العين الثالثة .. جل من لا يسهو
كلام الناس
التدقيق اللغوي في الصحف أمر ضروري لتلافي الأخطاء الإملائية والطباعية التي ازدادت بعد تراجع مستوى التحصيل التعليمي الذي تجسده كثرة الأخطاء في وسائط التواصل الاجتماعي.
*لذلك قلنا أكثر من مرة بأهمية الاستعانة بالمدققين اللغويين خاصة في الصحف الإلكترونية التي أصبحت اكثر انتشاراً من الصحف الورقية لكنها تعج بالأخطاء الإملائية والطباعية.
*الأخطاء الإملائية والطباعية قديمة من أن كانت المواد الصحفية تجمع يدوياً وكانت عملية التصحيح تتم باستبدال السطر الذي به خطأ بالسطر المصحح‘ لكن في بعض الأحيان يوضع السطر المصحح في مكان آخر فيزيد طين الخطأ بلة.
*تخللت هذه الاخطاء - غير المقصودة بالطبع - طرائف كثيرة ومشهورة مثل تلك التي كتب فيها المحرر المسئول لفني الجمع في نهاية النعي الذي جاء متأخراً "إن وُجد له مكان"‘ ونشر في الصحيفة كما يلي" تغمده الله بواسع رحمته وأدخله فسيح جناته إن وجد له مكان"!!.
*لذلك يحرص بعض الكتاب الذين يجدون فرصة للجلوس مع المدقق اللغوي على مراجعة مقالاتهم معه لمزيد من التدقيق‘ ومع ذلك تحدث بعض الأخطاء والله اعلم.
*لابد من الاعتراف بأننا جميعاً نخطئ ونصيب لذلك لابد من الحرص قدر الإمكان على تجنب الأخطاء‘ ليس فقط للتدقيق اللغوي - رغم أهمية ذلك - وإنما لأن بعض الأخطاء تتسبب في تغيير المعنى تماما.
*هذا يحدث ايضاً في بعض الاحيان عند الاستعانة بالصور - وإن تراجعت الأخطاء المرتبطة بالصور - نذكر منها على سبيل المثال نشر إحدى الصحف في زمن مضى صورة "الإرهابي" كارلوس بدلاً عن صورة "الملك" خوان كارلوس.
* نعم قلت الأخطاء الإملائية والطباعية في الصحف لكنها ظلت موجودة ‘ لذلك تبقى "العين الثالثة" مهمة جداً سواء أكانت هذه العين الثالثة رؤساء الأقسام أم سكرتير التحرير أم صاحب المادة الصحفية نفسه.
* في كلام الناس سابق بعنوان "الاستغلال والاحتكار وانفلات الأسعار" وردت فقرة كما يلي : في عدد الجمعة أعدت حسيبة سليمان تقريراً صحفياً "أدت" ما ذهبنا إليه حول تناولت فيه ......
*بالطبع الخطأ من شخصي والصحيح "أكدت" وربط الفقرة لإزالة اللبس‘وكان من الممكن إرسالها لي على إيميلي لتصويب ما التبس على المدقق اللغوي .. لهذا ألح علي مراجعة وتصويب "كلام الناس" قبل النشر لإيماني بأهمية "العين الثالثة" ولأنه .. جل من لا يسهو.