الكشكول في الأسباب والحلول
فيصل بسمة
28 October, 2022
28 October, 2022
بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
يعجز المرء عن وصف الحالة النفسية التي يمر بها جرآء الفوضى و العبث السياسي/الإقتصادي/الإجتماعي/الثقافي الذي يحدث الآن في بلاد السودان...
فالحالة أعقد و أكبر و أعظم من الإحباط و الإكتئاب و أحاسيس الخيبة و المرارة و العجز و الفشل ، فقد (إِتهَرَدَت المَصَارِين) و (إنفقعت المرارات) و كادت الرؤوس أن (تَطَرشِق) و تورمت خصي و اعتصرت أفئدة و هي تشاهد و تراقب إهدار الكرامات و الموارد ، و عاشت الجماهير لترى حميدتي و البرهان و جبريل و مني أركو مناوي و أرتال من الأرزقية و الطفيلية و الفاقد التربوي و الساقط الحزبي و الأذناب يُبَرطِعون في بلاد السودان حاكمين متنفذين و آمرين و آخرين من دونهم يطوفون البقاع يبشرون بعودة بلاد السودان إلى عصور الظلام ، و مما يصيب المرء بالغم و الهم أن يرى الشعوب السودانية و هي لم تفزع أو تفجع و هي تعايش مهازل تكوين الأمارات و العموديات و النظارات و المشيخات و المكوكيات لإدارة العاصمة الإدارية الخرطوم التي ظننا أنها قد تم تصميمها على نهج إداري حديث...
إن البحث عن المخارج و الحلول لهذه المصيبة الكارثية الأبعاد عسير و لا بد أن يمر من باب معرفة الأسباب و التي بلغت مرحلة من التعقيد المركب جعل من مجرد النظر أو التفكير فيها يصيب المرء بالإحباط و الشلل الفكري التآم...
و يمكن تلخيص أسباب الأزمة/الكارثة السودانية في:
١- لب الأزمة الذي يكمن في الشخصية السودانية التي تعاني من دآء الحسد العضال و عشق الجدل و ممارسة الإختلاف لذات الإختلاف و كذلك
٢- السَّبَهلَلِيَة التي تضرب بأضنابها في كل مناحي الحياة في بلاد السودان
٣- خمسة و خمسون (٥٥) سنة من حكم الفرد و الديكتاتوريات العسكرية و ما صاحب ذلك من القمع و الكبت و تغييب الوعي و
٤- سوء التخطيط و الإدارة و الفساد و الإفساد و إفرازاتها من:
٥- المحسوبية و التمكين
٦- الغلول و نهب المال العام و إهدار الموارد و الثروات
٧- ثلاثة و ثلاثون (٣٣) سنة من تطبيق نسخة غير صحيحة و رديئة من الدين الإسلامي على نهج و سنة شياطين الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) و أذنابهم و ما صاحب ذلك من:
٨- إنهيار و إهتزاز في القيم و
٩- دمار لمؤسسات التعليم و تدني مستوى الخريجين
١٠- سنين عجاف مدمرة من الحروب الأهلية
١١- إزدياد النعرات القبلية و الجهوية و العنصرية
١٢- غياب دولة القانون و الإنهيار التآم لمؤسسات الدولة و غياب المؤسسية
١٣- عبثية الأحزاب السياسية التي تفتقر إلى النظام و المؤسسية ، مما أدى إلى:
١٤- تسيد الأرزقية و الطفيلية و الفاقد المجتمعي و الساقط الحزبي للساحات: السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية
١٥- الإرتزاق و العمالة و التدخلات الأجنبية
١٦- تقاعس و إحجام القادرين عن الفعل و الإنجاز
١٧- الهجرة و الإغتراب و الهروب الجماعي للعقول و الخبرات و الأيادي العاملة المدربة
١٨- عوامل أخرى كثيرة و معقدة و متشابكة فيها: صراعات المحاور الإقليمية و الدولية حول النفوذ و الموارد الطبيعية و عوامل الفقر و الجهل و الأمراض المزمنة و تغير المناخ و البيئة و... و...
