اللعنة المصرية التي لازمت السودان (2)

 


 

شوقي بدري
28 January, 2023

 

بعد سجن نميري وانهياره وتمزيق ملابسه في السجن وكان يصرخ (المره دي حيعدمونا ...الخ) افرج عنه واعيد للخدمه فابتعد عن تنظيم الظباط الاحرار ورفض المشاركة في الاجتماعات بدعوه انه مراقب وفي سنه 1965 عندما فشل انقلاب المرحوم د. خالد الكد ورد اسم نميري كاحد المرشحين لمجلس قيادة الثوره فزعم نميري بانها مؤامره للايقاع به وحقد علي خالد الكد وحتي عندما افرج عن كل المساجين العسكريين في مايو لم يطلق سراح خالد الكد الا بعد فتره بضغوط ووساطات .

بعد حرب 1967 وهزيمة العرب صار جمال عبدالناصر منهارا ولكن وساطة المحجوب وشخصيته انجحت مؤتمر اللائات الثلاثه وسافر المحجوب الي السعوديه لكي يقنع الملك فيصل بمصالحة ناصر ، عندمارفض الملك فيصل قال له المحجوب كما اورد في كتابه (الديمقراطيه في الميزان) ان العربي اذا كان عدوه جريحا لعالجه اولا وبعد شفائه يخيره بين المبارزه او الصلح وناصر ليس بعدوك فتغير اسلوب الملك. وفي مؤتمر الخرطوم اقنع المحجوب الملك بدفع خمسون مليون دعما لمصر والزم الكويت بخمسين مليون اخري وعندما تردد ولي عهد ليبيا اخبره المحجوب انه متاكد ان والده لن يمانع في دعم المجهود الحربي وانه سوف يتصل به. تجمعت لناصر مئه وخمسون مليون ومشروع للتصنيع الحربي في حلوان . وبعد فتره بسيطه من المؤتمر دبر ناصر انقلاب القذافي في ليبيا ثم انقلاب مايو . وقبلها استضاف السودان سلاح الطيران المصري والكليه الحربية واعطي مصر قاعدتان في جبل الاولياء ووادي سيدنا ومارس المصريون عادتهم في افراغ السوق السوداني من البضائع الاجنبيه التي تستورد بالعمله الصعبه واستفحل الامر حتي اضطرو لعمل نقطه جمارك في وادي سيدنا.

قبل تسعه سنوات من مؤتمر الخرطوم اختلق ناصر مشكلة حلايب كما ذكر بطرس بطرس غالي في كتابه (الخلافات العربيه في الجامعه العربيه) لان ناصر قد أحس ان حزب الامه سيكتسح الانتخابات والوطني الاتحادي ليس متهيئا للانتخابات واثارة مشكلة حلايب سوف تؤجل الانتخابات وناصر كان يعول علي فوز الوطني الاتحادي لكي يصل لاتفاقيه تراعي مصلحة مصر بخصوص السد العالي . وبكل طيبه او غباء ادخل المحجوب الجيش المصري في بلاده كحصان طرواده بدليل انه بعد نجاح انقلاب مايو الذي تم ببساطه وقال البعض ان الدبابات كانت تقف لاشارات المرور ان النميري وبقية الظباط خلعوا ملابسهم الرسميه ولبسوا الجلاليب ورقدوا علي اسرتهم وبداو في السمر مما حدا بالظابط (عثمان طلقه) و(ابوشيبه) ان يقولا ( يعني ديل ارجل من الناس ؟) والحقيقه ان نميري والاخرون لم يكونو خائفين لان سلاح الطيران المصري كان يحميهم ولقد استخدم هذا السلاح في مابعد لضرب الجزيره ابا ولقد شارك حسني مبارك في ضرب الجزيره ابا وقتل المدنيين. من الاشياء الغريبه ان نميري قد طرد من كليه الطيران الحربي في مصر لعدم لياقته الذهنيه والذي اتخذ هذا القرار كان حسني مبارك ..

