الفلول ليسو بهذه الضخامة وهذا الطول يا حكومة

 


 

 

ليس غريباً أبداً ما يحدث هذه الأيام تحديداً على المشهد السوداني الملتهب من إشاعات مسمومة تُنشر بكثافة على وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة وعلى مدار الساعة بل الدقيقة وكذلك ما يحدث على الأرض من جرائم وإنفلاتات أمنية هنا وهناك لبث الرعب والهلع في نفوس الناس بقصد زعزعة المجتمع وجعله هشاً وجائعاً ومريضاً وفقيراً وجاهلاً حتى يتسنى إلتهامه دفعة واحدة لوأد ما تبقى من ثورة وبقية من ثوار ، هاهم الآن ما إن اقترب العام الدراسي من بدايته حتى بدأت الرسائل التخويفية تبث بصورة دائرية وقذرة لإفشاله ، ما يجري الآن من تقاعس الأجهزة الأمنية عن القيام بواجبها وأداء وظيفتها شيء مريب ، أن تعلن قيادة الشرطة على الملأ بأن هناك عزوفاً عن العمل فيها وأن منسوبيها رفضوا الإستمرار في العمل بعدم تجديد العقد حديث يطرح الكثير من الأسئلة ، أن يتمرد الجنود والضباط على مرؤوسيهم على الملأ ويخاطبهم وزير الداخلية على الملأ أيضاً ويقرر مصيرهم بهذه الكيفية المرتجلة وأيضاً على الملأ فأمر يدعو للمزيد من الإستغراب !!
القصد مما يدور الآن على الساحة السياسية السودانية معلوم ومفضوح وهو وضع الشعب أمام أمرين إما عودة النظام القمعي الديكتاتوري المجنون السابق وما يحمل من شهادات مرضية وايدلوجيا كاذبة بإسم الدين ويبرر بها جرائمه ونهبه وقتله وعنصريته مستخدماً القوات المسلحة والأجهزة الأمنية والشرطية وكل ما تحت يده من قوة دون رقيب أو حسيب أو حتى سؤال وإما مزيد من الفوضى والترهيب للآمنين العزل ومزيد من الضغوط حتى تنقلب الحياة في السودان إلى جحيم يؤدي إلى الحروب الأهلية والنزوح واللجوء إلى دول الجوار ودول المهجر في سيناريو تم إعداده مسبقاً .
لازالت الأموال المنهوبة من لصوص العهد البائد التي سُمح لها بالخروج والتي تم تهريبها إبّان قيام الثورة تعمل ضد الوطن من عدة دول في الخارج حتى يتم تركيع وتمزيق وتشريد ما بقي من شيء إسمه السودان .
هؤلاء الأشرار لن يتوقفوا ولا زالوا يكررون ويحاولون ولكنهم لن ينجحوا ما دامت هناك عيون وسواعد شبابية صادقة وأمينة تقف حارسة لهذا الوطن العظيم، هؤلاء الملتاثون أكثر غباءً وحمقاً وطيشاً مما نظن بكثير ، إنهم مجرد أناس يائسون ممتلئون حقداً وغلاً وكراهية يحاولون هدم المعبد على الجميع منطلقون من مقولة شمسون الجبار ( علي وعلى أعدائي يارب ) وكما خابوا وطاشت سهامهم المسمومة من قبل ستطيش خططهم كذلك .
يجب على الحكومة الإنتقالية أن تكون مواكبة لما يجري على الأرض في الداخل والخارج وأن يكون لديها جهاز إنذار مبكر بين أيد ٍ أمينة ومخلصة وأن تعتمد على التكنولوجيا الرقمية الحديثة في أجهزة الدولة الرقابية لمزيد ٍ من الشفافية والعدالة فهي لا تكذب ولا تضلل ولا تشهد زورا ولا تخفي شيئاً فكل شيء كما هو موثق صوتاً وصورة في وقته أو مباشراً على الهواء .
على الحكومة الإنتقالية ألا تجاري ما يقوم به أعداء الثورة يجب أن تسبقهم الأجهزة قبل أن يحققوا أهدافهم ويجب على الحكومة أيضاً أن تكبح جماع عرمانها الذي فرضته علينا مستشاراً وتعفينا من سطحيته في التعاطي او التعامل مع مثل هذه الأمور التي لا يفقه فيها شيئاً ويرحمنا من خطابه العاطفي الرخيص الساذج وكأننا جنود بسطاء في حركته الشعبية ويجب أن يتوقف عن ترديد كلمة فلول هذه حتى لا يفرغها من معناها من ناحية ولتمرير أجندته الخربة من ناحية أخرى تماما كما حدث بعد سقوط مايو وترديد كلمة ( سدنة ) التي أدت إلى مجيء البشير وذئابه بعد أربع سنوات وثلاثة أشهر تقريبا ( والتاريخ للأسف يعيد نفسه ).
فَلْيَكِفْ نائب عقار عن إستخدام شماعة الفلول للتغطية على الاخفاق الذي يلف عنق الحكومة فالشعب واع ٍ ومراقب جيد لما يدور حوله والفلول ليسو هم من يوقف عجلة الديمقراطية والدولة المدنية العادلة
الفلول موجودون وفلول الفلول كذلك ولكن هناك عمل قانوني ودستوري يجب اتخاذه في الداخل السوداني والخارج ويجب أن تصل الرسالة لهم في أي مكان بأن الأرض والسماء لن تكون لهم ملجئاً أو حماية لهم من محاسبة الشعب وقصاصه .

عبدالماجد موسى/ لندن
٢٠٢١/٩/١٧
seysaban@yahoo.co.uk

 

آراء