المريخ .. (هوية) يا محسنين

 


 

حسن فاروق
23 April, 2013

 


أصل الحكاية

في عالم السياسة تتعدد أشكال المحاكمات للسياسيين ، فبجانب المحاكم التي تحكم في الفساد الذي يطال المسؤولين وموظفي الدولة ، توجد أخري تحكم في تفاصيل أخري وفق القانون والدستور وأعني هنا دولة القانون ، إلا أن المحاكمات الأخطر هي محاكمات التاريخ وهذه لاترحم فالفاشي والدكتاتور والفاسد والمختلس ،  والمستغل إنتماءه للسلطة لمصلحته الشخصية ، والمستفيد من دعم السلطة الحاكمة بالتواجد في المناصب العليا سواء كانت حكومية أو خاصة أو من خلال إحتكار العمل العام ، هؤلاء لن يرحمهم التاريخ .
مثلما لن يرحم التاريخ كل الذي حولوا كيان عظيم مثل المريخ ، إلي شيء غريب وعجيب ، لاهوية له ، فلايوجد أسوأ من أنك لاتستطيع أن تنطق بثقة ودون مؤثرات أو إعتقال ذهني قاتل إسم المريخ دون أن يقفز أمامك أردت أم لم ترد جمال الوالي ليقول ( أنا المريخ) ، سيعاقبهم التاريخ فردا فردا بداية من المجلس الحالي الذي تحول المريخ في عهده إلي ( خيال مآته) ، سيعاقبهم التاريخ أشد وأقسي عقاب وهم يختزلون المريخ بتصريحات وقرارات وممارسات موثقة في فرد واحد ، مثلما سيحاكم التاريخ هذا الفرد الذي يستمتع بهذه الأدوار الهزلية التي تجري من حوله ، لدرجة أنه صدق أن المريخ من غيره سيكون مصيره أمام الجامع الكبير يتسول الحسنات من العابرين .
ولن يرحم التاريخ كل من شارك في المجالس التي مرت علي المريخ في العشر سنوات الأخيرة فهم شركاء أصيلين في هذه الجريمة التاريخية (ضياع هوية) لكيان عظيم إسمه المريخ ، كلهم سيحاكموا فردا فردا الذين ساندوا والذين صمتوا والذين غادروا دون أن ينطقوا بكلمة حق للتاريخ ، وحتي من يدعون المعارضة يجب أن يحاكمهم التاريخ لأنهم يمارسون المعارضة (بالقطعة) ، يعارضون أعضاء المجالس ويساندون الرئيس أو بمعني آخر يرسلون رسائل تقول نحن أفضل من يعمل مع الوالي ، وليس نحن أفضل من يحكم بعد الوالي .
وسيحاكم التاريخ كل من ساند (ضياع هوية المريخ) من الإعلام ( مقرؤ ، مسموع ، مشاهد) ، كل الذين رسخوا مع سبق الإصرار والترصد لفكرة أن المريخ لايساوي شيئا من دون الرئيس السابق الحالي القادم ، كل الذين تحولوا من الكيان والنادي والفريق واللاعب إلي الفرد يعزفون كل أنواع سيمفونيات الغزل والدجل والتملق المقزز ، سيحاكم التاريخ الذين خانوا أمانة الكلمة وحولها إلي سعلة تافهة ، قيمتها في مصالحهم وأجندتهم وتقاطعاتهم الخاصة .
لن يرحم التاريخ كل ( الشوارب) التي فقدت وقارها وأصبحت مسخرة وأضحوكة المجالس وهي لاتستحي مما تردده صباح مساء ، يغضبون لغضبه ويفرحون  لفرحه، ملكيين أكثر من الملك ، لن يرحم التاريخ ( الشوارب) المنتشرة في المؤسسات الصحفية وهي تهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور كل من يقترب من هذا الخط الأحمر ، لن يرحم التاريخ (الشوارب) التي نفذت تهديداتها وأقالت وأوقفت ومنعت النشر ، سيحاسبهم التاريخ فردا فردا .
ولهؤلاء وأولئك أؤكد علي أن المريخ كان وسيظل هو الكيان العظيم ، ولن تفلح كل محاولات مسحه من الوجود ، ومن يريدون أن يرسخوا في أذهان الناس أن المريخ لايديره إلا صاحب مال عليهم قراءة التاريخ جيدا ، فقط توقفوا عند فترة العشرة أعوام التي حكم فيها جمال الوالي المريخ ، لتعرفوا أن فكر المال خرج من الباب الذي دخل منه ، ولتعرفوا أيضا أن المريخ لن يموت لأنه فكرة والفكرة لاتموت مهما تكاثر عليها القتلة.
hassan faroog [hassanfaroog@hotmail.com]

 

آراء