العيد والحرب الدائرة احداث تستدعي المراجعة والنقد الذاتي والتوبة والعفو

 


 

 

فالتائب من الذنب كمن لاذنب له كما في الحديث الصحيح الشريف. والتوبة مراجعة واقرار واعتراف وندم وعزم علي الاقلاع عن الخطأ.
حرية سلام وعدالة هم مبادئ ثورة ديسمبر المجيدة التي صدح بها الثوار فقضي منهم نحبه من قضي تحت نيران الطغاة المفسدين.
ارجو ان يتقبلهم الله مع الشهداء.

اذا السلام ونشره والتبشير به وافشاؤه ونبذ الحرب قيمة عليا.

وهذا يتسق مع الضمير الانساني ومكارم الاخلاق التي دعت اليها الاديان

الم يعلمنا الحبيب صلى الله عليه وسلم: (لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا)
ثم يواصل الرسول الحبيب صلي الله عليه وسلم
( أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم: أفشوا السلام بينكم) لذلك نعم للسلام ولا للحرب

في المقابل قلة تنادي بان نعم للحرب لا للسلام حتي اخماد التمرد.

حسنا ماهو التعريف العملياتي للقضاء علي التمرد او حسم الدعم السريع؟

هل نعني القضاء نهائيا عليه فلانغادر منهم احدا ؟ هلا هذا هدف واقعي سهل المنال ؟

ام الهدف تحجيم الدعم السريع وطموحات قائده ؟ ليصبح حركة متمردة في الاطراف؟

ام تحسين الوضع التفاوضي في المستقبل؟

اكثر المتفائلين يعتبر ان نتيجة الحرب الواقعية بافتراض كسبها سيكون تحجيم الدعم السريع وليس مسحه من الخارطة السياسية ويرجحون الجلوس معه في مائدة مفاوضات في وقت ما .

واذا استصحبنا الرعب والموت والخراب والخسائر والنزوح والتفكك الاجتماعي لاول اسبوع واستقراء التكلفة لمدي زمني طويل من الحرب يصبح السؤال اذا ايهما اقل تكلفة الحل العسكري ام الحل التفاوضي حالا؟

الدعوة للايقاف يتبعها جلوس في مائدة التفاوض لحل جذور الازمة التي اعتقد ان القوي السياسية وضعت لها اطارا مناسبا في الاتفاق الاطاري.الخلافات الفنية في مدة الدمج يمكن حسمها بالرجوع للخبراء لتحديد مدة الدمج.

من اهم محفزات وعناصر السلام اجتماع الكلمة لذلك التوافق الوطني مهم جدا وهو اولوية. لذلك اقف سعيدا باي مجهود لجمع الكلمة والتوافق. وفي هذا في تقديري ان الاتفاق الاطاري الذي يستند علي مشروع دستور نقابة المحامين يحمل توافقات قوي سياسية مؤثرة وعريقة في الساحة السياسية تشمل الاحزاب الكبري الامة والاتحادي والسوداني والشعبي وانصار السنة وغيرهم .
هذا الاتفاق نقطة جيدة يمكن البناء عليها او تعديلها.

اعتقد ان اجندة الانتقال وفي اولوياتها ايقاف الحرب فورا ثم الاصلاح الامني والعسكري والجيش المهني والعدالة الانتقالية والعيش الكريم تمثل اجندات الغالب الاعم من اهل السودان وجميعا تمت مخاطبتها في الاتفاق الاطاري وما يليه.

ربما لانتفق جميعا حول جميع بنود الاتفاق الاطاري وهو بالطبع ليس سدرة منتهانا بل هو نقطة جيدة للبداية وهنالك دوما مجال للتطوير والتحسين طالما كان هنالك مبررات كافية ومقنعة .

