المجلس الإنتقالي
فيصل بسمة
1 May, 2023
1 May, 2023
بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
كل عام و جميع الشعوب السودانية بخير و صحة و عافية و كل الأمنيات القلبية و الدعوات الصالحات بعيد سعيد و مبارك ، و لقد تَعَوَّدنَا على أراذلنا و الرَّبَاطَة يقتلون فلذات أكبادنا و يُمَسِّخُونَ علينا أعيادنا و أفراحنا ، و لكن و على الرغم من ذلك فلابد من الإستمرار و ممارسة نعمة التفآؤل...
بدايةً أنا لست سياسي و لا أفهم كثيراً في أمور السياسة و الحكم لكني جد مهموم بالأمر العام و الإنسان السوداني المسحوق ، و أجدني مشغول بذلك الأمر لدرجة تتجاوز حالتي الإكتئاب و الوسواس ، و أعتقد أن علينا كسودانيين العمل على إيجاد مخرج لهذه الأزمة/الورطة ، و كل زول يسوي قَدُر قُدُرتُو...
و قد حث الله العلي القدير عباده من المسلمين و المؤمنين على العمل و أعلمهم أن الحساب قِدَّام:
{ وَقُلِ ٱعۡمَلُوا۟ فَسَیَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمۡ وَرَسُولُهُۥ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَـٰلِمِ ٱلۡغَیۡبِ وَٱلشَّهَـٰدَةِ فَیُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ }
[سُورَةُ التَّوۡبَةِ: ١٠٥]
كما أعلمنا الله العزيز الحكيم أنه يتفرد بالعزة ، و أنه يرفع من درجات الكلم الطيب و قيمة العمل الصالح و يُبَوِّرُ المكر السيئ:
{ مَن كَانَ یُرِیدُ ٱلۡعِزَّةَ فَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ جَمِیعًاۚ إِلَیۡهِ یَصۡعَدُ ٱلۡكَلِمُ ٱلطَّیِّبُ وَٱلۡعَمَلُ ٱلصَّـٰلِحُ یَرۡفَعُهُۥۚ وَٱلَّذِینَ یَمۡكُرُونَ ٱلسَّیِّـَٔاتِ لَهُمۡ عَذَابࣱ شَدِیدࣱۖ وَمَكۡرُ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُوَ یَبُورُ }
[سُورَةُ فَاطِرٍ: ١٠]
و نرجو من الله سبحانه و تعالى أن تكون كل أمور أهل السودان كلاماً طيباً و عملاً صالحاً ، و إجتهاداً خالصاً لوجه الله سبحانه و تعالى و (لله في الله) و خدمة للوطن و الإنسان السوداني ، و الخدمة تعني/تتطلب التضحية و التجرد و نكران الذات و العمل في صمت و بعيد عن الأضوآء و عن كل ما يقود إلى أو يفتح أبواب السمعة و الريآء أو يجيب الهوآء...
و معلومٌ أن بلاد السودان تمر بوقت عصيب/كارثي ، و قد أصابتها الفتن و سوء الإدارة في مقتل ، و أصبح أمرها جد عسير و ملَولُو شديد ، و أضحت الأزمة السودانية عبثية و معقدة و مُرَكَّبَة و مُربكة و لامعقولة بدرجة يصعب فهمها و إستيعابها ، و أمست العقول مذهللة/مذهولة حتى أقلعت/قعدت عن العمل و عن إيجاد/إبتكار الحلول ، و غدا تسلسل الأفكار متعثر ، ثم من بعد التعثر أتى التشتت و الكساح حتى عجزت خلايا القلوب و المخ و الدماغ عن الجمع و الترتيل و الترتيب و العقل و التدبر...
