المخدرات تفاقم خطرها فلذا وجبت الحيطة والحذر !!

 


 

 

لازالت معلقة في مخيلتي تلك الحادثة البشعة التي راح ضحيتها عالم يحمل أكثر من دكتوراة وعضو مجمع اللغة العربية المصري وزوجته مديرة الإذاعة والقاتل كان ابنهما الذي وقف أمام النيابة واعترف بجريمته في برود يحسد عليه وبرر فعلته النكراء بأن والده دائما خارج المنزل مع أبحاثه وطلبته في الجامعة أو مع زملائه في مجمع اللغة العربية وكذلك أمه مديرة الإذاعة مشغولة بعملها الإعلامي الذي يأخذ منها جل وقتها خارج البيت وعليه وعندما وجد نفسه بعيدا عن حنان الام وتوجيهات الاب وشعر بالضياع تلقفته بطانة السوء وتعلم علي يديهم تعاطي المخدرات التي تكلف المال الكثير ومن يدمنها اكيد أنه سيفعل المستحيل من المنكرات حتي يشفي غليله من البلوي التي وقع فيها ولا يتورع من السرقة وحتي قتل اقرب الأقربين لو استدعي الأمر وقد كان أن هزت جريمة مقتل البروفسور وزوجته الإعلامية المرموقة بواسطة فلذة كبدهم الذي هو نفسه كان ضحية الفراغ بسبب انشغال ولي الأمر عنه وتركه لاصحاب السوء يوردونه موارد الهلاك !!..
إذن من أهم أسباب جنوح الشباب للمخدرات استغراق أولياء الأمور في أعمالهم لدرجة عدم استقطاع الوقت الكافي للجلوس مع أبنائهم والدردشة معهم لتلمس مشاكلهم والعمل علي حلها فورا واين نحن من الآباء أصحاب الأعباء الرسمية وغير الرسمية من تجارة وصناعة ومقاولات الذين يبارحون المنزل وأطفالهم نيام ويعودون له وايضا الاطفال نيام مما يجعل وظيفة الأبوة والأمومة في إجازة وهذا التصرف يفكك من الأسرة مستقبلا رغم أن الوالدين يوفران للأبناء العيش المادي الرغيد ولكن الإحساس بالدفيء والحنان يكون معدوما مما يجعل الصغار في ضياع يخرجهم للشارع بحثا عن قشة يتعلقون بها للخروج من عزلتهم وهنا تكون فرصة مروجي المخدرات الذين يجدون فيهم صيدا ثمينا ينصبون حوله شباكهم ويبتذونهم بقسوة ويجعلون منهم مجرمين ويوصلونهم الي الإدمان هذه الوصمة التي تكون شرا مستطيرا علي الفرد والأسرة والمجتمع الكبير وما يترتب علي ذلك من انهيار وقلة انتاج وضياع الاخلاق وتكتظ السجون بالخارجين عن القانون والمصحات تعجز عن استقبال طالبي إعادة التأهيل والنتيجة كثرة المجانين في الشوارع الذين لا يمكن السيطرة عليهم ويمكن أن تحصل منهم كوارث لم تكن في الحسبان !!..
لازلت اذكر هذا الطفل الصغير في المرحلة الوسطي وهذه القصة مضي عليها أكثر من أربعة عقود عندما قبض الاولاد علي زميل لهم كانت تبدو عليه ملامح التعاطي لهذه السجارة المسماة بالخضراء وسلموه للمدير الذي عندما تأكد بأن التلميذ خارج الشبكة تماما ارسل في عجلة لوالده ليحضر المدرسة لأن الأمر جد خطير وجاء الوالد ومن مظهره يبدو أنه عامل بسيط رقيق الحال من ذوي الدخل المحدود والحيل المهدود والحظ المنكود وعندما عرف هذا الأب البسيط سبب الاستدعاء اعترف للمدير بأنه هو نفسه مدمن حشيش وولده ( يخمس ) معه وهنا ثارت ثائرة المدير وطرد ولي الأمر من مكتبه وقال له إن ابنك مرفود خذه معك !!..
ولو سألنا أنفسنا هل جني المدير علي التلميذ وأرسله الي الضياع الفعلي بالشارع المكتظ بشتي انواع الشرور وكان يمكن للمدرسة أن تنقذه من نفسه ومن والده وتتعهده بالرعاية والتربية وتضعه في الطريق السليم !!..
أصبحت ظاهرة ترويج المخدرات تطل برأسها بقوة والمستهدفين طلاب المدارس والجامعات والغرض لا يخفي علي كل ذي عين فاحصة وعقل راجح والجهات المروجة تريد القضاء علي الشباب حتي لايكون للوطن أي مستقبل مرتجي وحتي يسهل نهب خيرات الأمة بواسطة الطامعين من هنا وهنالك وهذا الخطر يحتم علي الجميع أخذ الحيطة والحذر وعدم إعطاء الفرصة للغرباء للعبث بتماسك الأمة ومستقبلها في الحياة الكريمة والعمل المفيد للبلاد والعباد !!..
وقانا الله تعالى شر هذا الخطر الداهم الذي يحتاج من الجميع الاصطفاف في قوة وحزم حتي لا يتمدد أكثر من ذلك لننعم براحة البال والطمأنينة ونلبي حاجيات التنمية والعمار والازدهار الاقتصادي والعلم والايمان !!..

حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
ghamedalneil@gmail.com
///////////////////////

 

آراء