الكرت الأخير !!
هيثم الفضل
6 October, 2022
6 October, 2022
صحيفة الجريدة
سفينة بَوْح -
للأسف وعبر قراءة الوقائع يبدو أن الإنقلابيون لا يستجيبون لنداءات التعقُّل والتراجع عن غيِّهم ، تلك النداءات التي ظل يوجِّهها لهم المجتمع الدولي والشارع الثوري عبر(تعابير) عديدة من بينها التصريحات التي لا تنقطع لكثيرٍ من المسئولين الدوليين حول (إستحالة) التعامل مع السودان كدولة صديقة إلا عبر حكومة مدنية خالصة ، وكذلك يُعبِّر الشارع الثوري عن رفضهُ ومقاومته للإنقلاب يومياً بالإحتجاحات والمواكب والتظاهُر والإضرابات المُتمدِّدة يوماً بعد يوم ، وكل المؤشرات التي ينبني عليها الموقف السياسي للطُغمة الإنقلابية من الأزمة التي تعانيها البلاد تُشير بما لا يدع مجالاً للشك أنهم مواصلون في مُخطَّطات البقاء على رأس السُلطة مهما كلَّف الأمر ، وأن ما حدث من تصدُّعات إقتصادية ومجتمعية وأخلاقية بسبب تماديهم في العُنف ومواجهة الثوار بالقتل والسحل والإعتقال ، فضلاً عن تأجيج نيران التضاد العرقي والجهوي في معظم أقاليم البلاد ، لم يكن بالنسبة إليهم (شيئاً يُذكر) يدفعهم للندم أو مراجعة المسار فيما يتوقَّعونه من خطوات إضافية لمشروعهم المشئوم في مستقبل الأيام.
علينا أن نعي أن قادة الإنقلاب يعلمون علم اليقين أن كل مُخطَّطات إنتصارهم المُستحيل على إرادة الشعب ، لن يستقيم أمرها دون الحصول على حاضنة سياسية أو قبلية أو جهوية ، وفي ذلك هم لن يراعوا محاذيراً ولا خسائراً مهما كانت الأثمان فادحة ، فعلى صعيد خيار الحصول على حاضنة سياسية جرَّبوا صناعة مجموعة قوى الحرية والتغيير التوافق الوطني ، وقد فشلت وأفشلتهم بسبب ضعف التخطيط وضحالة خبرة ووعي قياداتها بمهارات قراءة الواقع السياسي على مستوى التكتُّلات الحزبية المُناهضة للإنقلاب وكذلك على مستوى حراك الشارع الثوري الذي تدور فعالياته بإنفصال تام عن جميع المُبادرات المُقدّمة من الطرفين (مناهضي الإنقلاب ومؤيديه) ، وبعد فشل مجموعة التوافق الوطني يبدو أن الإنقلابيون لم يجدوا بُداً من (إستدعاء) كوادر المؤتمر الوطني وفلوله النفعية لتثميل حاضنة سياسية للإنقلاب رغم ما يحتمَّهُ ذلك من مخاطر وخسائر فادحة أهمها أن المواجهة مع الشارع الثوري ستكون أكثر عُنفاً وتوغُّلاً في إراقة الدماء.
إن عودة قيادات المؤتمر الوطني المُلاحقين ببلاغات سياسية وجنائية وإدارية ، يبدو أنها ستكون (الكرت الأخير) الذي يلعب به الإنقلابيون في معركة الحصول على حاضنة سياسية بأسرع وقت ممكن بعد تكاثُر علامات ومؤشِّرات السقوط ، وقد بدأ مُخطَّط العودة بوصول رئيس الوزراء الإنقاذي السابق محمد طاهر إيلا إلى مطار بورتسودان ، عبر مُخطَّط (تأميني) للعملية يعتمد كُلياً على الحماية القبلية والجهوية ، مما يُشير إلى أن الإنقلاب في سبيل تأمين ظهره بالمؤتمر الوطني المحلول كحاضنة سياسية وإستعادة نفوذ قادته ، لن يتوانى عن (المُجازفة) بالبلاد والعباد عبر التورُّط في (توفير) كافة الأسباب والأسانيد التي تدعم وتصنع الحرب الأهلية والشتات القبلي والجهوي ، وإن غداً لناظره قريب.
