القافلة الإنبطاحية الى يوغندا.. هل تبحث عن مخرج ما للجنجويد مع يوري موسفيني؟

 


 

 

مثل الذي خان وطنه وباع بلاده مثل الذي يسرق من مال أبيه ليطعم اللصوص ، فلا أبوه يسامحه ولا اللص يكافئه (نابليون بونابرت)..
*****************
ورد في الأخبار أن وفدا رفيعا من القيادات السياسية السودانية، يوم الإثنين 3 يوليو 2023، مع الرئيس الأوغندي يوري موسفيني، بقصر الرئاسة الأوغندية في عينتبي، وقف الحرب في البلاد، وإيجاد حل سياسي شامل وعادل، وإقامة حكم مدني ديمقراطي.
وضم الوفد السوداني عضوي مجلس السيادة د. الهادي إدريس، والطاهر حجر، والقيادات في تحالف قوى الحرية والتغيير: محمد الفكي سليمان، ياسر عرمان، طه عثمان إسحق، إبراهيم الميرغني، وخالد عمر يوسف"، إضافة إلى عضو مجلس السيادة السابق محمد حسن التعايشي، ونصر الدين عبدالباري، وزير العدل في حكومة رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك.
وقال المتحدث باسم العملية السياسية في السودان، خالد عمر، على موقع "تويتر"، إن "الوفد المدني السوداني تقدم بالشكر للرئيس الأوغندي يوري موسفيني على عقد الاجتماع في وقت مفصلي يمر به السودان على إثر حرب 15 أبريل/ نيسان الماضي، وقدم شرحاً وافياً للأوضاع الإنسانية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية المتردية عقب الحرب، وخطورة استمرارها.
عزيزي القارئ..
يُقال، إذا لم تستح فأصنع ما تشاء، فحقا الذين يطلقون على انفسهم قادة سياسيين في السودان، لا يستحون ولا يخجلون، رغم انهم سبب كل الكوارث والأزمات التي اقعدت بالبلاد على كل الاصعدة.
الحرب التي اندلعت يوم 15 ابريل 2023م، كانت من وراءها تلك القافلة الانبطاحية التي ضمت/كل من د. الهادي إدريس، والطاهر حجر، ومحمد الفكي سليمان، ياسر عرمان، طه عثمان إسحق، إبراهيم الميرغني، وخالد عمر يوسف، إضافة إلى محمد حسن التعايشي، ونصر الدين عبدالباري.
هذه القيادات جميعها، شاركت في عملية سرقة ثورة ديسمبر 2018م، وجميعها شاركت في الحكومة الانتقالية بطريقة أو بأخرى، وجميعها قبلت باشراك الجيش والجنجويد في العملية السياسية كقوتين متوازيتين، وجميعها كذبت على الشعب السوداني، عندما قالت ان الجيش والجنجويد والمدنيين يعملون بتناغم تام، وجميعها كانت تسترسل في النباح على حمير المسؤولية الوطنية، وجميعها هددت، إما الاتفاق الإطاري أو الحرب!!
إذن هي ذات القيادات الفاشلة الخائبة، التي هربت من السودان مع اول طلقة يوم 15 ابريل 2023، بعضها عبر شرق السودان الى اثيوبيا واريتريا، واخرى عبر الشمال الى مصر، وثالثها عبر كوستي/الرنك الى دولة جنوب السودان.. ودون اي خجل تجمعت في يوغندا، لتطالب من الديكتاتور الأفريقي يوري موسفيني، بأهمية وقف الحرب وإيجاد حل سياسي شامل وعادل يقود لجيش واحد قومي ومهني وحكم مدني ديمقراطي وسلام مستدام!!
والسؤال هو: من الذي طلب من هذه القيادات الانبطاحية الانتهازية ان تتحدث باسم السودان وشعبه الذي يواجه القتل والاغتصاب والتدمير على يد ميليشيا الدعم السريع (الجنجويد).. لماذا هربوا من السودان؟