و أمور الفتن و المصآئب قديمة قدم الكون ، و لهذا ذَكَّرَ الله سبحانه و تعالى عباده أن الفتن أمر وارد الحدوث و بصورة متكررة:
{ أَوَلَا یَرَوۡنَ أَنَّهُمۡ یُفۡتَنُونَ فِی كُلِّ عَامࣲ مَّرَّةً أَوۡ مَرَّتَیۡنِ ثُمَّ لَا یَتُوبُونَ وَلَا هُمۡ یَذَّكَّرُونَ }
[سُورَةُ التَّوۡبَةِ: ١٢٦]
و أن الفتن ما هي إلا إختبارات و إبتلآءات:
{ أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن یُتۡرَكُوۤا۟ أَن یَقُولُوۤا۟ ءَامَنَّا وَهُمۡ لَا یُفۡتَنُونَ }
[سُورَةُ العَنكَبُوتِ: ٢]
و ينبه الله التواب الرحيم عباده أن أول خطوات العلاج و الإصلاح و تخطي الفتن في التوبة و التذكر ، و لهذا فعلينا كسودانيين موحدين و مؤمنين و وطنيين الجلوس و المراجعة و المحاسبة و التعقل و التدبر ثم التوبة و الإستغفار ، و السلوى في أن الإلتزام بالعمل الصالح و التوبة و الإستغفار تجلب الحلول و الخير الوفير:
{ فَقُلۡتُ ٱسۡتَغۡفِرُوا۟ رَبَّكُمۡ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارࣰا (١٠) یُرۡسِلِ ٱلسَّمَاۤءَ عَلَیۡكُم مِّدۡرَارࣰا (١١) وَیُمۡدِدۡكُم بِأَمۡوَ ٰلࣲ وَبَنِینَ وَیَجۡعَل لَّكُمۡ جَنَّـٰتࣲ وَیَجۡعَل لَّكُمۡ أَنۡهَـٰرࣰا (١٢) }
[سُورَةُ نُوحٍ: ١٠-١٢]
و بإذن الله القوي القدير و توفيقه سوف ينتصر الجيش و سوف تدحر مليشيات الجنجويد (الدعم السريع) من البلدات و تهزم و تسحق ، و سوف تمتلك بلاد السودان جيش واحد ، قوي ، مهني و محترف ، و سوف تستمر و تتواصل مسيرة الثورة الظافرة بإذن الله ، و سوف تكون دولة الحرية و السلام و العدالة ، و لن تعود الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) إلى الحكم ، و إن عادت فسوف يتم دوسها دوس بواسطة الشعوب السودانية و بدون أي خوف أو وجل...
و حالما تجاوزت بلاد السودان مرحلة المحنة/الفتنة الحالية فإنها في حوجة مآسة إلى عودة الحكم المدني بسرعة و دون تعطيل أو تأخير ، مما يعني أن على الحآدبين/الغيورين/القادرين من أهل السودان من غير فئات: الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) و الأرزقية و الطفيلية السياسية و السواقط الحزبية و الفواقد التربوية و المجتمعية و الخَبَوب و الرَّبُوب أن يكونوا جاهزين لمرحلة ما بعد الكارثة ، و الجاهزية في هذا المقام تعني أن الحآدبين من أبنآء و بنات السودان الضالعين في السياسة و الشأن العام ، من غير الفئات المذكورة أعلاه ، قد إمتصوا الصدمة ، و قد إختاروا أسمآء ممثليهم في المجلس الإنتقالي و ربما حكومة الفترة الإنتقالية ، و كذلك توافقوا على خطط و مشاريع الفترة الإنتقالية...
المجلس الإنتقالي المقترح أساسه العقول السودانية الراشدة الحريصة على سلامة و مستقبل بلاد السودان ، و يجب أن يعكس تشكيل المجلس واقع جميع المجتمعات و الشعوب السودانية ، و أن يضم مختلف المهن و التخصصات و الخبرات و جميع ألوان الطيف السوداني من الرجال و النسآء (من غير أصحاب السوابق و الغرض و الجنسيات المزدوجة و الفئات المذكورة أعلاه) و في غير ترهل ، مجلس يضم الشباب و الكهول و الشيوخ ، مع الإصرار على أن يكون قوام المجلس الأساسي من شباب الثورة...
الإقتراح هو أن يتم ترشيح أعضآء المجلس من قبل نخبة مختارة من أبنآء و بنات السودان الحآدبين (من غير ذوي البغية و الحاجة) من الذين لا يطمعون في تولي المناصب أو جني المكاسب أو الشهرة ، و الذين يهمهم كثيراً أمر كل بلاد السودان و جميع الشعوب السودانية ، و الذين لا يرجون/يرغبون/يطمعون في الجزآء أو الشكر...
و لكل شيء بداية و نواة ، و حتى نكون عمليين فأقترح أن تكون نواة هذه النخبة شخصية وطنية تحظى بدرجات معقولة من القبول عند كثيرين مثل:
دكتور إبراهيم الأمين
بروفيسور مهدي أمين التوم
مولانا سيف الدولة حمدنا الله
الحاج وراق
دكتور عبدالله علي إبراهيم
دكتور سلمان محمد أحمد سلمان
الأستاذ يس حسن بشير
مثلاً...
أو أي شخصية قومية أخرى تجد القبول ، و سوف تتولى هذه الشخصية أمر التشاور الأولي و التنسيق مع آخرين لتشكيل اللجنة التنسيقية/التيسيرية (الغير مترهلة) التي سوف تتولى مهمة ترشيح أعضآء المجلس الإنتقالي...
