العيد في زمن الحرب

 


 

 

كلام الناس
نورالدين مدني
لا أدري كيف يحتفل أهل السودان بعيد الفطر المبارك وهم يعانون من ويلات الحرب العبثية التي بعثرتهم في كل واد وحرمتهم من اللمات الأسرية التي كانت تجمعهم في الأعياد.
حتى الذين هاجروا إلى مختلف بقاع العالم قبل الحرب على أمل أن يجدوا في البلاد التي هاجروا إليها الأمن والامان والحياة الحرة الكريمة لم يسلموا من اثار الحرب التي جعلتهم أكثر قلقاً على أسرهم في مناطق العبور وفي مناطق النزوح بالداخل.
مهما فعل السودانيون بالخارج في مد العون لأهلهم خاصة المتضررين من اثار الحرب فإنها لن تعوضهم عن اللمات الأسرية أو مجرد الإحساس بأن أهلهم وأصدقائهم وأعزائهم بخير.
لكن ذلك لايجعلنا نبكي حالنا وحال أهلنا خاصة في الأعياد التي من المفترض أن نفرح فيها وسط من هاجروا معنا او من تعرفنا عليهم في الدول التي هاجرنا إليها.
دون أن ننسى مواصلة الأرحام لمن هم بالداخل أو في البلدان التي وصلوها بالسؤال عنهم والاطمئنان عليهم وتقديم المستطاع لمساعدتهم على تلبية الحاجات الأساسية الضرورية.
يبقى الأهم هو أحياء الروح المعنوية وعدم تركهم فريسة الإحباط واليأس ودفع ومساندة كل الجهود المحلية والاقليمية والدولية لوقف الحرب وتحقيق السلام وبناء سودان المواطنة والديمقراطية والعدالة والكرامة الإنسانية.
مهما تكن الظروف القاسية التي يعاني منها أهل السودان جراء هذه الحرب لابد من الاحتفال بعيد الفطر المبارك قدر المستطاع وإدخال الفرح في نفوس صغارنا الذين فجعوا بماسي هذه الحرب العبثية.
لن نقول كما قال الشاعر :
بأية حال عدت ياعيد
لكننا سنقول بكل الحب لكل الأعزاء والأهل والأصدقاء هنا وهناك:
كل عام وأنتم بخير وصحة وعافية وسلام ومحبة
وأن نعمل جميعاً على وقف الحرب واسترداد عافية السودان الديمقراطية والمجتمعية.

 

آراء