الطريق نحو التحالف بين القوى المدنية

 


 

 

في إعتقادي المتواضع، أن التحالف المرحلي بين القوى المدنية ليس أمراََ صعباََ إذا تم التوافق بينها حول مدلول بعض النقاط، التي تشكل تحديات مهما كان إختلاف الرأي حولها، لا بد من مواجهتها وحسمها، أهمها :-
🌖 ما هو المقصود بالقوى المدنية، التي نطلق عليها : "قوى الثورة" - "قوى الإنتقال" - "القوى الحية "؟.

هذه تسميات حمالة أوجه، تدخل كيانات ضمن القوى المدنية وتقصي بعضها بتقديرات خاصة، لذلك لا بد من وضع معيار موضوعي جامع ومانع، بأن نقول مثلاََ :- (يقصد بالقوى المدنية، لجان المقاومة وكل الكيانات المدنية الحزبية وغير الحزبية، المؤمنة بالتداول السلمى للسلطة عبر الديمقراطية الحزبية، والحريصة على إسقاط الإنقلاب، وإستعادة مسار الثورة لتحقيق كل مطلوبات التحول المدني الديمقراطي، عبر انتخابات حرة ونزيهة.).

هذا التعريف ينشد الاستقرار وينبذ الاقصاء ويفتح الباب حتى أمام الحركات المسلحة في الداخل والخارج، لتعود كقوى مدنية بعد تخليها عن السلاح .
كذلك وليشمل تعريف القوى المدنية حزب المؤتمر الشعبي، المطلوب منه إعلان إيمانه وإلتزامه الصادق بالتداول السلمى للسلطة، بالاعتذار العلني للشعب عن إنقلاب ٨٩، والقبول بالمحاسبة القضائية العادلة، عن قضايا الفساد والمال العام .... وقس على ذلك.

🌖 ما هو المقصود ب "التغيير الجذري" ؟
كل القوى المدنية حريصة على إحداث التغيير الجذري، لكن لا بد أن نضع له مفهوم منضبط، بأن نقول مثلاََ : - ( التغيير الجذري يعني الإنتقال من نظام حكم عسكري شمولي إلى حكم مدني ديمقراطي مستدام، عبر انتخابات حرة ونزيهة، وذلك بتبني كل أشكال الحراك الثوري السلمي، ليشمل تسيير المواكب والإضراب السياسي والعصيان المدني والفعل السياسي، لحين إسقاط الإنقلاب أو سقوطه، بما يضمن إبعاد الجيش عن الحكم والسياسة والتجارة والاستثمار، ويحقق كل أهداف ومطلوبات الإنتقال .).
هذا التعريف يستبعد اي شكل من أشكال التغيير غير السلمي، وفي ذات الوقت يحدث التغيير الجذري المطلوب.

🌖 ما هو المقصود باللاءات الثلاثة؟
كل القوى المدنية متفقة حول شعاري (لا اعتراف) - (لا شراكة)، بمعني لا اعتراف بالإنقلاب ولا للدخول في شراكة مع العسكر أياََ كانوا، والواضح أن طرح هذين الشعارين والنجاح في الإلتزام المطلق بهما، هو الذي أفشل الإنقلاب وأوصله مرحلة الإقرار بفشله.

بالنسبة لشعار "لا حوار" فقد حقق أهدافه في الضغط على الانقلابيين في مرحلة معينة، أما الآن فالحوار يعد من قبيل الفعل السياسي المطلوب، كوسيلة من وسائل هزيمة الإنقلاب، إذ لا يتصور عملاََ تبني سلاح السلمية و الإمساك عن الحوار المفضي للتسليم والتسلم.

🌖 ما هو المقصود بالحكومة الإنتقالية؟
هناك قوى مدنية تتحدث عن حكومة كفاءات مستقلة، واخرى تتحدث عن حكومة حزبية، وفي تقديرنا الأولى هي الراجحة لجملة أسباب :-
1- الأحزاب في حاجة ماسة لاستغلال الفترة الانتقالية، لإعادة ترتيب أوضاعها تمهيدا لخوض الانتخابات.
2- إشراك الأحزاب في المرحلة الانتقالية يجعلها في حالة تكالب وتنافس على المواقع بما يصعب من مهمة التوافق بينها، ويعيد مرارات المحاصصة والاقصاء.
3- إشراك الأحزاب في المرحلة الإنتقالية سيكون على حساب شفافية الأداء المالي والإداري، كما حدث في فترة ما قبل الإنقلاب.

في تقديري المتواضع، إذا تم التوافق حول هذه النقاط، بالفهم الذي اوردته أو وفق أي فهم ينبذ الاقصاء ويحرص على الإتفاق السياسي الوطني الشامل بين كل أو معظم القوى المدنية، فلن يكون من الصعب التوافق حول متبقي النقاط الأخرى مثل نسب التحالف وطريقة إختيار الحكومة.. الخ، وبالتالي الوصول للتحالف المرحلي المنشود .
أخيراً، من الضروري القول بأنه ليس منطقياََ أن يتحدث الجنرال البرهان عن وحدة القوى المدنية وتشكيل الحكومة، في الوقت الذي يتمسك فيه بجعل الدعم السريع موازياََ للجيش، وتعج العاصمة بالمليشيات المسلحة، فالمطلوب منه أن يبادر الي تنفيذ ما يليه، بحسم موضوع دمج المليشيات والحركات المسلحة في الجيش، وابعاد الجيش عن التجارة والاستثمار وتنفيذ كل ما يحقق قوميته ومهنيته.

إن إخراج بلادنا من أزماتها والمضي بها للأمام، لن يكون إلا بإخلاص النوايا لله والوطن.

aabdoaadvo2019@gmail.com
//////////////////////////////

 

 

آراء