و أقترح أن يكون قوام النخبة/اللجنة ثمانية عشر (١٨) عضواً يمثلون ولايات السودان الحالية ، و على هؤلآء النفر (لجنة الثمانية عشر) أن يشرعوا من فورهم في إجرآء الإتصالات و ترشيح شخصيات مقبولة من ولاياتهم لعضوية المجلس ، و أقترح أن يكون العدد عشرة ممثلين عن كل ولاية مع إضافة أعضآء آخرين من الولايات ذات الكثافة السكانية العالية ، و بحيث لا يتجاوز العدد الكلي لأعضآء المجلس المئتي و خمسين (٢٥٠) مندوباً ، و بطبيعة الحال فسوف يكون هنالك فرز و فحص للأسمآء المرشحة و تشاور و أخذ و رد لكن يجب تفادي الإطالة و المط و العَك و إضاعة الوقت...
و بطبيعة الحال فإن المجلس معين و غير منتخب و هو في طبيعة تكوينه إستشاري و إنتقالي لكنه يضم شباب و مهنيين و خبرات و شخصيات متوافق عليها و غير مختلف حولها ، إن طبيعة المجلس الأهلية و تنوعه تجعل توصياته و قرارته ذات مصداقية عالية و لها وزن و لا يمكن تجاهلها ، بل يجب أن تكون ملزمة...
حاشية (١):
و من المفترض أن يكون التطوع و التضحية من أبجديات/مستلزمات/سمات المرحلة الإنتقالية ، و لهذا فإن على أعضآء المجلس الإنتقالي أن يعوا أن الإختيار تكليف ، و أن الأصل فيه هو أنه لا يسبب أي رهق مالي لبلد معدم و منهار إقتصادياً ، و أن الأمر برمته طوعي في الله و لله و من أجل الوطن...
وظيفة هذا المجلس هي إعلان برنامج إسعافي تنفذه حكومة المرحلة الإنتقالية إلى جانب الإشراف على المرحلة الإنتقالية و القيام ببعض من الأمور التأسيسية الضرورية لمرحلة ما بعد الإنتقال...
عملياً و ببساطة تتلخص مهمة هذا المجلس في طرح و فرز مقترحات مقدمة من متعاطي السياسة من العسكريين و المدنيين السودانيين ، من أعضآء المجلس و من خارج المجلس ، ممن يمتلكون المقدرات و المؤهلات و الرغبات في حلحلة الأزمة السودانية الحالية و إيجاد الحلول للأزمات و المشاكل الآنية/الحالية التي تواجه الوطن و الإنسان/المواطن السوداني...
و جوهر الأمر في تقديم مقترحات/مشاريع و خطط عمل واضحة تخاطب أولويات و أمور أساسية تتلخص في أمور أساسية هي:
١- توفير الأمن و الغذآء
٢- تقديم خدمات الصحة و التعليم
الأولوية (أ) الأمن:
و المطلوب فيها هو مقترحات مقدمة من العسكريين و رجال الأمن و الشرطة و الحركات المتمردة المسلحة (المتفق عليها حالياً و الغير المتناسلة) و أصحاب الخبرة و الإختصاص العسكري/الأمني يوضحون فيها خططهم/مشاريعهم للكيفية التي يوفر بها الأمن لجميع الشعوب السودانية في ربوع البوادي و الحواضر و ما بينهما ، و يجب أن تتضمن المقترحات تفاصيل التفاصيل من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ...
مهمة المجلس إختيار ما يراه مناسباً من الخطط/المشاريع الأمنية ، ثم الشروع الفوري في تنفيذها عن طريق الجهاز/المجلس الأمني الذي سوف يتم تشكيله من القوات النظامية المتوافق عليها ، و ربما يضاف إليهم ممثلون للجماعات المتمردة المسلحة (من المتفق عليها حالياً و الغير المتناسلة)...
الأولوية (ب) توفير الغذآء و تقديم خدمات الصحة و التعليم:
و المطلوب هو أن يتقدم الراغبون من السياسيين و المهنيين و الأفراد ، من أعضآء المجلس الإنتقالي و من غير أعضآءه ، من ذوي المؤهلات و الخبرات الإدارية ، المهتمين بالأمر العام بمشاريع و أفكار عملية لإدارة المرحلة الإنتقالية دون مقابل أو إمتيازات أو وعود بتولي وظآئف أو حقآئب وزارية ، و المطلوب منهم هو تقديم تفاصيل الخطط العملية التي يتم عن طريقها إدارة عمليات توفير الغذآء و تقديم خدمات: الصحة و التعليم لجميع الشعوب السودانية في ربوع البوادي و الحواضر و ما بينهما ، و يجب أن تتضمن المقترحات أدق تفاصيل التفاصيل من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ عن طريق الجهاز الحكومي الذي تم/سوف يتم التوافق عليه و تشكيله...
