المدنيون وتحدي السلطة والديمقراطية
زين العابدين صالح عبد الرحمن
10 January, 2023
10 January, 2023
أن أي عملية سياسية؛ و خاصة الهادفة للتغيير، لا تقبل فكرتين في وقت واحد، و الفكرة التي تجد قبولا من قطاع واسع من الجماهير، هي الفكرة التي تستطيع أن تشق طريقها لبلوغ الهدف. و معلوم أن عملية هدم النظام السياسي أسهل بكثير من عملية بناء الدولة، الأولي تحتاج لإقناع قطاع واسع من الجماهير للخروج ضد النظام و تقديم تضحيات. و عملية البناء تحتاج إلي الأفكار، و العقول التي تستطيع أن تنتج المعرفة المطلوبة لعملية البناء. أن الصراع الدائر منذ سقوط الإنقاذ لم يخرج من دائرة فكرة السلطة، إذا كان بين العسكريين و المدنيين أو بين المدنين فيما بينهم، فالخطاب السائد خطاب متعلق بالسلطة، و الشروط المطروحة في الساحة السياسية أيضا هي شروط سلطوية. فالحرية المركزي عندما تقول هي و قوى الانتقال و القوى الثورية " غير المعرفة" وحدهم هم الذين يجب أن يختاروا سلطة الفترة الانتقالية، يكون الصراع متمحور حول فكرة السلطة.
في ظل هذا الصراع السياسي تقدمت الحرية المركزي بعتبة في أعلى السلم من خلال التسوية السياسية، و التي انتقلت لمرحلة أخرى، هي الحوار حول القضايا الخلافية الخمسة، بمشاركة الذين وقعوا على الإتفاق الإطاري، و قالت قيادات الحرية المركزي إنها ما تزال تتحاور مع عدد من القوى السياسية ( الشيوعي و البعث و منى و جبريل) و هؤلاء لن يوافقوا على الدعوة ربما فقط (البعث) لسبب بسيط أن أي صراع سياسي إذا أخذ طابع التحدي بين القوى السياسية سوف لن تقبل القوى الأخرى الحاق بالعملية السياسية. لذلك أفضل لقوى الحرية المركزي؛ أن تسير في تنفيذ مشروعها السياسي، و تجعل الممارسة وحدها تقنع الأخرين.
أن خروج العسكر من الساحة السياسية و الالتزام بالحيدة، و أن يكونوا على مسافة واحدة من القوى المدنية المتصارعة، سوف يعجل بفتح منافذ للحوار بينها، لأنه سوف يتضح للكل أن أي قوى لن تستطيع أن تحسم الصراع لوحدها، و تفرض رؤيتها على الأخرين، فالصراع المدني المدني سوف يكشف ظهر الكل. و الأزمة السياسية لن تنفرج فقط بخروج العسكر من المسرح السياسي، و لكن خروجها يعني استبعاد القوى العسكرية في حسم الصراع، و تعتمد كل قوى أو تحالف على القاعدة الاجتماعية الملتفة حوله، و هنا تخرج أي مجموعة الفكرة الحقيقة التي بالفعل تؤمن بها. أن الصراع السياسي و استبعاد السلطة وحده هو الذي يؤسس الطريق السليم للبناء الديمقراطي، حيث كل قوى سياسية مطالبة أن تقنع الجماهير بفكرتها، الأمر ينتج ثقافة ديمقراطية مطلوبة.
أن العسكر أكدوا من خلال كلمتي البرهان و حميدتي في أفتتاح المرحلة الأخيرة للعملية السياسية، حيث قال الفريق أول البرهان رئيس مجلس السيادة "نؤكد للجميع ونؤكد للشعب السوداني أننا لن نخذله ولن نتراجع عن ما اخطتيناه من مسار يفضى إلى تحول ديمقراطي حقيقي. ولن يكون للمؤسسة العسكرية اي دور في هذا التحول او الانتقال" و قال الفريق أول حميدتي نائب رئيس مجلس السيادة "أن مشاركتهم في المرحلة الثانية يجئ تأكيدا لالتزامهم بإنهاء الوضع الراهن وصولاً للتوقيع على اتفاق نهائي تؤسس بموجبه سلطة مدنية كاملة على أن تتفرغ الأجهزة العسكرية لحماية البلاد من المهددات الخارجية والإصلاح الأمني الذي يقود لجيش مهني قومي لا علاقة له بالسياسة." أن حديث البرهان و حميدتي أمام الحضور لسفراء الدول و المنظمة الدولية بالخروج من العملية السياسية سوف يتضح صدقهم تماما من خلال مواجهة المسيرات السياسية الرافضة للعملية السياسية، هل سوف تمارس قمعها و التصدي لها أم سوف تجعل المتظاهرين يعبرون عن رؤيتهم.