اورد نميري في كتابه انه رجع من مصر لانه لم يقبل اسلوب الكونستركتر الاستعماري وكان هذا الكونستركتر هو حسني مبارك. ومن تلك المجموعه الطيارين الاوائل عوض خلف الله الذي صار رئيسا لسلاح الطيران, والصادق محمد الحسن الذي اعدم مع علي حامد والصادق عبدالقادر عمر الصادق شقيق اللواء محمد والصادق عبدالقادر مات في حادث تصادم طائرتين في توريت سنه 1957 مع الطيار زلفو واثنين اخرين وقد اوردت الاذاعه المصريه والصحف الخبر بطريقه استخفافيه قائلين في حادثة اليمه فقد السودان نصف اسطوله الجوي.

يجب ان نتسائل هل تسمح مصر في اي وقت للسودان ان ينقل جزء من جيشه الي القاهره.؟ فبالرغم من كل ماقدمه له النميري فقد رفضو ان يعطوه نقطه من البترول اذا لم يدفع بالدولار الحر وهذا في نفس الوقت الذي كان نظام نميري يترنح بسبب ازمات البترول. وفي نفس الايام وفي بداية الثمانينات كان المصريون يناقشون الكميه التي يعطونها للاسرائلين من البترول هل هي مليون برميل ام اثنين مليون من البراميل؟؟؟

اذكر قديما ان الاخ ابن ام درمان مامون عوض ابوزيد اننا نبالغ في تكريم الضيوف العرب مهما ضئل شانهم لان هذه هي طبيعتنا الا انهم يفسرونها علي انها نوع من مركب النقص. اذكر ان احد الصحفين السودانين قد كتب في سنه 1966 ان اي فنان يحضر من مصر يقابله اقل شئ وكيل وزاره لكن الفنانين السودانين لا يقابلهم وكيل نيابه.

اذكر ان في مدرسة الاحفاد الثانويه ان كان هناك فصل اسمه رفاعه رافع الطهطاوي ولقد عظم السودانيون رفاع في مناسبات عدة وخلقو منه بطلا ومفكرا لانه قضي ثلاثه سنوات في السودان كمسؤول تعليمي . والحقيقه انه كان مغضوبا عليه في التركيه وابعد الي السودان فالف قصيده عصماء يشتم فيها السودانين كامه

وما السودان قط مقام مثلي ولاسلماي فيه ولا سعادي
ونصف القوم اكثرهم وحوشا وبعض القوم اشبه بالجماد
فلاتعجب اذا طبخو خليطا بمخ العظم مع صافي الرمادي

هل تذكر رفاعه المش المصري المدود؟؟؟ او ان الفرنسين يحبون اكل الضفادع ؟؟؟

هذا الاستهزاء بالسودانيين ياتي حتي من المفكرين المصرين فعندما افحم بعض الشيوعين محمد فريد ابوحديد ـ الكاتب المصري ـ رد عليهم في محاضره قائلا وانتو كمان بتتكلموا يا برابره ياولاد الاقحبه يا الي ساكنين بيوت الكاكي ـ اشاره لبيوت الجالوص ـ الشيوعي وزميل ناصر خالد محي الدين ذكر بانه قد طالبوا من العمال المصرين ان لايضربوا ولايتظاهروا. فقالت له المناضله فاطمة احمد ابراهيم انه بالرغم من ان النميري قد سن القوانين التي تبيح اعدام المضربين الا ان الشغيله السودانيه لا تتراجع فكان رده .......والله انتو ياسودانيه اذا عاوزين تتشنقوا ..اتفضلوا نحن مش مستعدين! .
احد الذين سمعتهم يدافعون عن نميري في التلفزيون المصري رسام روزاليوسف (هبةعنيات) قال انه كان ينزل عند نميري عندما يحضر للسودان من هو السوداني الذي ينزل عند حسني مبارك؟؟؟

في احد اجتماعات الظباط الاحرار ذكر الرشيد ابوشامه ان الرشيد نورالدين حاول ان يجنده لتنظيم يضم كبار الظباط بقياده محمد ادريس عبدالله لان ازهري كان يحس ان هناك محاولات للانقلاب وكان قريبه محمد ادريس بمثابة صمام الامان واللواء حمد النيل ضيف الله وعوض عبدالرحمن صغير يمثلون القبه والانصار. الرشيد نورالدين مشهود له بالذكاء وان له عقليه تآمريه وهو من ابناء ام درمان (ألمدردحين) فابوه خضرجي ـ يعني ود سوق ـ وقد استلم الامن لمدة سنه وعندما حس بحذر بقيه الاعضاء منه وعدم ارتياح مصر طلب من محمد ادريس ان ينقله الي الكويت ولهذا لم يحضر مايو ..