هذه المشاريع و الأفكار يجب أن تتم صياغتها بصورة إحترافية و قانونية لتكون من ضمن البرامج و المهام التي سوف تكلف بها حكومة الفترة الإنتقالية...
تفاصيل مهام/برنامج المجلس الإنتقالي:
١- إختيار رئيس يمثل السيادة من بين أعضآءه ، و يجب أن تكون الرئاسة أحادية ، و يوصى بشدة الإبتعاد عن سوابق/تجارب مجالس السيادة ذات الشخصيات/الرؤوس المتعددة
٢- إصدار تفاصيل برنامج حكومة الفترة الإنتقالية الإسعافي الذي يخاطب مشاكل المواطنين الملحة في: الأمن و الغذآء و الصحة و التعليم و الخدمات الأخرى الضرورية
٣- إختيار/تكوين أعضآء الحكومة الإنتقالية ، و هذا يتطلب أن يقوم المجلس أولاً بتكوين آلية مصغرة ذات مقدرات/خبرات سياسية ، تنفيذية و إدارية تتولى مهمة إختيار/إنتقآء أعضآء الحكومة الإنتقالية من أصحاب الكفآءات و الخبرات (من غير أصحاب الجنسيات المزدوجة) القادرين على تنفيذ الخطط و المشاريع المضمنة في برامج الحكومة الإنتقالية
٤- مراقبة و محاسبة حكومة الفترة الإنتقالية و الأجهزة التنفيذية الأخرى خلال المرحلة الإنتقالية مع إمتلاك صلاحية الإعفآء و التغيير و التعديل إذا لزم الأمر
٥- تفعيل قوانين الثرآء الحرام و من أين لك هذا؟ و بقية قوانين و لوآئح مكافحة الفساد
٦- مراجعة الإتفاقيات التي تم إبرامها عقب سقوط نظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) أو أي إتفاقيات أخرى تدور حولها الشبهات
٧- صياغة مسودة دستور دآئم لبلاد السودان تعرض على البرلمان المنتخب لمناقشتها و تعديلها إذا لزم الأمر ثم إجازتها
حاشية (٢):
يجب الإصرار على أن يكون الجهاز الحكومي موجز و غير مترهل ، و يحبذ أن يكون قوامه الكفآءات المتطوعة التي لا ترجو/تريد عطآءً أو إمتيازات ، و الذين لا يسببون رهقاً على بند الميزانية الأول و خزينة الدولة...
مهام الحكومة الإنتقالية:
١- تنفيذ برنامج الحكومة الإنتقالية الإسعافي المذكور أعلاه و بقية البرامج/المهام الموكلة إليها:
٢- تكوين الأجهزة/المؤسسات العدلية التي تحقق و تحاسب نظام إنقلاب الثلاثين من يونيو ١٩٨٩ ميلادية على الفساد و الجرآئم التي إرتكبت في عهده و إبان الثورة
٣- تكوين الآليات المناسبة و تكليفها بتفكيك أجهزة و مؤسسات نظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان)
٤- الترتيب لعقد مؤتمر حوار يجمع الممثلين الحقيقيين للشعوب السودانية بغرض مناقشة المسآئل الملحة مثل:
- السلام و الطرق و الكيفية التي تنهى بها حالات الإحتراب
- النظم و الكيفية التي تحكم بها بلاد السودان
- تقرير المصير للأقاليم التي ترغب في ذلك
٥- الترتيب لإجرآء الإنتخابات
٦- الترتيب لإجرآءات إستفتآءات تقرير المصير للأقاليم الراغبة في ذلك
و نظراً لجسامة و ضخامة المهام الموكلة للمجلس و الحكومة الإنتقالية و الأجهزة المساعدة فإنها في حوجة لفسحة كافية من الوقت لإنجاز المهام ، و هذا المدة يصعب تحديدها لكنها حتماً سوف تتجاوز السنتين و ربما تقارب/تتجاوز الخمس سنوات...
حاشية (٣):
يحبذ أن يكون أعضآء المجلس و الحكومة الإنتقالية و الأجهزة المساعدة من المتطوعين ، و يشترط أن لا يكونوا من أصحاب الجنسيات المزدوجة ، و يجب أن يخضعوا لإجرآءات الفحص الروتينية المتبعة في تعيينات المناصب الدستورية و التنفيذية مثل: السجل الجنآئي و خلو الطرف و إقرار الذمة و غيرها من الإجراءات...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
فيصل بسمة
fbasama@gmail.com
كل عام و جميع الشعوب السودانية بخير و صحة و عافية و كل الأمنيات القلبية و الدعوات الصالحات بعيد سعيد و مبارك ، و لقد تَعَوَّدنَا على أراذلنا و الرَّبَاطَة يقتلون فلذات أكبادنا و يُمَسِّخُونَ علينا أعيادنا و أفراحنا ، و لكن و على الرغم من ذلك فلابد من الإستمرار و ممارسة نعمة التفآؤل...
