الغوا مسار “اسامة سعيد” حتى تفتح المناطق المغلقة بشرق السودان

 


 

 

لا تلوموا نظارات البجا على اغلاق الطرق والمواني ووضع المتاريس.. لان قد بلغ السيل الزبى وطفح الكيل..

لا تلوموا حراك الشرق على المطالبة بحق تقرير المصير.. لان هذا المطلب قد تأخر طويلا..

لا تلوا نظارات البجا على انعدام الخبز  في الخرطوم وطول الطوابير للمواطنين أمام المخابز.. بل لوموا حكومتكم السجمانة التي تتصارع على السلطة وكرسي الحكم..

لا تلوا حراك الشرق على انعدام الدواء والوقود في العاصمة الخرطوم وبقية مدن السودان، بل لوموا حكومتكم المريضة التي لم تحتاط لمثل هذه الحالات..

لا تلوا شعوب الشرق على انسداد الأفق السياسي في السودان، بل لوموا برهانكم وحمدوكم المايع..

لا تلوموا أهل الشرق على الاغلاق الشامل للموانئ  والطرق والكباري، لان لا احد يحس بمعاناتهم طويلا..

وما هو مفهوم الوطن والوطنية لدى الذين يتهمون حراك الشرق بعدم الوطنية وتخريب اقتصاد السودان..

عزيزي القارئ..

ما سمي كذبا وبهتانا بمسار الشرق، في حقيقة الأمر ليس سوى مسار  المدعو" اسامة سعيد" وبقية الانتهازيين الذين اختطفوا  قضية شرق السودان المشروعة، وساوموا بها في منبر جوبا مقابل وظائف سياسية وأموالا من دولة  الأمارات الشريرة الطامعة في ادارة موانئ الشرق ومطاراتها.

لكن من هو المدعو اسامة سعيد؟

هو انتهازي بارع لا يثبت على مبدأ واحد، ولا يصبر هواته على مكان واحد، يتقن جيداً تفصيل الأقنعة وإجادة التصفيق، حتى يبدو وكأنه الأصلح والفاهم في كل شيء..

اسامة سعيد، شمام جيد لرائحة مصالحه، يتلون كالحرباء حسب المكان والزمان، ويسوق نفسه كسلعة لكافة الأطراف السياسية، يتمتع بخاصية التنظير والمزايدات السياسية وافتعال الأزمات واختلاق التعقيدات في عناد متصلب..

معروف باشعال الحرائق السياسية وتنصيب فخاخ الأزمات وتسويق من دعاوى التضليل والزيف بغية خلط الأوراق (مسار شرق السودان مثالا)..

هذا هو اسامة سعيد الانتهازي الذي اختطف قضية شرق السودان وحولها الى قضية مساومات قابلة للبيع والشراء  في منبر جوبا باسم "مسار الشرق"، إذ ان هذا المسار لم يتطرق اطلاقا  لا من بعيد ولا قريب لجذور الأزمة التي هي سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وولخ..

ولطالما هذا هو الواقع في شرق السودان، كان من الطبيعي جدا ان يفشل هذا المسار لانه انبنى من الأساس علي التحاور مع جهة ليست لديها شرعية، بينما تجاهلوا الحوار مع الأطراف الفاعلة في الصراع والتي لديها ما يكفي من قوة وثقل سياسي لإغلاق الموانئ والطرق والمطارات وحتى اغلاق كل الشرق..

المُعطيات على أرض الواقع في شرق السودان تقول أن الخلاف في الشرق ليس خلافا تنمويا ومطلبيا انما خلافا سياسياً في الأساس، قامت بتقويته وترسيخه مجموعة من الأخطاء والتحركات والقرارات الخاطئة من الحكومات المركزية، فإذا ارادت الحكومة الانتقالية ان تفتح نظارات البجا والعموديات المستقلة، موانئ شرق السودان ورفع المتاريس من الطرق والكباري وولخ، فلتقم بالغاء هذا المسار المعيب، وتبدأ بحوار  جدي مع كافة شعوب شرق السودان في اطار الحل الشامل لكل السودان.


bresh2@msn.com

 

آراء