و لإيجاد الحلول فيجب:
أ- أولاً الإيمان بأن الحل في التغيير و ليس في الوفاق و الإتفاق على النهج القديم (الوفاق البجيب الناس العُولَاق) و لا في مبدأ (بَاركُوها) و (لو النفوس إتطايبت) و (خلوها مستورة) و الحوارات على إيقاعات (رز عدس فاصوليا كباب شل أجييب موبيل توتال) ، و أن الحل في الإيمان بأن إحداث التغيير المطلوب يتطلب:
ب- مواصلة الثورة و لو طال المشوار ، و حتى تكون ثورة حقيقية ناجحة و شاملة فلابد من إعادة النظر في الإستراتيجيات و الخطط و الأساليب و التكتيكات المرحلية من أجل تعظيم فرص النجاح و تحقيق أعلى المكاسب و تقليل الخسآئر
ت- عدم إستعجال النهآئيات
ث- تقديم قيادات مؤهلة قوية و حاسمة تمتلك الصلاحيات التي تساعدها في عمليات إنجاح الثورة و إحداث التغيير في مرحلة ما بعد نجاح الثورة و في:
ج- تحقيق دولة القانون و محاسبة المفسدين بصورة تثبت جدية الثورة في الحسم ، و يستدعي ذلك التفعيل الحقيقي لشعار (أضربوهم بيد من حديد) مع إضافة (و لا تأخذكم بهم رأفة)
ح- و نسبة لشكوى الكثير من مكونات الشعوب السودانية من التهميش و الإضطهاد و الظلم فلا بد من الإتفاق على كيفية حكم جمهورية السودان و التقسيم العادل للثروات مع إعطآء خيار تقرير المصير للشعوب التي ترى حرجاً عظيماً في إنتمآءها إلى السودان الموحد القديم و تأكيداً لمبدأ (لا إكراه في الحكم) ، مع إدراك حقيقة أن التقسيم ليس نهاية العالم و المطاف ، و (كل زول ينوم على الجنب البريحو) ، و ذلك أفضل من الجدل العقيم و الإختلاف و التنابذ و الخطاب العنصري البغيض و العبث و الفوضى ، ثم من بعد ذلك النظر في ترتيب أمور جمهورية السودان أو ما تبقى منها و:
خ- إعادة صياغة مناهج و مراحل التربية و التعليم و برامج التأهيل المهني و التدريب
د- إعادة النظر في الخدمة المدنية و المؤسسات النظامية
ذ- تطوير أساليب الحكم و الإدارة
و يجب وعي و إدراك أن علاج ما أفسدته الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) و الأذناب و إحداث التغيير اللازم و إيجاد الحلول لما خلفوه من دمار عظيم أصاب الإنسان السوداني و الدولة السودانية ليس بالأمر الهين و يتطلب الكثير من الجهد و الوقت و بالضرورة الصبر...
و أنه و من أجل تحقيق التغيير و الوصول إلى الأهداف المرجوة فسوف تكون هنالك زلازل و خسآئر و شدة و عنآء عظيم و ذلك قبل بلوغ أولى درجات الإستقرار و النمآء...
و مع التصميم و الفعل و إن شآء الله فإن الثورة منتصرة بإذنه سبحانه و تعالى و توفيقه...
و الثورة ليست في الأماني...
و لا التراتيل و الأغاني...
الثورةُ نارُ وجدانٍ يعاني...
الثورةُ تصميمٌ و تفاني...
و الثورة أول ما ليهو تاني...