بدايةً أنا لست سياسي و لا أفهم كثيراً في أمور السياسة و الحكم لكني جد مهموم بالأمر العام و الإنسان السوداني المسحوق ، و أجدني مشغول بذلك الأمر لدرجة تتجاوز حالتي الإكتئاب و الوسواس ، و أعتقد أن علينا كسودانيين العمل على إيجاد مخرج لهذه الأزمة/الورطة ، و كل زول يسوي قَدُر قُدُرتُو...
و قد حث الله العلي القدير عباده من المسلمين و المؤمنين على العمل و أعلمهم أن الحساب قِدَّام:
{ وَقُلِ ٱعۡمَلُوا۟ فَسَیَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمۡ وَرَسُولُهُۥ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَـٰلِمِ ٱلۡغَیۡبِ وَٱلشَّهَـٰدَةِ فَیُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ }
[سُورَةُ التَّوۡبَةِ: ١٠٥]
كما أعلمنا الله العزيز الحكيم أنه يتفرد بالعزة ، و أنه يرفع من درجات الكلم الطيب و قيمة العمل الصالح و يُبَوِّرُ المكر السيئ:
{ مَن كَانَ یُرِیدُ ٱلۡعِزَّةَ فَلِلَّهِ ٱلۡعِزَّةُ جَمِیعًاۚ إِلَیۡهِ یَصۡعَدُ ٱلۡكَلِمُ ٱلطَّیِّبُ وَٱلۡعَمَلُ ٱلصَّـٰلِحُ یَرۡفَعُهُۥۚ وَٱلَّذِینَ یَمۡكُرُونَ ٱلسَّیِّـَٔاتِ لَهُمۡ عَذَابࣱ شَدِیدࣱۖ وَمَكۡرُ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُوَ یَبُورُ }
[سُورَةُ فَاطِرٍ: ١٠]
و نرجو من الله سبحانه و تعالى أن تكون كل أمور أهل السودان كلاماً طيباً و عملاً صالحاً ، و إجتهاداً خالصاً لوجه الله سبحانه و تعالى و (لله في الله) و خدمة للوطن و الإنسان السوداني ، و الخدمة تعني/تتطلب التضحية و التجرد و نكران الذات و العمل في صمت و بعيد عن الأضوآء و عن كل ما يقود إلى أو يفتح أبواب السمعة و الريآء أو يجيب الهوآء...
و معلومٌ أن بلاد السودان تمر بوقت عصيب/كارثي ، و قد أصابتها الفتن و سوء الإدارة في مقتل ، و أصبح أمرها جد عسير و ملَولُو شديد ، و أضحت الأزمة السودانية عبثية و معقدة و مُرَكَّبَة و مُربكة و لامعقولة بدرجة يصعب فهمها و إستيعابها ، و أمست العقول مذهللة/مذهولة حتى أقلعت/قعدت عن العمل و عن إيجاد/إبتكار الحلول ، و غدا تسلسل الأفكار متعثر ، ثم من بعد التعثر أتى التشتت و الكساح حتى عجزت خلايا القلوب و المخ و الدماغ عن الجمع و الترتيل و الترتيب و العقل و التدبر...
