القائد الذي تتم تحيَّتُهُ عن قناعه وذاكَ الذي يُحَيّا كأداءِ واجب.. والفرق شاسع بين الفكرتين

 


 

 

رساله الى ( قادة ) الإنقلاب من ضباط الجيش خريجي الكليه الحربيه السودانيه فقط.
"كانَ الخيرُ فينا وظلّ الخيرُ فينا وسيظلُّ الخيرُ فينا ونحنُ نقولُها بجِنانٍ ثابتٍ ويَقينٍ لا يَهُزُّهُ الخوف ... إنّها كلمةُ الحقّ في وجهِ سُلطانِكُم القبيح"
إلى الذين يقبعون تحت أثقال أوزارِهُم و تحتَ ثِقَلِ علاماتِهم ونياشينِهِم الممنوحَةُ بواسطة البشير ونظامِهِ لخدماتِهِم الجليله في مجالات الحرق والإغتصاب والقتل والتآمُر وحراسة نظامِه.
إلى الذين لم يكُن لهُم نصيبٌ مِن الإرث ( السوداني ) الأصيل العفوي الذي كَسَا كُلُّ مولودٍ ورَعاهُ حتّى شبّ عنِ الطَوق وسارَ معَهُ بعد أن صارَ رجُلاً حتّى القَبر.
آهِ لو كان يعرفكم على حقيقَتِكُم هؤلاء الجنود النظاميون الذين يقتلون وينهبون ويغتصبون. آهِ لو أنّهُم يعرفون عمالتَكُم و بيعَكُم للوطن في سوقِ النِخاسَةِ الخارجيّه و بيعكُم لموارد الوطن لمصالحكم الشخصيه. الجنود لا يعرفون ان هولاء الشباب الذين يفتكون بهم أحقّ بالتحيةِ العسكريه منكُم وأن فوهات بنادقهم كان يجب ان توجه لصدوركم أنتم فالرُّصاص الذي يقتلُ زُغبٌ يبحثونَ عن وطنٍ نظيف أولى به صدورِكُم أنتُم.
عندما تنطلق الحناجر و تُدَبّج المقالات بعد كلّ حادثٍ مأساوي من الجموع بأنّنا ( لن نُسامِح ولن نغفر ) فأفهموا المعنى الحرفي لهذه المقوله لأنّها ستتحقّق قريباً جداً.
إفهموا إبتداءً أنّ قهر الأعوام الثلاثين لم يكُن نَصب المشانق لكم جميعاً في الشوارع لَيُذهِب غِلَّ النفوسِ حينها وقد ظل منسوبوكم يرتجفون حتّى قمتم بإستغلال من وقّعوا معكم على الشراكه الخائبه وأفلَتُّم من عقاب الجماهير ، التي تسومونها سوء العذاب الآن ، وكان ذلك سوف يحدث بالشرعية الثوريه التي قطعتم عليها الطريق.
وتأكّدوا أنّ السلاح الذي يَحرُسُكُم الآن لن يكون في استطاعتكم المراهنة عليه غداً.
عندما تستمرون في صمتكم وحرائرنا يُغتَصَبنَ بواسطة قواتكم المسلحه والشرطيه والأمنيّه والمليشياويه والمواطن تُنتَهَك حقوقُهُ بالضرب ويُستَحلّ مالُه نهباً مُوَثّقاً لا شكٌّ حَولَهُ. وعندما يستمر صمتَكُم وقوّاتُكُم تستميتُ في مواجهة شعبٍ أعزل لم يُخَرّب ولم يستعمل العُنف .. شعبٌ يُعَبّر بحناجِرِ أبنائهِ عن ( كُرهِهِ ومَقتِهِ ) لكُم ويطلبُ منكم الذهاب عن سُدّةِ الحُكم بأسبابِهِ اليقينيه في أنّكُم قَتَله ما بين دارفور وفض الإعتصام وحتّى يوم الناسِ هذا. لأنكم سرقتُم مواردَ دولتَهُ وتسعون لبيع اراضيها. لأنّكُم عُمَلاء لأطرافٍ خارجيه وهذا مما يقعُ تحت بند الخيانه العُظمى ولأنّكُم استقويتم على جيشِكُم الوطني بمليشيا أفرادُها لا يتكلمون لُغَتَنا وسِحَنَهُم غريبةٌ عنا وكذلك أخلاقهُم .. إنحنيتُم لصاحِبِها وركعتُم لهُ ركوعاً ليس مِن بَعدِهِ قيام تدنيساً لشرف العسكريه ومرمطةً لتاريخها ثمّ فرّطتم في أمن بلادِكم ومواطنيكم بإدخال مليشيات مسلحه الى العاصمه والاقاليم.