و يعلم الله سبحانه و تعالى أن الثورة في قلب و ضمير كل سوداني مخلص مهموم بحب الوطن الذي إسمه السودان...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
فيصل بسمة
fbasama@gmail.com
/////////////////////////////////////
يعجز المرء عن وصف الحالة النفسية التي يمر بها جرآء الفوضى و العبث السياسي/الإقتصادي/الإجتماعي/الثقافي الذي يحدث الآن في بلاد السودان...
فالحالة أعقد و أكبر و أعظم من الإحباط و الإكتئاب و أحاسيس الخيبة و المرارة و العجز و الفشل ، فقد (إِتهَرَدَت المَصَارِين) و (إنفقعت المرارات) و كادت الرؤوس أن (تَطَرشِق) و تورمت خصي و اعتصرت أفئدة و هي تشاهد و تراقب إهدار الكرامات و الموارد ، و عاشت الجماهير لترى حميدتي و البرهان و جبريل و مني أركو مناوي و أرتال من الأرزقية و الطفيلية و الفاقد التربوي و الساقط الحزبي و الأذناب يُبَرطِعون في بلاد السودان حاكمين متنفذين و آمرين و آخرين من دونهم يطوفون البقاع يبشرون بعودة بلاد السودان إلى عصور الظلام ، و مما يصيب المرء بالغم و الهم أن يرى الشعوب السودانية و هي لم تفزع أو تفجع و هي تعايش مهازل تكوين الأمارات و العموديات و النظارات و المشيخات و المكوكيات لإدارة العاصمة الإدارية الخرطوم التي ظننا أنها قد تم تصميمها على نهج إداري حديث...
إن البحث عن المخارج و الحلول لهذه المصيبة الكارثية الأبعاد عسير و لا بد أن يمر من باب معرفة الأسباب و التي بلغت مرحلة من التعقيد المركب جعل من مجرد النظر أو التفكير فيها يصيب المرء بالإحباط و الشلل الفكري التآم...
و يمكن تلخيص أسباب الأزمة/الكارثة السودانية في:
١- لب الأزمة الذي يكمن في الشخصية السودانية التي تعاني من دآء الحسد العضال و عشق الجدل و ممارسة الإختلاف لذات الإختلاف و كذلك
٢- السَّبَهلَلِيَة التي تضرب بأضنابها في كل مناحي الحياة في بلاد السودان
٣- خمسة و خمسون (٥٥) سنة من حكم الفرد و الديكتاتوريات العسكرية و ما صاحب ذلك من القمع و الكبت و تغييب الوعي و
٤- سوء التخطيط و الإدارة و الفساد و الإفساد و إفرازاتها من:
٥- المحسوبية و التمكين
٦- الغلول و نهب المال العام و إهدار الموارد و الثروات
٧- ثلاثة و ثلاثون (٣٣) سنة من تطبيق نسخة غير صحيحة و رديئة من الدين الإسلامي على نهج و سنة شياطين الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) و أذنابهم و ما صاحب ذلك من:
٨- إنهيار و إهتزاز في القيم و
٩- دمار لمؤسسات التعليم و تدني مستوى الخريجين
١٠- سنين عجاف مدمرة من الحروب الأهلية
١١- إزدياد النعرات القبلية و الجهوية و العنصرية
١٢- غياب دولة القانون و الإنهيار التآم لمؤسسات الدولة و غياب المؤسسية
١٣- عبثية الأحزاب السياسية التي تفتقر إلى النظام و المؤسسية ، مما أدى إلى:
١٤- تسيد الأرزقية و الطفيلية و الفاقد المجتمعي و الساقط الحزبي للساحات: السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية
١٥- الإرتزاق و العمالة و التدخلات الأجنبية
١٦- تقاعس و إحجام القادرين عن الفعل و الإنجاز
١٧- الهجرة و الإغتراب و الهروب الجماعي للعقول و الخبرات و الأيادي العاملة المدربة
١٨- عوامل أخرى كثيرة و معقدة و متشابكة فيها: صراعات المحاور الإقليمية و الدولية حول النفوذ و الموارد الطبيعية و عوامل الفقر و الجهل و الأمراض المزمنة و تغير المناخ و البيئة و... و...
