرمة أرضكم وزرعكم وضرعكم وخزائن أرضكم واشجاركم ونيلكم وآثاركم و تراثكم وفنونكم وموسيقاكم ولهجات ألسنتكم فهي فى خطر يهددها الإنقراض أو تسرقها وتمتلكها منكم دولاً أخري لا تستحي. اللهم لا تبارك فى رجل يبيع أرض وطنه ، أو باع ثروة وتراث شعبه بل تراث وطن كامل لمافيا عالمية أو لدولة أجنبية تهمها فقط مصلحتها. إن من بعض دول العالم إن سرقت أفكار وتراث غيرها من الشعوب فذلك فى عرفها ومقصدها حلال طيب عليها، أما إن كان هو غافلاً ولا يدري وقصده ظناً حسناً، فهذه للأسف تكون هي مصيبة المصائب، وجهل الجهلاء، وأهلنا العوام فى الأرياف قديماً قالوا " القلم مابزيل بلم".
(3) أحذروا الصديق" القِشْرَة تحت جلبابه يخفي أكثر من الف جمرة"
(4) دينكم لا اخاف عليه فالحمد لله تاريخ اجدادنا كله ورع وتسامح وناصع البياض لا إشاعات شيطانية تفكك نسيج مجتمعه ولانبذ وتنابذ ولا شقاق فيه يؤمنون بأركان الإسلام هي فقط خمس لا غير وستظل هكذا إلي أن تقوم القيامة كل عام وانتم بخير ومن العايدين ملحوظة توضيحية وشرح مفردات :
حسب الرسول عليها رحمة الله وكلتوم شفاها الله وعافاها إن كانت حية ترزق، أمثلة " شاهدناهما فى طفولتنا" وكن من خيار فتيات بربر فى حيِّنا، ومثلهن كثر فى تلك المدينة الراقية وجميلة بأهلها ، عشن زمناً كان الشباب فيه يتباهون فى حفلات الأعراس ( اللعبات) بلبس الطواقي المنسج ( الحمراء) وطواقي الكروشيه البيضاء أوالبيضاء المطرزة بتشكيل من خيط لون زينب المنسج : إطار خشبي مستطيل لشد القماش ليساعد عملياً وفنياً فى عملية شغل التطريز بالإبرة العادية والخيط الكوروشيه فن من فنون التطريز المعروف ومحبب لدى النساء عالمياً وله إبر مخصصة لهذا النوع من التطريز وتطريز كل من طواقي المنسج والكوروشيه يحتاج إلي صبر وزمن طويل حتى تكتمل الطاقية الواحدة
الشلوخ: فصدات " بالموس" على الخدين تتخذها بعض القبائل وسماً تعرف به الطُبَاقَة السودانية والقُفَاف والبَنَابِر تباع فى الأسواق الأروبية " صنع الصين والهند"
عبدالمنعم
drabdelmoneim@yahoo.com

 

آراء