كرِهَكُم هذا الشعب وبذلَ وُسعَهُ لكي ترحلوا عن سمائهِ وهذا حَقٌ من حقوقهِ فقابلتُم حراكَهُ بالمزيد من القتل والإغتصاب والنّهب والتعذيب وكُلّ ذلك لم يُحَرّك فيكم شعرةً فظللتُم في تسفارِكُم ما بين دول الخليج ومصر وإسرائيل وروسيا .. وكُلُّها دُوَلٌ مشبوهة النوايا تجاه وطننا وآلَةُ قتلِكُم لا تَجِدُ من يُلجِم فظاظاتِها او يَحِدُّ من شهيّتِها المفتوحه للقتل والإغتِصاب والنّهب هذه الجرائم التي لا تجدُ مَن يتقصاها او يتحرّى عنها او يُنصِف ضحاياها أو يَكُف أيدي الأوباش عنها.
وما زلنا نسمعُ ونرى عجباً من إقتحامٍ للمدارس وضرب المعلمين أمام طلابِهِم وإهانتهِم حَدّ ( البُكاء ) غُبناً وليسَ جُبناً.
يتم تحطيم معمل ستاك بكل البربريه الممكنه بواسطة قواتكم النظاميه بعد أن نَهَبَت العاملينَ فيهِ ولا ردة فعل واحده. يتم نهب المجمعات التجاريه ويقتل المواطن ويؤخذ ماله وسط الخرطوم وكل ذلك مصوّر ولا تتحركون ولا تأمرون احداً بالتحرك.
بدأ الامر بتحريك عصابات النقرز وفي نفس الوقت كبّلتُم يد الشرطه من التعامل مع الأمر. ألَم تكونوا أنتم من اخترتم ان تتبع لكم الشرطه والاجهزه الأمنيه ؟ وعندما لم تُثمر المؤامره اطلقتم يد قواتكم لتطبيق كل ذلك الإجرام
وأنتم تقبعونَ في كواليسِ الدسائسِ
نحنُ ضباط نعلمُ معنى القياده ومتى يُحتَرَم القائد.. القائد الذي تتم تحيتهُ عن قناعه وذاك الذي يُحيّا كأداء واجب والفرقُ شاسعٌ بين الفكرتين.
إذاً هي نفس الفكره أيُّها الفُرقاء على رأس السيادي وعلى رأسَ الجيش.. المليشيات التي أحرقت دارفور بمعاونتكم واغتصبت نساءها هي نفسها التي احرقت ميدان الاعتصام واغتصبت الأبناء والبنات هي هي التي تغتصِب في قلب الخرطوم الآن تُدَنَس الأعراض وأنتُم ( تختبئونَ ) خَلفها بعد أن هيّأتُم لها الأمان والمكان ولا خيرَ فيكَم نحنُ نعرفُ ذلك ( نبتعِدُ قصداً عن الكلِمه التي تحمِلُ المَعنَى ) ولكن ما بال بقيّة من يحملون العلامات على أكتافِهم من الجيش ومن الشرطه؟ ما بال المؤسسات العدليه والنيابية أما صارَ يوجد فيها رجال أرضعتهُم أمهاتهم؟ ما بالَهُم صمَتوا؟ ولكن مهلاً فما عادت الأشياءُ هي الأشياء.
( لن نُسامِح ولن نغفر ) عندما تنطلق هذه العباره من حناجرِ شعبٍ ناضج فتيقنوا من أنّهُم يعنون ما يقولون. وتيقنوا أنّهُم سينفذوا ما قالوا. القوات المُدَجّجه بالسلاح وقوات الأمن التي تعتقل وتُعَذّب كل ذلك لم يحمِ الطغاه ولكُم في القذّافي وشاوسسكو خيرُ مثال.
لن نُسامِح ولن نَغفر عباره تنطلقُ من حناجر الرجال في وسَطِ قَهرِكُم ثقوا تماماً أنّ السلاح لن يحول بينكُم وبينَهُم .. سينفَجِر القُمقُم وستجدون المارد عندَ أسِرّةِ نَومِكُم في منامِكُم ويقظتكُم ، بلا رحمه ، هذه المَرّه .. فنحنُ أُمّةٌ لا تُضام ولا تُحتَقَر. عندما يصِلُ الأمرُ للعِرض ولل ( حَقَاره ) يبقى الأمر مسألة وقت بيننا نحنُ شعب السودان في يَدٍ وبينكم وكلّ قوّاتِكُم من نظاميه ومليشياويه ، لا فرق ، في اليدِ الأخرى.. ولن تنام عينٌ ظَلَمَت.

melsayigh@gmail.com
/////////////////////

 

آراء