الفلول .. ظاهرة تحتاج دراسة معمقة !!

 


 

الطيب الزين
13 August, 2022

 

الطيب الجد، الذي أستغله الكيزان في عهدهم الكالح الذي إمتد ثلاثون سنة، من أجل توسيع رقعة الجهل، الذي تجلى مؤخراً في أكثر من ظاهرة شاذة وغريبة على المجتمع السوداني، كل واحدة منها أسوأ من الأخرى.!

شاهدت فيديو لأحد الأشخاص وهو يتوضأ وتحيط به مجموعة من الناس يغسلون وجوههم بماء وضوئه.!

وفيديو آخر، نهض شخصاً في مجلس عزاء منادياً الناس بطاعة شيخه وطاعة أبنائه، وطلب منهم القبول أن يكونوا عبيداً له ولأبنائه.!

وفيديو ثالث ظهر فيه رجل وهو يصرخ ويزغرد كالنساء.!

ظواهر عبرت عن حالة الإنحطاط التي عرفها السودان خلال حكم الفلول، التي لا مثيل لها، سوى عهد الإمبراطورية العثمانية التي حكمت الوطن العربي بالحديد والنار، 400 سنة حيث كرست الجهل والتخلف وفرضت الجبايات ومارست الجبروت وقتلت العقل.!

وفيديو رابع للطيب الجد، واجهة مبادرة نداء أهل السودان، وهو يقف بجانب الطاغية عمر البشير على ظهر سيارة في وسط مهرجان من المديح، بغرض تسويق الطاغية للبسطاء عبر مسرحيات الإنتخابات المضروبة.!

السؤال الذي يطرح نفسه، أي إنتخابات يجريها نظام دكتاتوري بنى شرعيته على الإنقلاب على الديمقراطية.. ؟
قال الله تعالى في سورة البقرة:
ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون.
هل كان الطيب الجد يجهل حقيقة أن عمر البشير وصل إلى السلطة عبر الدبابة وليس صناديق الإقتراع ..؟

إذن كيف لشخص لم يفتح الله عقله وقلبه بقول كلمة حق أمام حاكم جائر طوال ثلاث عقود، صادر فيها الحريات، ونكل بالمعارضين السياسيين وأجج الحروب، وأفرط في الإستبداد والفساد والعنصرية والجهوية..؟
كيف لإنسان صمت عن كل هذه التجازوات أن يتقدم الصفوف ويتجرأ ويطرح مبادرة في ظاهرها البحث عن الحلول لكنها في باطنها تحقيق آحلام الفلول ..؟

ألعبوا غيرها، يا كيزان .. هذا عبط وعبث لا يليق بشعب واعي جسور إنجز اعظم ثورة في التاريخ المعاصر.

لن تنطلي عليه هكذا ألاعيب.

فلول النظام السابق، مخيلتهم السياسية محدودة وذكائهم متواضع، لذلك إنقلبوا على الديمقراطية في عام 1989، والآن يواصلون ذات النهج التخريبي، لذا، من واجبنا إن فات عليهم، أو غاب عنهم إدراك هذه الحقيقة، أن نذكرهم بحجمهم الطبيعي، عبر مواجهتهم بالحقائق وكشف تاريخهم المخزي، القائم على الخيانة والتآمر، ودورهم في الحاضر الساعي لتدمير الوطن وتعطيل مسيرة إستقراره وتطوره وتقدمه للحفاظ على مصالحهم الخاصة التي بنوها في عهد الطغيان.!
الفلول مجموعة من الإنتهازيين والطفيليين هم على إستعداد للإضطلاع بإي دور يوكل لهم من قبل قوى الردة والشر التي لديها أدوات متعددة للقيام بأعمال التخريب والتشويش، مستفيدة من تجربتها والأموال التي تراكمت لديها عبر ثلاث عقود من حكم الإستبداد والفساد، بجانب المعلومات التي تتوفر لهم عن المواطنين من خلال خلاياهم داخل جهاز الأمن والشرطة فضلاً عن إختراقهم لأغلب المكونات السياسية والإجتماعية والثقافية والفنية والقبلية والطائفية خلال سنوات حكمهم التي مكنتهم من شراء ضعاف النفوس وتوظيفهم، كعملاء لتمرير مخططاتهم القذرة التي عملت على محاربة الثورة عبر تجهيل الشعب حتى تسهل مهمة التحكم فيه.!

لذا، فإن التعامل مع الوضع الراهن يتطلب الكثير من الوعي واليقظة والحذر من مخططاتهم وسيناريوهاتهم المتعددة لضرب الثورة.
وأبرز مثال على ذلك سلوكهم الإرهابي، مؤخراً تجاه المجتمعون في دار نقابة المحامين.!

الكيزان، أو الفلول، راح عليهم الدرب، لذلك أصبحوا مثل الحية مقطوعة الرأس، يمارسون فرفرة المذبوح بعد أن باءت كل محاولاتهم بالفشل.

وآخرها إنقلاب 2021/10/25، الذي فشل نتيجة رفض الشعب ومقاومته الباسلة التي يقودها الشباب الراكز، ترس الثورة العنيد.

الثورة السودانية ليست إستثناءاً كل الثورات .. منذ الثورة الفرنسية التي إندلعت في عام 1789، وحتى ثورة ديسمبر المجيدة 2018، واجهت مؤامرات عديدة ومتنوعة من بقايا النظم السابقة.
من هنا على القوى الثورية السودانية التي إنجزت ثورة ديسمبر المجيدة، أن تستفيد من تجارب الماضي، لتفادى الأخطاء والسلبيات، حتى تتمكن من وضع كل كوز فاسد، وكل إنتهازي جبان في حجمه الطبيعي مهما تخفى وراء شعارات الوطن والدين الزائفة.

لتنطلق مسيرة الديمقراطية الحقيقية في بلادنا والبناء الجاد، والتعمير والتأهيل الشامل للإنسان والمؤسسات الذي يفتح آفاق المستقبل الواعد أمام الشعب لتحقيق تطلعاته في بناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة.

Eltayeb_Hamdan@hotmail.com

 

آراء