و أمور الفتن و المصآئب قديمة قدم الكون ، و لهذا ذَكَّرَ الله سبحانه و تعالى عباده أن الفتن أمر وارد الحدوث و بصورة متكررة:
{ أَوَلَا یَرَوۡنَ أَنَّهُمۡ یُفۡتَنُونَ فِی كُلِّ عَامࣲ مَّرَّةً أَوۡ مَرَّتَیۡنِ ثُمَّ لَا یَتُوبُونَ وَلَا هُمۡ یَذَّكَّرُونَ }
[سُورَةُ التَّوۡبَةِ: ١٢٦]
و أن الفتن ما هي إلا إختبارات و إبتلآءات:
{ أَحَسِبَ ٱلنَّاسُ أَن یُتۡرَكُوۤا۟ أَن یَقُولُوۤا۟ ءَامَنَّا وَهُمۡ لَا یُفۡتَنُونَ }
[سُورَةُ العَنكَبُوتِ: ٢]
و ينبه الله التواب الرحيم عباده أن أول خطوات العلاج و الإصلاح و تخطي الفتن في التوبة و التذكر ، و لهذا فعلينا كسودانيين موحدين و مؤمنين و وطنيين الجلوس و المراجعة و المحاسبة و التعقل و التدبر ثم التوبة و الإستغفار ، و السلوى في أن الإلتزام بالعمل الصالح و التوبة و الإستغفار تجلب الحلول و الخير الوفير:
{ فَقُلۡتُ ٱسۡتَغۡفِرُوا۟ رَبَّكُمۡ إِنَّهُۥ كَانَ غَفَّارࣰا (١٠) یُرۡسِلِ ٱلسَّمَاۤءَ عَلَیۡكُم مِّدۡرَارࣰا (١١) وَیُمۡدِدۡكُم بِأَمۡوَ ٰلࣲ وَبَنِینَ وَیَجۡعَل لَّكُمۡ جَنَّـٰتࣲ وَیَجۡعَل لَّكُمۡ أَنۡهَـٰرࣰا (١٢) }
[سُورَةُ نُوحٍ: ١٠-١٢]
و بإذن الله القوي القدير و توفيقه سوف ينتصر الجيش و سوف تدحر مليشيات الجنجويد (الدعم السريع) من البلدات و تهزم و تسحق ، و سوف تمتلك بلاد السودان جيش واحد ، قوي ، مهني و محترف ، و سوف تستمر و تتواصل مسيرة الثورة الظافرة بإذن الله ، و سوف تكون دولة الحرية و السلام و العدالة ، و لن تعود الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) إلى الحكم ، و إن عادت فسوف يتم دوسها دوس بواسطة الشعوب السودانية و بدون أي خوف أو وجل...
و حالما تجاوزت بلاد السودان مرحلة المحنة/الفتنة الحالية فإنها في حوجة مآسة إلى عودة الحكم المدني بسرعة و دون تعطيل أو تأخير ، مما يعني أن على الحآدبين/الغيورين/القادرين من أهل السودان من غير فئات: الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) و الأرزقية و الطفيلية السياسية و السواقط الحزبية و الفواقد التربوية و المجتمعية و الخَبَوب و الرَّبُوب أن يكونوا جاهزين لمرحلة ما بعد الكارثة ، و الجاهزية في هذا المقام تعني أن الحآدبين من أبنآء و بنات السودان الضالعين في السياسة و الشأن العام ، من غير الفئات المذكورة أعلاه ، قد إمتصوا الصدمة ، و قد إختاروا أسمآء ممثليهم في المجلس الإنتقالي و ربما حكومة الفترة الإنتقالية ، و كذلك توافقوا على خطط و مشاريع الفترة الإنتقالية...
المجلس الإنتقالي المقترح أساسه العقول السودانية الراشدة الحريصة على سلامة و مستقبل بلاد السودان ، و يجب أن يعكس تشكيل المجلس واقع جميع المجتمعات و الشعوب السودانية ، و أن يضم مختلف المهن و التخصصات و الخبرات و جميع ألوان الطيف السوداني من الرجال و النسآء (من غير أصحاب السوابق و الغرض و الجنسيات المزدوجة و الفئات المذكورة أعلاه) و في غير ترهل ، مجلس يضم الشباب و الكهول و الشيوخ ، مع الإصرار على أن يكون قوام المجلس الأساسي من شباب الثورة...
الإقتراح هو أن يتم ترشيح أعضآء المجلس من قبل نخبة مختارة من أبنآء و بنات السودان الحآدبين (من غير ذوي البغية و الحاجة) من الذين لا يطمعون في تولي المناصب أو جني المكاسب أو الشهرة ، و الذين يهمهم كثيراً أمر كل بلاد السودان و جميع الشعوب السودانية ، و الذين لا يرجون/يرغبون/يطمعون في الجزآء أو الشكر...
و لكل شيء بداية و نواة ، و حتى نكون عمليين فأقترح أن تكون نواة هذه النخبة شخصية وطنية تحظى بدرجات معقولة من القبول عند كثيرين مثل:
دكتور إبراهيم الأمين
بروفيسور مهدي أمين التوم
مولانا سيف الدولة حمدنا الله
الحاج وراق
دكتور عبدالله علي إبراهيم
دكتور سلمان محمد أحمد سلمان
الأستاذ يس حسن بشير
مثلاً...
أو أي شخصية قومية أخرى تجد القبول ، و سوف تتولى هذه الشخصية أمر التشاور الأولي و التنسيق مع آخرين لتشكيل اللجنة التنسيقية/التيسيرية (الغير مترهلة) التي سوف تتولى مهمة ترشيح أعضآء المجلس الإنتقالي...
