الكتلة العسكرية السياسية !!

 


 

 

أطياف -
الممسك بالإعلان السياسي الذي وقع بين قائد الحركة الشعبية عبد العزيز الحلو وبين جعفر الميرغني ، ان امعن النظر فيه بعيدا عن الغلاف ، يجد أن المؤسسة العسكرية غير بعيدة عن هذا الإتفاق ، فالكتلة الديمقراطية بسند عسكري ، قامت بـ (هيلمانة) القاهرة وفشلت ، لكنها تواصل مساعيها الرامية في عملية (الحفر) حول الأعمدة التي نصبها الإطاري لتشييد صرحه القادم ، فهي ترى أنها إن لم تصل الي غاياتها لهدمه ، علها تحدث تصدعاً فيه يجعل بنيته ضعيفة فالمؤسسة العسكرية مازالت تتكفل بعملية (التبني السياسي) للكتلة ، فبعد ان فشلت مبادرة القاهرة ، تحاول استخدام الكتلة في صراعها العسكري ( المكتوم ) بينها والدعم السريع ، لتجريده من كل ما يعزز نفوذه او يساهم في تمدده ، فالبرهان ممسك بالقلم الآن بإصدار القرارات التي تجعل من دقلو تابعا وليس قائداً، حتى يخف وزنه في ميزان العملية السياسية التي يرجح الآن بكفتها لصالح المدنية .
فمن الذي دفع الميرغني لتوقيع اعلان سياسي مع الحلو ، ومن الذي زج بهذه الفكرة داخل عقلية جعفر الميرغني المحدودة
فالفريق الكباشي هذه الأيام يحاول ان يجد مخرجا للمؤسسة العسكرية من ورطة الدعم السريع ، وهذا ليس بالضرورة ان تكون المواجهة واحدة من الخيارات فالكيد السياسي قد يحقق نتائج مبهرة اكثر من الحرب ، فالرجل يريد ان يرسل رسالة واضحة لدقلو.
عبر خطوة الميرغني فعبد العزيز الحلو الرافض للإطاري و صاحب القاعدة العسكرية العريضة التي لا يستهان بها ، والذي لا يمكن ان تلتقي خطوطه مع دقلو ، يمكن ان يمنح الكتلة الديمقراطية القوة التي تفتقرها في محاولاتها لهزيمة الإطاري الذي يرى العسكريون أن دقلو يشكل له الحماية.
لذلك فأن المنصات ذات الميول العسكري اوردت خبر الإعلان السياسي بين الطرفين وعمدت على تجاهل بند فصل الدين عن الدولة وهذه قطعا ليست رغبة الحلو ولا الميرغني ، فكلاهما وقع في العلن ، لكنها تبدو واضحة انها رغبة عسكرية ففصل الدين عن الدولة ، لم تكن واحدة من الاوراق التي يحتويها دفتر تاريخ المؤسسة العسكرية ، كما انها ستفتح ابوابا تجلب رياحا للمؤسسة ترى انها غنية عنها الآن لذلك هي اشبه بخطوة التطبيع الذي يأتي فقط لأجل المكاسب السياسية ، التي يتحدثون زيفا عن زهدهم فيها
و هذا لاشك يؤكد أن المحاولات البائسة للعسكريين في إضعاف الإطاري لم تتوقف وأن جعفر الميرغني سيكون هو نصيب البرهان في العملية السياسية ، فهذا الرجل الآن لا يمثل حزبه الاتحادي فقط ، لكنه يلعب اكثر من دور في المشهد السياسي فالشبح العسكري ليس بالضرورة ان يظهر ببزة عسكرية فبعض الرداء المدني ، أحيانا ، اكثر خطرا على التحول الديمقراطي من غيره !!
طيف أخير:
قال الحزب الاتحادى الاصل القيادة التاريخية ان للحزب خطوطا حمراء لا يجامل فيها تتعلق بحق المصير وعدم القبول بفصل الدين عن الدولة والتطبيع مع اسرائيل وان الحزب لن يكون مطية للانقلابين والحركات المسلحة.
الجريدة

 

آراء