عكس الريح
moizbakhiet@yahoo.com
تلقيت عشرات الرسائل الخاصة تعقيباً على مقالي السابق حول الضعف الجنسي وشباب في مقتبل العمر وكلها تفتح محاور كثيرة وجديدة لمزيد من النقاش، لكن أغلبية الرسائل كانت تتحدث عن دور المرأة في الضعف الجنسي لدى الرجل نتيجة لعجزها أو برودها الجنسي في أحيان كثيرة والناتج في نفس الوقت لعدة أسباب سنتناول بعضها اليوم. لعل مدخلي لهذا المقال هو رسالة من قاريء كريم يقول فيها:
الشاعر الدكتور الرقيق معز عمر بخيت
لكم التحية،،،
قرأت مقالكم القيم عن الضعف الجنسي وشباب في مقتبل العمر وأود أن أشارك برأيي في هذا الموضوع الهام. الحقيقة أنني أعتقد أن الأطباء يركزون دائماً على (فحولة) الرجل وينسون أو يتناسون (أنوثة) المرأة التي تشكل أهمية قصوى في تفعيل وزيادة فحولة الرجل. أي أن العلاقة بين الأنوثة والفحولة علاقة طردية، بمعنى أنه كلما كانت المرأة أكثر أنوثة كلما كان بعلها أكثر ذكورة. هل هناك أي محاولات من أطباء النساء والتوليد والجراحين السودانيين فيما يتعلق بإجراء عمليات ترقيعية للأجهزة التناسلية لنساء السودان حتى تأخذ الشكل المقبول الذي يجعل حلوقنا تنتح ونبلع ريقنا عند الممارسة الشرعية؟ وهل إذا تمت مثل هذه العمليات (سمعت أن طبيبة سودانية مقيمة بأمريكا تقوم بإجراء مثل تلك العمليات)، سوف تجعل المرأة أكثر استجابة وإيجابية للممارسة الشرعية؟ هل هناك خطة من قبل وزارة الصحة السودانية ووزارة التربية والتعليم والناشطين والناشطات في مجال العمل العام (أنت واحد منهم) بإدراج مادة العادات الضارة (الختان) في المدارس الثانوية السودانية (أمهات المستقبل)؟ إذ أنني أدرك أن مسألة (الختان) تعتبر مسألة (نسوانجية) لا يحق للرجل أن يتدخل فيها وإلا اعتبر (متالتن وفي الدلكة مخالطن) أي اعتبر ناقص الرجولة والفحولة. لقد قرأت في وقت مبكر الكتاب الجيد الذي أعدته الدكتورة أسماء الضرير عن الختان بالسودان باسم (Woman, Why Do You Weep?: Circumcision and Its Consequences) (كان مقررا على طلاب السنة الأولى - طب الجزيرة - كلغة) وأدركت أن هذه العادة الضارة لا يمكن استئصالها إلا بتوعية النساء قبل الرجال. يا أطباء السودان وجراحيه كثفوا من دراساتكم في مجال ترقيع أجهزة (حريم السودان) حتى تستقيم المعادلة، خصوصا بعد ارتفاع نسبة هروب الأزواج إلى المغرب، سوريا، أثيوبيا، مصر، أرتريا،الهند، أمريكا، روسيا وغيرها من البلدان، طلباً لأجهزة أصلية لا غير، يعني هؤلاء القوم غير مبالين بمستوى الجمال والنظافة والتنظيم والطبخ وغيرها من المتطلبات، فقط يريدون إمرأة كاملة الدسم. أفدني على إيميلي أفاد الله، يا أيها الشاعر الملهم والناطسي القدير،،،
أخوكم
أ. ع. - السعودية - من متضرري الأجهزة المضروية.
من الواضح أن هذه الرسالة تفتح موضوعاً هاماً حول الختان الفرعوني ودوره في البرود الجنسي لدى المرأة وبالتالي الضعف لدى الرجل وهو أمر في حد ذاته يطول الحديث عنه خاصة وأن بعض النساء ومن هذا الجيل بكل أسف لا زال يمارس عادة الختان ولا زالت لديهم النظرة المتخلفة عن هذه العادة البشعة والتي يجب أن تتكثف حملات التوعية حولها، لكن فيما يهمنا اليوم هي دون شك تنعكس سلباً على القدرات الجنسية لدى الطرفين.
الضعف الجنسي عند المرأة وهو أمر في الحقيقة يفوق كثيراً في معاناته وأعداده ما يصيب الرجل كما تؤكد بعض الإحصائيات الحديثة، وهو أمر لم يعتبر قديماً على أنه مشكلة جنسية إنما شيء متعلق فقط بالحالة النفسية للمرأة وليس عجزاً عضوياً، لكن من المؤكد أن فشل المرأة في بلوغ الذروة والوصول لطور الرعشة والتجاوب مع زوجها يؤدي أيضاً إلى إحباط الرجل فيحس بأنه غير مرغوب فيه مما يؤثر على الرابطة الحميمة بين الزوجين.
بالتأكيد الضعف الجنسي لدى المرأة ليس أمراً وهمياً إنما يتعلق بأسباب حسية ومعنوية في وقت واحد. وقد عرّفت مجلة الجهاز البولي الأميريكية الضعف الجنسي الأنثوي على أنه حالة شاملة لمشاكل متعددة ومتباينة مثل ضعف الرغبة الجنسية مع ما يحدثه من ضيق نفسي، وأيضاً عجز مهبل المرأة عن إفراز السوائل الملينة، ثم العجز عن بلوغ الرعشة الجنسية مهما بذل الرجل من مداعبات ما قبل الإيلاج ثم إحساس المرأة بالألم أثناء الجماع.
من الأسباب الحسية أو العضوية للضعف الجنسي لدى المرأة الختان الفرعوني كما ذكرنا أعلاه، التشنج المهبلى وهو عبارة عن تقلص لا إرادى لعضلات المهبل مما يمنع إتمام العملية الجنسية، نقص قلة هورمون الأستروجين أو حتى نقص الهرمون الذكوري التيستوستيرون لديها حيث يحتوي جسد المرأة على نسبة قليلة من هذا الهرمون الذكوري، تعاطي بعض الأدوية مثل مضادات الهيستامين أو مانعات السيروتونين مثل بروزاك. أما الأسباب المعنوية أو النفسية فهي تتعلق بعلاقتها العاطفية مع الزوج ومشاكل الإحباط عموماً.
مدخل للخروج:
الشمس في عينيك تشرق قبل أن يصحو المدى ويغرد الفجر المضاء.. يا أجمل النجمات في ليل الهوى يا أروع الأقمار في صدر السماء.. من غير أعينك الوديعة يستبيح مواقفي ويلون الأزهار في حقلي ويبتدر البهاء.. من غير حسنك في فضائي يحتوي وجدي ويحتمل البكاء.. من غير صمتك يستعيد مهابتي ويحقق الوعد الإباء.. من غير روعتك النضيرة يا حنيناً شبع الحس انتماء.. من غير هذا السحر فيك يحقق الرؤيا ويختزل الضياء..