و أقترح أن يكون قوام النخبة/اللجنة ثمانية عشر (١٨) عضواً يمثلون ولايات السودان الحالية ، و على هؤلآء النفر (لجنة الثمانية عشر) أن يشرعوا من فورهم في إجرآء الإتصالات و ترشيح شخصيات مقبولة من ولاياتهم لعضوية المجلس ، و أقترح أن يكون العدد عشرة ممثلين عن كل ولاية مع إضافة أعضآء آخرين من الولايات ذات الكثافة السكانية العالية ، و بحيث لا يتجاوز العدد الكلي لأعضآء المجلس المئتي و خمسين (٢٥٠) مندوباً ، و بطبيعة الحال فسوف يكون هنالك فرز و فحص للأسمآء المرشحة و تشاور و أخذ و رد لكن يجب تفادي الإطالة و المط و العَك و إضاعة الوقت...
و بطبيعة الحال فإن المجلس معين و غير منتخب و هو في طبيعة تكوينه إستشاري و إنتقالي لكنه يضم شباب و مهنيين و خبرات و شخصيات متوافق عليها و غير مختلف حولها ، إن طبيعة المجلس الأهلية و تنوعه تجعل توصياته و قرارته ذات مصداقية عالية و لها وزن و لا يمكن تجاهلها ، بل يجب أن تكون ملزمة...
حاشية (١):
و من المفترض أن يكون التطوع و التضحية من أبجديات/مستلزمات/سمات المرحلة الإنتقالية ، و لهذا فإن على أعضآء المجلس الإنتقالي أن يعوا أن الإختيار تكليف ، و أن الأصل فيه هو أنه لا يسبب أي رهق مالي لبلد معدم و منهار إقتصادياً ، و أن الأمر برمته طوعي في الله و لله و من أجل الوطن...
وظيفة هذا المجلس هي إعلان برنامج إسعافي تنفذه حكومة المرحلة الإنتقالية إلى جانب الإشراف على المرحلة الإنتقالية و القيام ببعض من الأمور التأسيسية الضرورية لمرحلة ما بعد الإنتقال...
عملياً و ببساطة تتلخص مهمة هذا المجلس في طرح و فرز مقترحات مقدمة من متعاطي السياسة من العسكريين و المدنيين السودانيين ، من أعضآء المجلس و من خارج المجلس ، ممن يمتلكون المقدرات و المؤهلات و الرغبات في حلحلة الأزمة السودانية الحالية و إيجاد الحلول للأزمات و المشاكل الآنية/الحالية التي تواجه الوطن و الإنسان/المواطن السوداني...
و جوهر الأمر في تقديم مقترحات/مشاريع و خطط عمل واضحة تخاطب أولويات و أمور أساسية تتلخص في أمور أساسية هي:
١- توفير الأمن و الغذآء
٢- تقديم خدمات الصحة و التعليم
الأولوية (أ) الأمن:
و المطلوب فيها هو مقترحات مقدمة من العسكريين و رجال الأمن و الشرطة و الحركات المتمردة المسلحة (المتفق عليها حالياً و الغير المتناسلة) و أصحاب الخبرة و الإختصاص العسكري/الأمني يوضحون فيها خططهم/مشاريعهم للكيفية التي يوفر بها الأمن لجميع الشعوب السودانية في ربوع البوادي و الحواضر و ما بينهما ، و يجب أن تتضمن المقترحات تفاصيل التفاصيل من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ...
مهمة المجلس إختيار ما يراه مناسباً من الخطط/المشاريع الأمنية ، ثم الشروع الفوري في تنفيذها عن طريق الجهاز/المجلس الأمني الذي سوف يتم تشكيله من القوات النظامية المتوافق عليها ، و ربما يضاف إليهم ممثلون للجماعات المتمردة المسلحة (من المتفق عليها حالياً و الغير المتناسلة)...
الأولوية (ب) توفير الغذآء و تقديم خدمات الصحة و التعليم:
و المطلوب هو أن يتقدم الراغبون من السياسيين و المهنيين و الأفراد ، من أعضآء المجلس الإنتقالي و من غير أعضآءه ، من ذوي المؤهلات و الخبرات الإدارية ، المهتمين بالأمر العام بمشاريع و أفكار عملية لإدارة المرحلة الإنتقالية دون مقابل أو إمتيازات أو وعود بتولي وظآئف أو حقآئب وزارية ، و المطلوب منهم هو تقديم تفاصيل الخطط العملية التي يتم عن طريقها إدارة عمليات توفير الغذآء و تقديم خدمات: الصحة و التعليم لجميع الشعوب السودانية في ربوع البوادي و الحواضر و ما بينهما ، و يجب أن تتضمن المقترحات أدق تفاصيل التفاصيل من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ عن طريق الجهاز الحكومي الذي تم/سوف يتم التوافق عليه و تشكيله...