تخطيط المصرين كان ان يكون هنالك ظباط معلنين وظباط يعملون في الخفاء . المعلنون معروفون والثلاثه المخفين هم الرشيد ابوشامه, كامل عبدالحميد ابن اخت عابدين اسماعيل المحامي ـ ويعقوب اسماعيل عقيد مظلات نفس هذا التكتيك مارسه المصريون في سنه 1924. فبالرغم ان ابراهيم بدري قد جند عبدالله خليل لتنظيم جمعية الاتحاد السريه التي خرج من عبائتها تنظيم اللواء الابيض فان عبدالله خليل وبعض الظباط بقوا في الخفاء لتامين قوت وتعليم ابناء الشهداء والمعتقلين ولقد كان صالح عبدالقادر وبقيه المعتقلين عندما يسالون عن عبدالله خليل كان يردون ده خاين ده بتاعكم ولكن عبدالله خليل لم يكن خائناولقد ساعد اسر المعتقلين والشهداء علي سبيل المثال بنات عرفات رئيس تحرير جريدة الفجر فلقد اشتري لهن منزلا في شارع العرضه وزويدن بماكينات خياطه ثم تزوجن من بعض الرجال الوطنين منهم ابوالريش وعلي شريف التاجر بطوكروالد زميل الدراسة عرفات على شريف .
بعد نجاح مايو وجد الرشيد ابوشامه وكامل عبدالحميد ويعقوب اسماعيل انفسهم خارج حلقة الذكر، فلقد كان للمصرين مايكفي من بيادق الشطرنج واحكمت المخابرات المصريه يدها علي كل شئ حتي طريقه لبس نميري واسلوب حياته ومن يقابل وكيف !!! وتخلص المصريون من الرشيد ابوشامه واللواء الرشيد دياب فبينما هم في وظائف وهميه في سنه 1970 في القوات العربيه المشتركه في مصر كان اللواء الرشيد دياب يقوم بشتم النظام المايوي ويصف رجاله باشياء اقلها عدم الرجوله وبالطيبه والغفله السودانيه لم يفكرو بان المخابرات المصريه كانت تسجل كلامهم وقم التسجيل لرجال مايو . اخيرا صار الرشيد ابوشامه سفيرا في براغ سنه 1980 . اول قرار تتخذه المخابرات المصريه بعد نجاح مايو هو ارجاع اولاد عبدالحليم للخدمه واول قرار يتخذه المجلس كان ارجاعهم . ثم فتح الباب ودخل اولاد عبدالحليم اللذان تخرجا من الكلية الحربية المصرية ومن رجال المخابرات المصرية برتبهم مع دفعتهم وزيهم الرسمي بعد غياب من العسكرية ل12 سنة . كان قرار ناصر ان يستلم احد اولاد عبدالحليم قيادة اللواء الثاني دبابات الذي يتكون من الدبابات الروسيه (ت 55) وهذا قرار سليم عسكريا وناصر يعرف قيمة الدبابات ففي حرب فلسطين كانت احد اسباب هزيمة الجيوش العربيه سؤ الدبابات والمعدات المصريه لان فاروق مع رئيس جيشه محمد حيدر باشا اشتري مخلفات الحرب العالميه الثانيه ووضع اغلب الفلوس في جيبه ولقد كان الفساد مستشريا في مصر حتي وسط المعارضه وحكومه الوفد بقيادة النحاس باشا فلقد اشتركت زوجته في فضائح تسويق القطن واستغلال النفوذ واعطاء المناصب العليا في الدوله لاقربائها .