أن الصراع لا يمكن أن ينتقل من فكرة السلطة إلي فكرة التحول الديمقراطي إلا إذا وضعت كل القوى المدنية أمام تحدي حقيقي، حقيقي بمعنى أن لا يتدخل العسكر في الصراع، و جعلوا القوى المدنية وحدها هي التي تحسم الصراع، فإذا انتصرت مجموعة على الأخريات سوف تكون سلطتها، و لكن ليست الديمقراطية، لآن الديمقراطية لا تتكون إلا بالتوافق الوطني، و إذا كانت الديمقراطية يمكن أن تتكون دون توافق على أصحاب الرؤية أن يقدموا اجتهادهم الفكري لإقناع الأخرين. هذا ليس تعجيزا أن الحرية المركزي لن تستطيع أن تصنع عملية التحول الديمقراطي وحدها و لكن التاريخ يؤكد أن الديمقراطية النظام الوحيد الذي يحتاج للتوافق الوطني، حتى يتم تكريس كل المجهود من أجل البناء الديمقراطي. و نسأل الله حسن البصيرة.
zainsalih@hotmail.com
في ظل هذا الصراع السياسي تقدمت الحرية المركزي بعتبة في أعلى السلم من خلال التسوية السياسية، و التي انتقلت لمرحلة أخرى، هي الحوار حول القضايا الخلافية الخمسة، بمشاركة الذين وقعوا على الإتفاق الإطاري، و قالت قيادات الحرية المركزي إنها ما تزال تتحاور مع عدد من القوى السياسية ( الشيوعي و البعث و منى و جبريل) و هؤلاء لن يوافقوا على الدعوة ربما فقط (البعث) لسبب بسيط أن أي صراع سياسي إذا أخذ طابع التحدي بين القوى السياسية سوف لن تقبل القوى الأخرى الحاق بالعملية السياسية. لذلك أفضل لقوى الحرية المركزي؛ أن تسير في تنفيذ مشروعها السياسي، و تجعل الممارسة وحدها تقنع الأخرين.
أن خروج العسكر من الساحة السياسية و الالتزام بالحيدة، و أن يكونوا على مسافة واحدة من القوى المدنية المتصارعة، سوف يعجل بفتح منافذ للحوار بينها، لأنه سوف يتضح للكل أن أي قوى لن تستطيع أن تحسم الصراع لوحدها، و تفرض رؤيتها على الأخرين، فالصراع المدني المدني سوف يكشف ظهر الكل. و الأزمة السياسية لن تنفرج فقط بخروج العسكر من المسرح السياسي، و لكن خروجها يعني استبعاد القوى العسكرية في حسم الصراع، و تعتمد كل قوى أو تحالف على القاعدة الاجتماعية الملتفة حوله، و هنا تخرج أي مجموعة الفكرة الحقيقة التي بالفعل تؤمن بها. أن الصراع السياسي و استبعاد السلطة وحده هو الذي يؤسس الطريق السليم للبناء الديمقراطي، حيث كل قوى سياسية مطالبة أن تقنع الجماهير بفكرتها، الأمر ينتج ثقافة ديمقراطية مطلوبة.
أن العسكر أكدوا من خلال كلمتي البرهان و حميدتي في أفتتاح المرحلة الأخيرة للعملية السياسية، حيث قال الفريق أول البرهان رئيس مجلس السيادة "نؤكد للجميع ونؤكد للشعب السوداني أننا لن نخذله ولن نتراجع عن ما اخطتيناه من مسار يفضى إلى تحول ديمقراطي حقيقي. ولن يكون للمؤسسة العسكرية اي دور في هذا التحول او الانتقال" و قال الفريق أول حميدتي نائب رئيس مجلس السيادة "أن مشاركتهم في المرحلة الثانية يجئ تأكيدا لالتزامهم بإنهاء الوضع الراهن وصولاً للتوقيع على اتفاق نهائي تؤسس بموجبه سلطة مدنية كاملة على أن تتفرغ الأجهزة العسكرية لحماية البلاد من المهددات الخارجية والإصلاح الأمني الذي يقود لجيش مهني قومي لا علاقة له بالسياسة." أن حديث البرهان و حميدتي أمام الحضور لسفراء الدول و المنظمة الدولية بالخروج من العملية السياسية سوف يتضح صدقهم تماما من خلال مواجهة المسيرات السياسية الرافضة للعملية السياسية، هل سوف تمارس قمعها و التصدي لها أم سوف تجعل المتظاهرين يعبرون عن رؤيتهم.
أن الصراع لا يمكن أن ينتقل من فكرة السلطة إلي فكرة التحول الديمقراطي إلا إذا وضعت كل القوى المدنية أمام تحدي حقيقي، حقيقي بمعنى أن لا يتدخل العسكر في الصراع، و جعلوا القوى المدنية وحدها هي التي تحسم الصراع، فإذا انتصرت مجموعة على الأخريات سوف تكون سلطتها، و لكن ليست الديمقراطية، لآن الديمقراطية لا تتكون إلا بالتوافق الوطني، و إذا كانت الديمقراطية يمكن أن تتكون دون توافق على أصحاب الرؤية أن يقدموا اجتهادهم الفكري لإقناع الأخرين. هذا ليس تعجيزا أن الحرية المركزي لن تستطيع أن تصنع عملية التحول الديمقراطي وحدها و لكن التاريخ يؤكد أن الديمقراطية النظام الوحيد الذي يحتاج للتوافق الوطني، حتى يتم تكريس كل المجهود من أجل البناء الديمقراطي. و نسأل الله حسن البصيرة.
zainsalih@hotmail.com