هذه المشاريع و الأفكار يجب أن تتم صياغتها بصورة إحترافية و قانونية لتكون من ضمن البرامج و المهام التي سوف تكلف بها حكومة الفترة الإنتقالية...
تفاصيل مهام/برنامج المجلس الإنتقالي:
١- إختيار رئيس يمثل السيادة من بين أعضآءه ، و يجب أن تكون الرئاسة أحادية ، و يوصى بشدة الإبتعاد عن سوابق/تجارب مجالس السيادة ذات الشخصيات/الرؤوس المتعددة
٢- إصدار تفاصيل برنامج حكومة الفترة الإنتقالية الإسعافي الذي يخاطب مشاكل المواطنين الملحة في: الأمن و الغذآء و الصحة و التعليم و الخدمات الأخرى الضرورية
٣- إختيار/تكوين أعضآء الحكومة الإنتقالية ، و هذا يتطلب أن يقوم المجلس أولاً بتكوين آلية مصغرة ذات مقدرات/خبرات سياسية ، تنفيذية و إدارية تتولى مهمة إختيار/إنتقآء أعضآء الحكومة الإنتقالية من أصحاب الكفآءات و الخبرات (من غير أصحاب الجنسيات المزدوجة) القادرين على تنفيذ الخطط و المشاريع المضمنة في برامج الحكومة الإنتقالية
٤- مراقبة و محاسبة حكومة الفترة الإنتقالية و الأجهزة التنفيذية الأخرى خلال المرحلة الإنتقالية مع إمتلاك صلاحية الإعفآء و التغيير و التعديل إذا لزم الأمر
٥- تفعيل قوانين الثرآء الحرام و من أين لك هذا؟ و بقية قوانين و لوآئح مكافحة الفساد
٦- مراجعة الإتفاقيات التي تم إبرامها عقب سقوط نظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان) أو أي إتفاقيات أخرى تدور حولها الشبهات
٧- صياغة مسودة دستور دآئم لبلاد السودان تعرض على البرلمان المنتخب لمناقشتها و تعديلها إذا لزم الأمر ثم إجازتها
حاشية (٢):
يجب الإصرار على أن يكون الجهاز الحكومي موجز و غير مترهل ، و يحبذ أن يكون قوامه الكفآءات المتطوعة التي لا ترجو/تريد عطآءً أو إمتيازات ، و الذين لا يسببون رهقاً على بند الميزانية الأول و خزينة الدولة...
مهام الحكومة الإنتقالية:
١- تنفيذ برنامج الحكومة الإنتقالية الإسعافي المذكور أعلاه و بقية البرامج/المهام الموكلة إليها:
٢- تكوين الأجهزة/المؤسسات العدلية التي تحقق و تحاسب نظام إنقلاب الثلاثين من يونيو ١٩٨٩ ميلادية على الفساد و الجرآئم التي إرتكبت في عهده و إبان الثورة
٣- تكوين الآليات المناسبة و تكليفها بتفكيك أجهزة و مؤسسات نظام الجماعة الإنقاذية المتأسلمة (الكيزان)
٤- الترتيب لعقد مؤتمر حوار يجمع الممثلين الحقيقيين للشعوب السودانية بغرض مناقشة المسآئل الملحة مثل:
- السلام و الطرق و الكيفية التي تنهى بها حالات الإحتراب
- النظم و الكيفية التي تحكم بها بلاد السودان
- تقرير المصير للأقاليم التي ترغب في ذلك
٥- الترتيب لإجرآء الإنتخابات
٦- الترتيب لإجرآءات إستفتآءات تقرير المصير للأقاليم الراغبة في ذلك
و نظراً لجسامة و ضخامة المهام الموكلة للمجلس و الحكومة الإنتقالية و الأجهزة المساعدة فإنها في حوجة لفسحة كافية من الوقت لإنجاز المهام ، و هذا المدة يصعب تحديدها لكنها حتماً سوف تتجاوز السنتين و ربما تقارب/تتجاوز الخمس سنوات...
حاشية (٣):
يحبذ أن يكون أعضآء المجلس و الحكومة الإنتقالية و الأجهزة المساعدة من المتطوعين ، و يشترط أن لا يكونوا من أصحاب الجنسيات المزدوجة ، و يجب أن يخضعوا لإجرآءات الفحص الروتينية المتبعة في تعيينات المناصب الدستورية و التنفيذية مثل: السجل الجنآئي و خلو الطرف و إقرار الذمة و غيرها من الإجراءات...
و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
فيصل بسمة
fbasama@gmail.com