وبالرغم من الهزائم والفضائح المتلاحقه في حرب فلسطين رفض محمد حيدر باشا ـ قائد الجيش المصري وهو تركي الاصل ويحتقر المصرين ـ للمحاسبين بمراجعه دفاتر الجيش وحيدر باشا هذا ولي نعمة احمد ومحمد عبدالحليم لان ابوهم كان جناينيا عنده ..

وصار محمد التابعي السفير المصري ورجل المخابرات هو الحاكم الفعلي للسودان. وهذا الظابط كان يرسل المعارضين للنظام الناصري في صناديق الي مصر. ولقد قال فاروق حمدنالله قبل شنقه للنميري البلد دي ماحاكمها انت حاكمنها المصريون . واناكنت معارض يجيبوك من الاول ولكن الباقين قالو يجيبوك عشان انت بليد . المرشح الاول كان نحند شريف الحبيب رفض لانه طموح . الثاني مزمل غندور مدرسهم في الكلية الحربية . تحفظوا عليه لانه المعي وذكي جدا . بابكر النور رئيس التنظيم الذي اعدمه النميري هو من اتى بالنميري . والغريبه ان الصحف المصريه قد قامت بعمليه تلميع للنميري قبل فتره من مايو ولكن هذا قد فات علي السودانين كالعادة . .
وعندما رجع الازهري من زياره ليوغندا قبل مايو مباشرة كان يقول ود عوض ابوزيد الرحله كلها مابعاين لي في عيوني الظاهر الاولاد ديل بنظمو في حاجه وكان وقتها محمد عبدالقادر مسوؤلا عن المخابرات وهو ظابط مشهورا له بالامانه والتدين وهذا الشئ غير عادي وقتها خاصه وسط الظباط . وتصادف ان محمد عبدالقادر كان بعيدا ووقع الاستفسار في يد مامون عوض ابوزيد وكان الرد تطمينا للازهري بان دي تجمعات بتاعين ظباط للسكر والعربده والقمار . والمعروف عن تلك الشله انها كانت مجموعه من اولاد ام درمان يجمعهم السكر والبنقو والبنات ). اللواء محمد عبدالقادر معروف عنه ومايزال انه كان راجل دغري كان شقيقه علي زميل دراستي وعبدالحميد الذي كان يعمل بالخطوط الجويه السودانيه كان يكبرنا قليلا وهو من الطف البشر ولقد انتقل الي جوار ربه قبل بضع سنوات. .

مما يذكر ان القنصل الامريكي قال لمحمد عبدالقادر عند استلامه لمنصبه من الكولنيل المرضي الكوز (ارجو ان يستمر تعاوننا كما كان مع كولنيل المرضي) ففتح محمد عبدالقادر الباب علي الخواض الذي كان وقتها القائد العام وطلب منه ان يسال القنصل الامريكي ماذا يقصد بالتعاون؟؟؟

اللوء محمد عبدالقادر, مصطفي جيش وبابكر عبدالمجيد علي طه ، ابكدوك.. واخرون كانو عساكر ولائهم للجيش والشعب السوداني ولكن كان هناك الكثيرين الذين يحلمون بالسلطه والثروة والسيطره علي البلاد والعباد بواسطة الجيش .

عندما وجد الرشيد نورالدين واخرون نفسهم خارج مجلس قيادة مايو وكرهو السيطره المصريه وجدو نفسهم في مواجهه مع المخابرات المصريه وكان الرشيد نورالدين يقول للنميري (عاوز البلد دي تمشي كويس اتخلص من اولاد عبدالحليم) فقد بدأ المصريون يخططون لتغير السلم التعليمي في السودان والنظام القضائي والتشريعي والامن والجيش حتي يكون علي غرار النظام المصري . ولقد ذكر لي الدكتورمحمد محجوب عثمان الذي واجه حكم الاعدام في انقلاب 1959 الا ان الحكم تغيبر للمؤبد انه بعد انتهاء دراسته ببراغ .اعيد للخدمه العسكريه بواسطة الحزب الشيوعي . وذهب الي مدرسة الاركان في جبيت التي كانت تحت قيادة الفريق فابيان اقامالونق وقام الرشيد نورالدين بشتم النظام والسيطره المصريه فافهمه فابيان انه لن يبلغ ذلك الكلام الي الخرطوم ولكنه متاكد من ان هناك من سيقوم بتوصيل الكلام.

