الكشافة كم نفتقدها اليوم في ظل هذه الفوضي العارمة

 


 

 

الكشافة كم نفتقدها اليوم في ظل هذه الفوضي العارمة وعدم الانضباط الذي أصبح عنوانا عريضاً لمجمل حياتنا خاصة في الشارع العريض !!..

يوم كان لنا مدرسة ومعهد وجامعة كانت هذه المرافق التربوية تهتم بجسم حيوي اسمه الكشافة لتعليم الانضباط ونكران الذات والتضحية والفداء أنها الكشافة يدخلها الطالب متطوعا مع قسم الولاء ليكون فردا نافعا لمجتمعه ووطنه بل للانسانية جمعاء !!..
تذكرت الكشاف بعصاه الطويلة ومنديله الأخضر حول رقبته والحبل المرافق له كظله وربطة الحبل المسماة ( ريف نوت ) وتذكرت بادن باول ذلك الخواجة الذي أسس هذا الجهاز ليخدم المنكوبين بكل تجرد ومن غير اي منفعة أو مصلحة أو أيديولوجيا والقصد إنقاذ الغرقي وتقديم الاسعافات الاولية عند الطوارئ والرفق بالحيوان كما جاء في دستور هذا الجهاز إن الكشاف هو صديق للحيوان !!..
مضي علي بلادنا الحبيبة حين من الدهر ظهر فيه أناس نذروا أنفسهم لخدمة الغير من غير من ولااذي وقد عكفوا علي تطوير الحركة الكشفية ووصلوا بها الي العالمية وكانت وفودهم لا تنقطع عن المشاركات الفعالة في المؤتمرات الدولية والعودة منها بالخبرات الثرة من أجل وطن تسوده روح المساواة والتفاني في خدمته هكذا بكل أريحية وكرم وفي سبيل الصالح العام بحق وحقيق لا ينتظرون من أحد جزاءا ولاشكورا بل هو عمل خالص لوجه الله تعالى !!..
أهمية الكشافة جعلت دور العلم تهتم بها وكذلك وزارة الشباب ممثلة في انديتها في طول البلاد وعرضها وبرز ابطال في هذا المجال قادوا الحركة الكشفية لبر الامان نذكر منهم علي سبيل المثال لا الحصر الأساتذة ابراهيم فرج الله شقيق عالم الإجتماع الدكتور العلامة صلاح فرج الله والأستاذ شرف الذي افني زهرة شبابه في حقل التعليم وفي قيادة الحركة الكشفية بكل الحب والتفاني والإخلاص !!..
قالوا لنا ان الدعم السريع خرج من رحم الجيش ورأينا هذا المولود يعق أباه وأمه وكانت الحرب التي لا تبقي ولا تذر وانشغل الطرفان بالكر والفر وخرجا من خدمة المواطن الغلبان الذي لم يكن أمامه إلا الهرب من هذا الاتون الملتهب وحدث فراغ أمني عريض ملأه الاشقياء بما يشيب له راس الولدان والشرطة كان من أوجب واجباتها ان تنزل الميدان وتحفظ الأمن ولكن لم نري شيئا من هذا القبيل وكل هذه الأجهزة الأمنية كما نراها وقت السلم في الميديا وفي حفلات التخريج ذات البريق وفي اعياد الشرطة والمسؤولون يتحدثون بحماس بالغ عن خدمتهم للمواطن وان الشرطة في خدمة الشعب !!..
ياحليل الكشافة كم نفتقدها اليوم ونحن نعاني من ويلات الحرب اللعينة والفراغ الأمني العريض والموت المجاني وحالة الذعر التي تمسك بخناقنا لدرجة إزهاق الروح !!..
غدا ان شاء الله ستضع الحرب أوزارها ويعم السلام كافة الربوع وستعود مدارسنا كما كانت معاهدا للعلم وليس للتجارة وستعود الكشافة خضراء يانعة تنشر الطمأنينة في النفوس من غير من واذي بل خدمة لوجه الله تعالى!!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com
/////////////////////////

 

آراء