مايقلقني عند بعض الشباب تشجيعهم للحرب العدمية وضرورتها ووصفها بانها معارك مؤجلة . اخشي عليهم من تسلل لغة العنف بتسمية المشكلات والتعقيدات ( المعارك المؤجلة) واستسهال الحلول التي تعتمد العنف واستصغار الحلول السلمية عبر الحوار وورش العمل واساليب النضال والجهاد المدني السلمي.

القنوط من جدوي الحوار والتفاوض بين ابناء الامة الواحدة يعني في المقابل عسكرة الحياة السياسية و فتح الابواب للاستبداد لان شرعيته عندئذ ستستند علي انه سبيل الشعوب التي لاتستطيع بالحوار والتفاوض وتقديم التنازلات حل مشاكلها المعقدة.

قرأت في الانباء تعرض بعض الصحفيين لاطلاق نار وتهديدات. لاشك عندي ان الاجهزة الامنية متورطة في هذه الممارسات فتلك سيرتها وسمعتها وهذا نذير باستبداد يتشكل اضف لذلك توزيع صكوك الخيانة لاسكات كل يتخذ موقفا معاديا للحرب ويراها عبثية او لا يري في بيانات الجيش اي مصداقية كل ذلك تحت سمع وبصر قيادة عسكرية ادمنت الوعود الخواء عن دولة الحريات والقانون.
ان الارهاب الذي تمارسه الاجهزة الامنية الظاهرة والباطنة
سيؤدي حتما الي تسميم الحياة السياسية واطالة امد السقوط الحر للدولة السودانية.
لابد من اشاعة الحريات وحمايتها لان بالحريات يكرم الانسان وتتطور المؤسسات وينتشر المعروف ويتقلص الفساد .

غياب المساءلة والعدالة لايبشر بخير ولعل مايحدث الان بعض مما كسبت ايدينا فها هن امهات الشهداء من الشباب
الذي تم اغتيالهم في المواكب ومازالت الدموع والحسرة علي ابناءهن ماثلة ومازلت العدالة متعسرة بفعل المجرمين واعوانهم في الاجهزة الامنية والعدلية وكذلك ما زالت ملفات الفساد لم تصل لنهايات طبيعية في المحاكم
يقول الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم في ذلك (
إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده ).

كيف اري افضل الخيارات للمستقبل ؟

في تقديري او حلمي الامة السودانية تحتاج لمركبة او عربة عشان تنتقل من محطة النقطة الف (أ) الي محطة النقطة باء ( ب)
حيث النقطة الف (أ ) تمثل الوضع الحالي من حالة حرب المدن و مؤسسات ضعيفة واقتصاد ضعيف وانسان مهزوم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا
الي النقطة باء حيث دولة ديمقراطية بمؤسسات راسخة واقتصاد قوي وانسان عزيز مكرم

المركبة بتمشي علي اربع عجلات. بعض القيادات عاوز يسوق باتنين او ثلاث او واحد العربة ستتحرك وما حتمشي بعيد .

جربنا قحت بقيادة حمدوك والشارع وما مشينا

وجربنا المؤسسة العسكرية مع الاسلاميين وماتقدمنا لي قدام.

ما الحل؟

العربة عشان تمشي المشوار محتاجة لاربعة عجلات ( الجيش والشارع وقحت والاسلاميين) وكذلك نحتاج لمكنة المكنة دي التوافق علي دستور نتعاهد ان نلتزم به جميعا لمصلحة الاجيال القادمة.
عشان نمشي لي قدام لازم نبلع بعض المرارات وفي لغة الشباب نعصر ليمونة ونمشي سوا ودا معني الكاظمين الغيظ
والتسامي بنية مخلصة لشراء المستقبل وليس نية الغدر الذي اشتهر به قادة الجيش.
وفي الختام امرنا الله باخذ العفو والامر بالعرف والاعراض عن الجاهلين . اللهم اني عاف عن الجميع فاسالك العفو ياعفو ياكريم.

شريف محمد شريف علي
٢٣/٤/٢٠٢٣

sshereef2014@gmail.com
/////////////////////////

 

آراء