haythamalfadl@gmail.com
سفينة بَوْح -
للأسف وعبر قراءة الوقائع يبدو أن الإنقلابيون لا يستجيبون لنداءات التعقُّل والتراجع عن غيِّهم ، تلك النداءات التي ظل يوجِّهها لهم المجتمع الدولي والشارع الثوري عبر(تعابير) عديدة من بينها التصريحات التي لا تنقطع لكثيرٍ من المسئولين الدوليين حول (إستحالة) التعامل مع السودان كدولة صديقة إلا عبر حكومة مدنية خالصة ، وكذلك يُعبِّر الشارع الثوري عن رفضهُ ومقاومته للإنقلاب يومياً بالإحتجاحات والمواكب والتظاهُر والإضرابات المُتمدِّدة يوماً بعد يوم ، وكل المؤشرات التي ينبني عليها الموقف السياسي للطُغمة الإنقلابية من الأزمة التي تعانيها البلاد تُشير بما لا يدع مجالاً للشك أنهم مواصلون في مُخطَّطات البقاء على رأس السُلطة مهما كلَّف الأمر ، وأن ما حدث من تصدُّعات إقتصادية ومجتمعية وأخلاقية بسبب تماديهم في العُنف ومواجهة الثوار بالقتل والسحل والإعتقال ، فضلاً عن تأجيج نيران التضاد العرقي والجهوي في معظم أقاليم البلاد ، لم يكن بالنسبة إليهم (شيئاً يُذكر) يدفعهم للندم أو مراجعة المسار فيما يتوقَّعونه من خطوات إضافية لمشروعهم المشئوم في مستقبل الأيام.
علينا أن نعي أن قادة الإنقلاب يعلمون علم اليقين أن كل مُخطَّطات إنتصارهم المُستحيل على إرادة الشعب ، لن يستقيم أمرها دون الحصول على حاضنة سياسية أو قبلية أو جهوية ، وفي ذلك هم لن يراعوا محاذيراً ولا خسائراً مهما كانت الأثمان فادحة ، فعلى صعيد خيار الحصول على حاضنة سياسية جرَّبوا صناعة مجموعة قوى الحرية والتغيير التوافق الوطني ، وقد فشلت وأفشلتهم بسبب ضعف التخطيط وضحالة خبرة ووعي قياداتها بمهارات قراءة الواقع السياسي على مستوى التكتُّلات الحزبية المُناهضة للإنقلاب وكذلك على مستوى حراك الشارع الثوري الذي تدور فعالياته بإنفصال تام عن جميع المُبادرات المُقدّمة من الطرفين (مناهضي الإنقلاب ومؤيديه) ، وبعد فشل مجموعة التوافق الوطني يبدو أن الإنقلابيون لم يجدوا بُداً من (إستدعاء) كوادر المؤتمر الوطني وفلوله النفعية لتثميل حاضنة سياسية للإنقلاب رغم ما يحتمَّهُ ذلك من مخاطر وخسائر فادحة أهمها أن المواجهة مع الشارع الثوري ستكون أكثر عُنفاً وتوغُّلاً في إراقة الدماء.
إن عودة قيادات المؤتمر الوطني المُلاحقين ببلاغات سياسية وجنائية وإدارية ، يبدو أنها ستكون (الكرت الأخير) الذي يلعب به الإنقلابيون في معركة الحصول على حاضنة سياسية بأسرع وقت ممكن بعد تكاثُر علامات ومؤشِّرات السقوط ، وقد بدأ مُخطَّط العودة بوصول رئيس الوزراء الإنقاذي السابق محمد طاهر إيلا إلى مطار بورتسودان ، عبر مُخطَّط (تأميني) للعملية يعتمد كُلياً على الحماية القبلية والجهوية ، مما يُشير إلى أن الإنقلاب في سبيل تأمين ظهره بالمؤتمر الوطني المحلول كحاضنة سياسية وإستعادة نفوذ قادته ، لن يتوانى عن (المُجازفة) بالبلاد والعباد عبر التورُّط في (توفير) كافة الأسباب والأسانيد التي تدعم وتصنع الحرب الأهلية والشتات القبلي والجهوي ، وإن غداً لناظره قريب.
haythamalfadl@gmail.com