“اللجنة” : خبايا الإنفتاح الإقتصادي

 


 

 


كلام الناس
noradin@msn.com

*الحمد لله الذي سخر لنا هذه النعمة الإلكترونبة التي تمكننا من القراءة والإطلاع على مخرجات الطباعة الورقية القديمة والجديدة‘ فقد فرغت للتو من قراءة رواية "اللجنة"  للكاتب المصري صنع الله ابراهيم.
*هذه ليست الرواية الأولى التي أقرأها للكاتب صنع الله فقد قرأت له من قبل"ذات" و"العمامة والقبعة" وهو من الكتاب الذين وفقوا في التعبير من خلال إنتاجهم الأدبي عن الحراك السياسي والإقتصادي المجتمعي في مصر عبر الحقب المختلفة.
*في" اللجنة" يحكي لنا صنع الله في مشاهد مشوقة مترابطة محشودة بالشخوص والمواقف عن بعض جوانب الحياة الإجتماعية والإقتصادية في مصر في فترة الإنفتاح الإقتصادي" الساداتي" - إذا صح التعبير - نسبة للرئيس المصري الراحل أنور السادات.
*الرواية غنية بالشخوص والمواقف التي تجسد المتغيرات المهولة التي حدثت في مصر تحت مظلة الإنفتاح الإقتصادي - أو التحرير الإقتصادي -  الذي قلب  الموازين " الناصرية" التي حاولت تحقيق درجة من التوازن المجتمعي في مصر.
*لن أشغل القارئ العزيز بتفاصيل مشهد وقوف البطل أمام " اللجنة"  رغم أهميته الرمزية وإنما سأنتقل به مباشرة إلى"الهلمة" التي أفرزتها  مهمة اللجنة وكشفت عن ظهور طبقة جديدة من أثرياء الإنفتاح التي جسمها صنع الله في شخصية" الدكتور".
*لم يشأ المؤلف أن يكشف لنا عن شخصية الدكتور الذي جعل اللجنة كلها تنتقل للشقة التي يعيش فيها بطل الرواية في محاولة لإثنائة عن مواصلة البحث عن خبايا الدكتور‘ ومن ثم إتهام بطل اللجنة بأنه قتل عضو اللجنه الذي لازمه كظله في خواتيم الرواية.
*الراوي ينقلنا في مشاهد محكمة الترابط بين أثرياء الإنفتاح وبين إنتشار السلع الإستهلاكية والإستفزازية‘  وتدني الخدمات خاصة في المستشفيات‘ وتراجع الصفات الإنسانية وسط الاطباء‘ وطفح الفساد المالي والأخلاقي على سطح المجتمع.
*يتوقف بنا الرواي عند مشهد الرجل الذي يتحرش بالمرأة في الحافلة وعندما نبهته كي يبتعد عنها صفعها وكال لها السباب‘ وعندما حاول بطل اللجنة الدفاع عن المرأة إعتدى عليه أمام الركاب الذين وقفوا في صف المتحرش ضد المراة وضد"تطفله" وتدخله فيمالايعنيه!!.
*يقول بطل اللجنة وهومازال على ظهر الحافلة : "مضيت أنقل البصر بين الوجوه الشاحبة المنهكة‘ توقفت عند رجل كهل غارق في تأملات غير سارة وجار له يدخن بعصبية وشاب مكوي شعر الراس تتدلى من عنقه سلسلة ذهبية واخر قبضت يده على جواز السفر‘وتوقفت عيناي على إمراتين تسربلتا بثياب داكنة اللون غطتهما من الرأس للقدم .. قدرت أنهم جميعاً مستذلون مهانون يتمتعون بقدرة هائلة على التحمل".
*عاد بطل اللجنة إلى شقته وهومثقل بالمشاهد المحبطة التي صادفها طوال فترة الرواية ليسجل شهادته و ماوصل إليه  حاله الذي نجحت العبقرية الشعبية في تلخيصه بالقول بأنه أصبح"ياكل في خاطره".

 

آراء