الفنون الشعبية .. أوعك تخلف الميعاد

 


 

 

 

في أخريات العام الماضي ، إحتفلت فرقة رضا للفنون الشعبية باليوبيل الذهبي لإنشائها، فعندما فكّر الفنان المصري محمود رضا في إنشاء فرقة لتقديم الرقص الشعبي لتقديمه علي خشبة المسرح يمكن للأسر مشاهدته والإستمتاع بأدائه المقدم بإتقان حركي  والمصحوب بغناء التراث والحكي الشعبي ،كما أنه لا يبغي الإبتزاز الحسي ولا يستهدف الإعجاب ذو التأوهات الماجنة التي تجنيها مع كل (نقطة) أجساد راقصات ( الرقص الشرقي) ..!  في ذاك الزمان ولربما الي الآن فإستعان بالمصمم والمؤلف الموسيقي علي رضا فأصبح الراقص الأول ومعه الراقصة الأولي (فريدة فهمي) وهي التي قامت بمواصلة بحوثها في الفنون الشعبية والرقص الشرقي تحديداً لتنال درجة الدكتوراة من الولايات المتحدة في هذا التخصص، وقبلها كانت الراقصة الأولي للفرقة هي الفنانة الإستعراضية (نعيمة عاكف) وهي من رموز الفن المصري في التمثيل والإستعراض. ويقال أن السبب في أن تجد فرقة رضا للفنون الشعبية النجاح والإستمرارية أولا التأهيل والحرفية لأعضاء الفرقة وهم من خريجي الجامعات ثم إستعانة المشرف علي الفرقة بالإستعراض الشعبي لمناطق الريف المصري والصعيد ، فأصبح من يشاهد إستعراضات الفرقة يجدها قريبة من مجتمعه ومن بيئته ولربما قام بأدائها في طفولته أو شبابه. فقدمت قناة النيل جزءاً من إحتفالية الفرقة بيوبيلها الذهبي وبعد سنتين من إنشاء الفرقة إكتملت تبعيتها للدولة وصارت تقدم عروضها في مسرح منفصل وقام علي إدارتها الشقيقان محمود وعلي رضا،وصارت هنالك أوركسترا خاصة بالفرقة ،حتي أن الفرقة صارت تقدم عروضا في إستقبال أو علي شرف روؤساء الدول . الشاهد أنه خلال هذا الإحتفال قدمت رقصة (الحمامة) أو كما نسميها ( رقصة الرقبة) ببعض الإضافات ذات النكهة (المصرية ) والإيقاع الحركي بالغ الخفة علي أنغام أغنية (أوعك تخلف الميعاد وإنت عارف شوقي كم ) للمبدع (صالح الضي) وهي كلمات الشاعر ( حسن زين العابدين كوكو) وأأسف إني لأ أعلم للشاعر غير هذه الأغنية. أما الإختيار الآخر للفرقة ،سأغنية (دور بينا البلد دا يحرق الجازولين البابور جاز) ولفت إنتباهي الإختيار الموفق والجمع بين الأغنيتين والذي يـُوضح سياسة الفرقة ومنهجها الجاد في إحترام موروث الغير وتلتزم الفرقة بهذا التنوع في الإختيار لكل الدول التي تقدم نماذجها سواء كان أوبريت غنائي أو إستعراض راقص  فنجده في إقتباسها من تراث شعوب المغرب العربي وليبيا ونجد الفرقة غالبا ما تقدم أغنية معروفة ومنتشرة وسط العامة بالإضافة الي أغنية حديثة أو واضحة الكلمات واللحن يسـهُل فهمها علي مستوي العالم العربي.أما بالنسبة لنا فلا توجد أصلا كليات لدراسة الفنون الشعبية والي وقت قريب كان يُنظر الي الفرق الشعبية علي أنها تأتي في آخر سلم إهتمام القائمين علي أمر الفنون رغم الدور المبهر الذي تؤديه في التعريف بالرقصات الشعبية لهذا البلد المتنوع الإثنية والبيئة فمن الفنون الشعبية كان وعينا بمجتمعات رقصة (الكمبلا) ونغمات (الوازا) ولفتات فتيات (الزاندي) الرشيقات .. أين صودرت كل هذه الصور أين..؟! (دور بي حبيبي دور بي ... يحرق الجازولين البلد داك).

 

zizetfatah@yahoo.com

 

آراء