العقل العاطفي..الإحباط والدائره المفرغه

 


 

مجدي إسحق
8 September, 2022

 

قلت لصديقي المحبط من حال البلد والثوره…(العدو في داخلنا اذا لم نسيطر عليه ونروضه فسنختنق بمشاعر الإحباط وجلد الذات وسيكون مآلنا العدمية واليأس والإستسلام لقوى الظلام).
العدو هو العقل العاطفي الذي يسيطر على تفكيرنا يجعلنا ندور في حلقة مفرغه تستنزفنا ويمنعنا من استشراف الحلول.
إن الغضب هو الطاقة النفسيه الجبارة التي تتولد عندما نرفض الواقع…فإما تركنا له القياد واصبح مسيطرا على تفكيرنا خالقا العقل العاطفي الذي هدفه تفريغ مشاعر الغضب بدون التركيز على تغيير الواقع…وإما إذا إستطعنا السيطرة عليه بالعقل المنطقي سنجعل منه طاقة للبناء وتجاوز الواقع.
إن العقل العاطفي معركته هي تفريغ شحنات الغضب ولا يهتم بتجاوز أسبابه..لذا سنجد إن الأزمه لا تتحرك من مكانها و مع الزمن لا غرابة أن يتسلل الإحباط وعدم الجدوى من التغيير .
إن العقل العاطفي إنطباعي لا يفرق بين إحساسه وبين الواقع والحقيقه فكراهيته وغضبه من شخص سيعني رفضه لمواقفه مهما فعل….والعقل العاطفي جامد وثابت غير متحرك ينظر للظواهر ولا يبحث عن جذورها …ويتخذ موقفا ويتمترس فيه لا يراجعه …يرى أنه الحقيقه والصواب وحده ولايحتمل فكرة أن للآخرين أفكار تحتمل أن يكون بها جزء من الحقيقه.
في كل صباح تتجلي مظاهر العقل العاطفي في كل منحى حيث نرى
(١).هدر طاقة الغضب في التركيز على تفريغها بتعرية فساد زيد وغباء عبيد بفضح المواقف ونشرها…كأننا نحتاج لدليل جديد أو إثبات بعد الإنقلاب ومجزرة الإعتصام…وهل بعد الشرك ذنب؟
(٢).التركيز على القيادات وتجاهل قواعدها فالحديث عن كوزنة جبريل والعمده ترك او شطحات مناوي وانتهازية عقار لن تغير حقيقة أن لهم أتباع وقواعد…وأن هذه القواعد هي رصيد لقوى الثوره وإن فشلنا في الوصول إليها والعمل معها لا يقلل من ثوريتها ووطنيتها.
(٣).قوى الثوره كل في موقعه يظن أنه يمتلك الحقيقه وماعداه على ضلال مبين ….لا ترى مايجمعها…لاتبحث عن نقاط الالتقاء بل تضخيما ليصبح تناقضا تناحريا يرى في الأخر ليس حليفا بل عقبة التغيير فتهدر قواها في معارك لإثبات طائفية الحزبين وإنتهازية قوى الحريه وجمود الحزب الشيوعي و تفكك لجان المقاومه وعدم خبرتها.
إننا اذا لم نتخلص من إسار العقل العاطفي سيكون مصيرنا التقوقع في مقاعد الإحباط والفشل.
إذن يصبح واجب علينا اليوم قبل غدا ان نحارب العقل العاطفي وان نترك الزمام للعقل المنطقي الذي سيقودنا لتوجيه طاقة الغضب في التفكير والعمل لتجاوز الواقع المأزوم.
طاقة ترسم المستقبل ببناء الجسور بين قوى الثوره ليس فيها من يمتلك قدسية توزيع شهادات النضال والشرف …هادينا احترام الاخر وحوجتنا له …نبحث جادين عن طرق الالتقاء نتوقف من حملات التخوين والإقصاء ونصنع مبادرة تجمعنا وليس كلمات تفرقنا…..
لنجلس نجمع قوانا لنبني استراتيجة للنضال والتغيير وذلك بخطوات ثابتة ومعلومه
(١).الخروج من دوامة التنافس والتباري في إثبات فسادهم وظلمهم وجهلهم فهذا هدرا للجهد في إثبات ماهو معلوم بالضرورة.
(٢).تجاوز وهم اننا وحدنا الشرفاء… نمتلك الحقيقه وغيرنا على على ضلال ونحنا ملائكة التغيير وغيرنا شياطين الانتهازية والتخريب.علينا التواضع واستيعاب ما يجمعنا كقوى الثوره ونحترم الاختلاف وتباين الرؤى.
(٣).إعادة النظر في فيضان المبادرات المغلقه التي تعبر عن كاتبها ولا تمد يد التواصل لإستيعاب الآخر وليس فيها مساحات للتنازل والالتقاء
(٤).عدم محاكمة قوى الثوره بقياداتها بل العمل معها وتوعيتها لتضع قياداتها في صراط التغيير.
(٥).إن التغيير هو الشعب المنظم وليس أحزاب معزوله في دورها لا تتواصل معه ولا لجان نقابات ليس لها تفويض تعمل بالدفع الثوري ولم تستطع اجراء انتخاباتها وتنظيم عضويتها حتى الان…لذا يجب الوصول إليه والتواصل معه.
(٦).إن خيار السلميه ليس خيار الضعفاء ولا يعني استمرار المسيرات وانتظار القدر.بل عمل دؤب وخطة متكامله لمعارك مختلفه الانواع والوسائل يشارك فيها الجميع بلا إقصاء أو إدعاء بالنقاء الثوري والأحقيه في النضال
فوق ذلك يجب علينا جميعا ان نعلم ان التغيير ليس فرض كفايه ان قام به البعض سقط عن الباقين وان الاحزاب ولجان المقاومه عليها المسئوليه وعلينا النقد ومقاعد المتفرجين…بل هو فرض عين على كل منا ان يقوم بدوره مهما صغر…فنحن من سنصنع التغيير فإن فعلنا فلا محالة منتصرين…وحتما سنبلغ الصباح.

مجدي إسحق

 

آراء