وابعد الرشيد نورالدين كسفير للمغرب الا ان المصرين اعترضو وطالبوا بارجاعه ولكن كان هنالك من اخطره بانهم سوف يقومون بارجاعه فاختلق عذرا بانه مضطر للرجوع الي السودان وطلب من الخارجيه المغربيه ان تستعجل باجراءات استلام اوراقه واعتماده كسفير للسودان وعندما اتي قرار ارجاعه كان الرشيد سفيرا معتمدا عند البلاط المغربي فلم يعجب هذا المصرين فكان حادث السير الذي اودي بحياته وقيل ان موته كان بسبب نزيف ولم يسعف بالرغم انه كان في الشارع الرئيسي . شقيق الرشيد ظابط البوليس طرد من الخدمه لانه كان يقول ان شقيقه قد اغتالته المخابرات المصريه

والرشيد قد رفض الترقيه الاستثنائيه وكان يعتبر انها رشوه لان تعينه كنائب لمدرسة جبيت كان بغرض ابعاده من الخرطوم ..

الاغتيالات ليست غريبه علي المخابرات المصريه فلقد طاردوا محمد مكي صاحب ورئيس تحرير جريدة الناس لانه لسنين عديده تخصص في مهاجمة المصرين والاتحاديين واضطر للهرب من السودان بعد مايو. وظفر به المصريون اخيرا في بيروت ..

الهندي وزير الماليه السابق مرغ انف ناصر عندما اجبره ان يدفع له مليون جنيه مصري في الستينات وكان ناصر قد صادر امواله واراضي في امبابه. عندما ذهب الوفد السوداني لمصر رفض الهندي ان يوقع البرتكول قبل ان توضع امواله في حسابه في سويسرا وان يؤكد له مدير البنك في سويسرا ان الفلوس في حسابه.الهندي كان يعرف ان مصر تحتاج للبرتكول السوداني لانهم يكسبون من السمسم السوداني وحده 12 مليونجنيه او 36 مليون دولار بعد تصنيعه وهم يحتاجون لكل العملة الصعبه بعد حرب 1967 . ولقد اورد هذه الحادثه عبدالرحمن مختار في كتابه(خريف الفرح) ولقد كان حاضرا عندما كان وزير الماليه المصري يرتجف في غرفة الهندي في فندق سمير اميس . الهندي كان حذرا ولقد نجح في الهرب من السودان قبل القبض عليه وتقديمه كهديه لجمال عبدالناصر وكان يشتري تذكرة الطائره في اخر لحظه ويغير في عدة مطارات قبل ان يصل الي وجهته ولقد ذكر صديقه عبدالرحمن مختار انه عندما اراد ان يقابله في بيروت انه انتقل الي ثلاثه سيارات مختلفه قبل الوصول الي الهندي وبالرغم من كل هذا الحذر مات الهندي بالسقطه القلبيه في فندق في اثينا لان مرافقه قد تركه لفتره قصيره ليشتري بقاش ( فطيره بالجبنه).؟؟

من المعروف ان هناك غازات تسبب السقطه القلبيه ولاتترك اي اثار. وفي السبعينات والثمانينات تخلص البلغار من كثير من المعارضين في الخارج عن طريق الوخز بمظله في الزحام. حتي محاوله اغتيال البابا قام بها بلغاري تركي وكان البلغار يقومون بعمل الاغتيالات لل(الكي جي بي) نحن السودانيين مازلنا نعيش بعيدا عن الواقع يموت احد قادتنا بسبب فطيره بالجبنه!!؟

مشكلة جنوب السودان تؤرق المصرين واي انسان يدعو للانفصال او يطالب بوضع يسمح للجنوبين ان يكون لهم كلمه في ما يختص بمياه النيل سيعتبر هذا الشخص اتوماتيكيا عدوا لمصر وسوف يصفي اذا امكن ذلك وسيكون في السودان كثيرا من الناس الذين يضعون مصلحة مصر فوق كل شئ وحتي فوق مصلحة السودان

