العقيد مصطفي التاي وشهادات حية عن التعذيب في معتقلات الاسلاميين السرية

 


 

محمد فضل علي
7 November, 2022

 

نشرها علي موقع صحيفة سودانايل بعنوان
" رسالة الي صلاح قوش "
بالتزامن مع الاخبار المتواترة عن عودة القيادي الاخواني المشار اليه الي البلاد اثناء حكم الجنرال البرهان الذي يحذر الاسلاميين وعضوية المؤتمر الوطني من التخفي وراء الجيش بطريقة مسرحية نالت نصيب كبير من الاستنكار والسخرية والاستخفاف بعد محاولته افتعال خلاف وهمي مع الاسلامين الذين يديرون كل صغيرة وكبيرة في السودان هذه الايام ..
في زمن مضي وصفحات غير منسية من ايام المواجهة مع الطغمة الفاشية في قاهرة التسعينات وفي وسط القاهرة وهذا العنوان تحديدا
34 شارع عبد الخالق ثروت
كانت مباني صحيفة الاتحادي الدولية التي عملت فيها منذ منتصف التسعينات وحتي اواخرها ومغادرة مصر وارض الكنانة الي اقاصي الدنيا كما يحلو لاحد رفاق تلك الايام ان يسميها الي كندا .
كنت اصل الي الصحيفة يوميا بعد الظهر واخرج منها منتصف الليل مع اخي ورفيق الدرب جهاد الفكي الذي كان يقاسم العم الراحل المقيم ابراهيم عبد القيوم مهمة تحرير الصحيفة .
كانت مباني الصحيفة مزار لكرام وخيار الناس الذين يتكرمون بزيارة مصر من منافي وبلاد اخري ومن هولاء واحد من احب الناس الي القلب رفيق الدرب العزيز الراحل المقيم في قلوب كل من عرفوة عابدين ابوزلازل الذي تعرفت عليه بواسطة الرفيق العزيز جهاد الفكي ..
عابدين ذلك الانسان الصادق الامين المرهف الحس والشعور الذي كان يناضل بطريقته الخاصة اثناء سعية وتنقله في كل بلاد الله بين كينيا وجيبوتي ومصر لكسب عيشه بعد ان تعذر ذلك داخل السودان وسط الحيتان الجدد وقوارض الحركة الاخوانية النفاقية .
كان مقدم عابدين الي القاهرة مناسبة خاصة واشبه بالعيدية لكل من عرفوه في تلك الايام ورغم اتحاديته فقد كان صديق لكل الوان الطيف السوداني من اقصي اليمين الي اليسار .
كان يقيم دائما وسط البلد في عمارة المركز التجاري السوداني التي كانت تفصلها عن مباني الصحيفة شارعين وكان يتردد عليه بصورة يومية العم ميرغني عبد الرحمن سليمان وزير التجارة الاسبق الذي ناله نصيب معتبر من تعذيب وارهاب الاخوان الذين استهدفوه بطريقتهم المعروفة في قطع ارزاق العالمين ولقمة عيشهم له ولاسرته الفاضلة الكريمة كل التحية والتقدير .
في احد الايام وانا ازور عابدين وجدت معه شخص وضابط برتبة العقيد من احد الذين تعرضوا الي الاعتقال والتعذيب لفترة طويلة من ضباط الجيش السوداني القومي السابق الذي قام الاسلاميين بتفكيكه وقتل وتعذيب وتشريد ضباطه المهنيين وتعرفت علي العقيد مصطفي التاي له التحية والتقدير اينما كان في اي مكان في هذه المعمورة ..
قال لي عابدين انا ذاهب مشوار واريدك ان تتحدث مع مصطفي فلدية الكثير من القصص والحكايات عما جري في السودان في بدايات حكم المتاسلمين وجلست الي الرجل ساعة واكثر استمع الي قصص وحكايات مكانها المفترض لجان التحقيق القانوني والعدالة التي لم تتحقق او يسعي لقيامها احد في زمن المعارضة ولاحتي بعد سقوط النظام وتلك قصة طويلة.
حيث من المفترض ان يتم الادلاء بتلك الشهادات مثل افادات العقيد مصطفي التاي وضباط اخرين مروا بظروف مماثلة امام جهات مختصة بانفاذ العدالة والقانون في قضايا لاتسقط بالتقادم حتي لو تبقت ساعة واحدة لقيام الساعة لبشاعة ماحدث واثارة المدمرة التي طالت مؤسسات الدولة القومية والانسان في سودان مابعد الاحتلال الاخواني للبلاد.
الظروف غير معروفة والسنين تجري وتترك اثارها علي قدرة الانسان والناس للتعامل مع الاشياء..
نتمني ان يمد الله في اعمار من تبقي من ضحايا زمن الاخوان من المدنيين والعسكريين بصفة خاصة وان يتوفر في يوم قريب الظرف المناسب لقيام مؤسسات للعدالة المدنية او العسكرية المختصة لكي تستمع الي اقوال وشهادات الضحايا بصورة قانونية بعد اداء اليمين وللاسف هناك الكثير المتوفر عن ماجري تلك الايام وبعضه للاسف الشديد بعض انطباعات شخصية من حصاد مجالس الونسة وشهادات كيدية من بعض المتعاونين مع الاسلاميين وبعض المنشقين عنهم الذين غادروا التنظيم لاسباب لاعلاقة لها بنضال الشعب السوداني وقضيته ضد هولاء المتاسلمين ..
من المهم جدا عملية التوثيق القانوني لشهادات شهود العيان الذي عاصروا تلك الايام وبدايات الاحتلال الاخواني للسودان واجزم ان ماجري في السودان في تلك الايام وفي الثلاثين من يونيو 1989 لم يكن انقلاب عسكري مجرد انقلاب واترك ذلك لشهادات ضباط الجيش السوداني من كل الوحدات من العسكريين المهنيين الذين تمت الاطاحة بهم بموجب كشوفات قامت باعدادها لجان مختصة داخل اجهزة ومكاتب ماتعرف باسم الحركة الاسلامية السودانية التي حكمت السودان منفردة علي مدي ثلاثين عام واكثر تركته حطام وخراب شامل لم يسلم من اثاره احد في مؤسسات الدولة السودانية القومية ولا الانسان السوداني الذي اصابه ضرر عظيم طال الناس من كل الاعمار وحتي الاجيال التي تربت في زمن الاخوان التي تدافع عن المتبقي من كيان الدولة السودانية في نضالها اليومي وعبر ثباتها الاسطوري وتضحاياتها العظيمة والموت الفدائي النبيل لشباب السودان في شوارع وطرقات العاصمة الخرطوم وبقية مدن البلاد .
اطلعت علي مقال للعقيد مصطفي التاي علي صحيفة سودانيز اونلاين الاليكترونية بعنوان
"رسالة الي صلاح قوشي "
وهو ليس مجرد مقال بل شهادات حية عن وقائع واحداث حقيقية جرت نتمني ان تجد حظها من التوثيق القانوني .
له التحية والتقدير مجددا ولكل رفاق دربة الميامين .

 

آراء