القائد لا يهرب من الميدان، فالقيادة لا تعني شيئا اذا لم يكن القائد مع شعبه، يأكل من ما يأكلون، ويفترش من ما يفترشون، ويعاني من الجوع والعطش اذا جاع شعبه او عطش، فالذي يهرب ويخاطب شعبه من خارج الحدود، لا يمكن اعتباره قائدا او زعيما.
القيادات التي ذهبت للقاء موسفيني، قيادات كذبة كالأنبياء الكذبة، تفتقر الى الصدق مع نفسها، فكانت هزيلة النفس وعدم الثقة أمام الديكتاتور يوري موسفيني، تغلب الجبن على شجاعتها الكاذبة، فهي ليست مع الشعب السوداني وإن ادعت ذلك، وإنما تسخر مقدراته، لمصالحها الذاتية وهي لا تخجل.
ان القيادة ليست بالطول والعرض، ولا بالزعيق، وبالزيارات العبثية على شاكلة (شوفوني انا هنا اذن انا موجود)، وانما بقدرة القائد على أن يرى ما لا يراه الآخرون لخير شعبه ويضحي بنفسه لتحقيق رؤيته، اما قافلة الكلاب المسترسلة الى يوغندا، فتعتبر في نظر الشعب السوداني، قيادات هاربة من السودان.
انهم يخلقون ضجيجا تافها، ليخنقوا معاني الحقيقة. والحقيقة الواضحة للجميع، هي ان حالة الانحطاط في الواقع السوداني، وانسداد أفق المعالجة والخروج من هذه الحالة، سببها هروب تلك القيادات من واقعها الصعب، واللجوء الى واقع الآخرين، اعتقادا منها، ان هذا الهروب واللجوء، هو الذي يخرجها من واقعها السيىء.
لا يمكن للرئيس يوري موسفيني ان يقدم حلا لمشاكل السودان، وبالطبع لا يمكنه انقاذ الجنجويد من ورطتهم، وهذا الطلب إنما كمن يعلق فروة شعر الشرعية على مشجب قوة وهمية.
يوري موسفيني، واحد من الذين تآمروا وما زالوا يتآمرون على دولة جنوب السودان والسودان، وأي سوداني يبحث عن حلول لمشاكل السودان من يوغندا، لابد ان يكون متخبطاً ومخبولاً، أو أهبل أبله غبي كاذب متسوّل مرتزق مريض!!
إن السودان كان في موقف يشبه من يأكل الشوك الذي قدمه إليه غيره، فالأحزاب السياسية ومعها ميليشيا الجنجويد، أعدت للدولة وليمة من الشوك، والدولة كانت تمضغ هذا الشوك، لدرجة أنها لا تجرؤ حتى على محاسبة طباخي الشوك.. لكن الأمور لابد ان تختلف اختلافا كلياً بعد القضاء على الجنجويد واقامة المشانق لكل المتآمرين والخونة من الأحزاب السياسية والإدارات الأهلية وزعماء القبائل، وكل من وقف وأيد الغزو الجنجويدي على السودان.
لا مكان لقيادات "كمبالا" في سودان المستقبل بعد تنظيفه من جرذان الجنجويد، فلتبحث هذه القيادات عن شعب آخر تستحمره، وعن مكان غير السودان لتمارس فيه العبثية والاستهبال السياسي، فالشعب السوداني لم ولن يجرب المجرب مرة أخرى، لأنه سيتعلم من خيانة 15 ابريل 2023.
وفي الختام..
هؤلاء الذين يجوبون العواصم الأفريقية والعربية باسم الشعب السوداني في الوقت الذي يواجه هذا الشعب -الموت والاغتصاب، هم حقا، مثل الذي خان وطنه وباع بلاده مثل الذي يسرق من مال أبيه ليطعم اللصوص ، فلا أبوه يسامحه ولا اللص يكافئه..

bresh2@msn.com

 

آراء