الكاتب خالد أبوأحمد: فقدان العسكر للسند الداخلي والخارجي جعلهم يندفعون باتجاه صناعة حرب أهلية في السودان

 


 

 

من غوتنبرغ السويدية:
قال الكاتب الصحفي خالد ابواحمد " المشهد السوداني لا زال في حالة التدهور يوما بعد آخر، ولا زال المُكون العسكري يُمارس العنف على أكثر من صعيد، قتلى وجرحى وانتهاكات في مناطق متفرقة من السودان، والأوضاع في كسلا وجنوب كردفان، وفي دارفور تتواصل أعمال القتل وآخر الأخبار من هناك اليوم الأحد 10 أبريل تقول أن (12) مواطنا قتلوا رمياً بالرصاص وجرح آخرين على أيدي مسلحين في قرى تنجكي وبئر دقيق بغرب دارفور حسب (راديو دبنقا)".
واشار الكاتب إلى "أن حالة السيولة الأمنية التي وصلت إليها البلاد مقلقة جدا، مع تنامى المخاوف من اندلاع فتنة كبرى يشهد فيها السودان حربا أهلية تحرق الأخضر واليابس نتيجة لغياب دولة القانون والمؤسسات، وزيادة المظالم الأمنية، وعدم محاكمة وتوقيف الذين يمارسون القتل شبه اليومي والانتهاكات التي وصلت حتى داخل مُدن ولاية الخرطوم، علاوة على عمليات التعذيب للمعتقلين، وقد نشر في الاخبار أمس السبت أن -محامو الطواريء يؤكدون أن سلطات سجن سوبا رفضت استلام (4) معتقلين بسبب الضرب والتعذيب".
وحول مستقبل الاوضاع في البلاد أوضح خالد ابواحمد " أعتقد أن الرؤية قد استبانت بشكل أكثر وضوحا من ذي قبل، وهي تتلخص في أن المكون العسكري بقيادة الفريق البرهان ومحمد حمدان دقلو يرغبون في استمرار تدني الوضع الأمني، وممارسة أكبر قدر من استفزازات الشارع السوداني على نحو يؤدي إلى مرحلة الفتنة وإراقة الدماء في أرجاء البلاد، فهُم على قناعة بألا مستقبل لهم في الحُكم، وقد نبذهم الشارع والمجتمع الاقليمي و الدولي الذي عبّر عن غضبه كثيرا لما يقومون به من ممارسات سيئة على كل الصُعد".
وأضاف "في ظل استمرار عمليات العنف اليومي والتعذيب في المعتقلات وعدم حصول أُسر الشُهداء على حقهم في مقاضاة القتلة في الأجهزة الأمنية والعسكرية برزت أصوات تنادي بالانتقام للدماء العزيزة والجرحى والمفقودين، هذه الأصوات ليست وليدة اليوم هي موجودة منذ زمن لكن صوتها كان خافتا، ومع زيادة عنف الدولة والاستفزازت العسكرية يعلى صوتها من جديد وبقوة، لكن العُقلاء كانوا دائما يؤكدون لهم بأن السلمية هي الوسيلة الوحيدة والانجع لتحقيق أهداف الثورة، والاصرار على السير في طريق السلمية للنهاية، لكن مع تفشي العُنف من قِبل السلطات ومليشياتها، وبطبيعة النفس البشرية هذه المرة علا صوت الغضب وبدأ يسمع بشكل واضح على مساحات واسعة تعبّر عن ضحايا الاحتجاجات وتطالب بالقصاص لهم من قاتليهم ومن ثم تغييّر هذا الواقع المُزري".
وقال الكاتب خالد ابواحمد " إن كل صاحب بصيرة يدرك أن عمليات السرقة بالإكراه التي تحدُث في مناطق كثيرة في السودان وما يصاحبها من عُنف تصل إلى حد القتل من قبل مُسلحين يستخدمون سيارات، هي ليست عصابات بالمعنى المعروف، هم أفرادا يتبعون لجهات نظامية وأنهم مأمورون بارتكاب هذا الأفعال لتحقيق أغراض معينة تأتي في سياق موجهات انقلاب 25 اكتوبر الماضي، فإذا برز تنظيم مُسلح مُعارض ضد العسكر يتحمل مسؤولية ما يُسفر عنه من عنف قادة المجلس العسكري، وللأسف السلاح متوفر في البلاد وعلى قفا من يشيل، وكذلك الشحناء والبغضاء والعداوة التي تمتلي بها الصدور جراء أفعال وممارسات العسكر".

khssen@gmail.com

 

آراء