الاب ساترنينو لوهير قتل مع 28 من حرسه الخاص وهذا في يناير 1967 والقضاء علي مجموعه كبيره بهذا العدد يحتاج لقوه لا تقل عن ثلاثه بلتونات فكيف خطط للمجزره وكيف تم التعتيم عليها في زمن الديمقراطيه؟؟؟

ثم اغتيل وليم دينق ـ موؤسس تنظيم الانانيا وهو تنظيم يدعو للانفصال ـ و6 من حرسه وقد نفذ هذه العمليه صنفا من الرجال او احدي عشر جنديا واشارت اصابع الاتهام لصلاح فرج وهذه الجريمه كانت انكشاريه مدفوعة الثمن وهذا شئ جديد في تاريخ السودان . صلا فرج لم يعدم بالرغم انه كان جارا في الحي للهاموش ولقد شارك في يوليو ولم يعدم لان قتل وليم دنق قد شفع له وعندما زار النميري سجن كوبر هتف له صلاح فرج بحياته فرد عليه النميري كعادته باقذر الشتائم ثم دل صلاح فرج النميري علي المنشورات التي يدفنها الشيوعيون في الارض. و من الاشياء التي شغلتني في التفكير ولا ازال افكر فيها هو ان الصادق المهدي قد اصر علي وليم دينق ان يامن علي حياته قبل السفر الي الجنوب ولقد استلمت زوجة وليم دنق مبلغ عشرون الف جنيه مما ساعدها علي تربيه ابنائها تحت اشراف خالهم د. طوبي مادوت زميل الدراسه في الاحفاد وبراغ ...السؤال ماذا كان يعرف الصادق ولماذا لم يؤمن الصادق علي حياته؟؟

اصرار عبدالناصر علي ان يكون احمد عبدالحليم علي راس اللواء ثاني مدرعات اثار حفيظه الجنود السودانين وبداوء بالتذمر كانو يقولون (ماعاوزين قائد حلبي وبتكلم مصري ...عاوزين قائد سوداني وكمان مشلخ) وخوفا من غضب الجنود وضع بشير محمد علي ـ الذي صار وزيرا للدفاع في مابعد ـ علي راسى السلاح لفتره قصيره ثم سلم السلاح الي رجل مصر (سعد بحر) الذي كان ظابطا في القوات المصريه قبل ان ياتي الي السودان. وقد اثبتت سياسه ناصر نجاعتها لانه في يوليو عندما حصلت مواجه بين اللواء الثاني واللواء الاول بقيادة الهاموش المكون من مدرعات صلاح الدين ان صلاح الدين تتحول الي كتله من الصفيح تحت نيران ال( ت 55) وهي ليست بدبابه حقيقيه بل مدفع علي عربه. جمال كان يخشي المدرعات والدبابات . وكما اورد صديقه خالد محي الدين في كتابه ( والان انا اتكلم) انه بينما كان ناصر يناقش بعض ظباط سلاح الفرسان في ناديهم في بدايه الثوره ان ناصر ارتعش حتي سقطت السجاره من يده عندما اقترب صوت دبابه من النادي وكان يظن انه محاوله لاعتقاله فطمانوه انت في بيتك ووسط اصحابك هذه دبابه راجعه في مناوره فاطمئن . ولقد حسمت الدبابات معركة يوليو .

في كتابه اسرار جهاز الاسرار الذي كتبه الظابط محمد عبد العزيز وزميله هاشم ابورنات ذكرا ان الملك فيصل اراد ان يصالح الهندي مع النميري خاصه بعد يوليو وضرب الشيوعيين والشرط الوحيد الذي وضعه والذي كان له وزن ونسف العمليه ان الهندي طلب من النميري ان يتخلص من محمد التابعي والمصريين ووافق النميري مبدائيا ، ولكن بعد الرجوع الي الخرطوم اظن انا شوقي بدري انه وجد ان هذا غير ممكن لان الوضع كان قد خرج من يده فالمعتقلين خاصه الشيوعيين كانو يؤخذون الي السفاره المصريه للمعاينه في الاول قبل تحويلهم للسجون والمعتقلات .
شوقي

shawgibadri@hotmail.com

 

آراء