و لإيجاد الحلول فيجب:
أ- أولاً الإيمان بأن الحل في التغيير و ليس في الوفاق و الإتفاق على النهج القديم (الوفاق البجيب الناس العُولَاق) و لا في مبدأ (بَاركُوها) و (لو النفوس إتطايبت) و (خلوها مستورة) و الحوارات على إيقاعات (رز عدس فاصوليا كباب شل أجييب موبيل توتال) ، و أن الحل في الإيمان بأن إحداث التغيير المطلوب يتطلب:
ب- مواصلة الثورة و لو طال المشوار ، و حتى تكون ثورة حقيقية ناجحة و شاملة فلابد من إعادة النظر في الإستراتيجيات و الخطط و الأساليب و التكتيكات المرحلية من أجل تعظيم فرص النجاح و تحقيق أعلى المكاسب و تقليل الخسآئر
ت- عدم إستعجال النهآئيات
ث- تقديم قيادات مؤهلة قوية و حاسمة تمتلك الصلاحيات التي تساعدها في عمليات إنجاح الثورة و إحداث التغيير في مرحلة ما بعد نجاح الثورة و في:
ج- تحقيق دولة القانون و محاسبة المفسدين بصورة تثبت جدية الثورة في الحسم ، و يستدعي ذلك التفعيل الحقيقي لشعار (أضربوهم بيد من حديد) مع إضافة (و لا تأخذكم بهم رأفة)
ح- و نسبة لشكوى الكثير من مكونات الشعوب السودانية من التهميش و الإضطهاد و الظلم فلا بد من الإتفاق على كيفية حكم جمهورية السودان و التقسيم العادل للثروات مع إعطآء خيار تقرير المصير للشعوب التي ترى حرجاً عظيماً في إنتمآءها إلى السودان الموحد القديم و تأكيداً لمبدأ (لا إكراه في الحكم) ، مع إدراك حقيقة أن التقسيم ليس نهاية العالم و المطاف ، و (كل زول ينوم على الجنب البريحو) ، و ذلك أفضل من الجدل العقيم و الإختلاف و التنابذ و الخطاب العنصري البغيض و العبث و الفوضى ، ثم من بعد ذلك النظر في ترتيب أمور جمهورية السودان أو ما تبقى منها و:
خ- إعادة صياغة مناهج و مراحل التربية و التعليم و برامج التأهيل المهني و التدريب
د- إعادة النظر في الخدمة المدنية و المؤسسات النظامية
ذ- تطوير أساليب الحكم و الإدارة
و يجب وعي و إدراك أن علاج ما أفسدته الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) و الأذناب و إحداث التغيير اللازم و إيجاد الحلول لما خلفوه من دمار عظيم أصاب الإنسان السوداني و الدولة السودانية ليس بالأمر الهين و يتطلب الكثير من الجهد و الوقت و بالضرورة الصبر...
و أنه و من أجل تحقيق التغيير و الوصول إلى الأهداف المرجوة فسوف تكون هنالك زلازل و خسآئر و شدة و عنآء عظيم و ذلك قبل بلوغ أولى درجات الإستقرار و النمآء...
و مع التصميم و الفعل و إن شآء الله فإن الثورة منتصرة بإذنه سبحانه و تعالى و توفيقه...
و الثورة ليست في الأماني...
و لا التراتيل و الأغاني...
الثورةُ نارُ وجدانٍ يعاني...
الثورةُ تصميمٌ و تفاني...
و الثورة أول ما ليهو تاني...
و يعلم الله سبحانه و تعالى أن الثورة في قلب و ضمير كل سوداني مخلص مهموم بحب الوطن الذي إسمه السودان...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
فيصل بسمة
fbasama@gmail.com
/////////////////////////////////////