المسرح والكواليس !!

 


 

 

أطياف
صباح محمد الحسن
عندما كانت حكومة الوحدة الوطنية الليبية بقيادة عبد الحميد الدبيبة، تواجه رياح الزوال بسبب سحب البرلمان الليبي الثقة منها لإنتهاء ولايتها، وحاصرتها القوى السياسية وطالبتها بالرحيل وأعلنت مصر عن موقفها الصريح برفضها لحكومة الوحدة الوطنية في ليبيا.
في ظل تلك الظروف، بسطت دولة الأمارات يدها للحكومة وتعهدت بدعمها الكامل لها
وعلق مراقبون سياسيون هناك أن الإمارات مثل غيرها من الدول التي بدأت تستشعر بتآكل حكومة الدبيبة وإنحسارها في الغرب وخضوعها للمليشيات ومنهم من قال إن دعم محمد بن زايد للدبيبة يأتي لرفضه لمعارضيه من القيادات الليبيه الأخرى
وشكل دعم الإمارات سنداً كبيرا للدبيبة وجعله يعلن بقوة أنه لن يترك منصبه قبل إجراء انتخابات عامه، وازدهرت علاقة حكومته سياسيا واقتصاديا مع دولة الأمارات.
وفي يوم السبت دخلت ليبيا على خط حل الأزمة السودانية ووجهت حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبد الحميد الدبيبة الدعوة إلى قائد الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو لزيارة ليبيا فيما غادر قائد الجيش عبد الفتاح البرهان البلاد إلى ليبيا للقاء رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة
وأعلن الاخير عن مبادرة لإحلال السلام ووقف إطلاق النار في السودان.
وبالعودة الي تاريخ الحرب وماقبلها وبعيداً عن العلاقات التي تجمع بين البلدين، تجد أن الفريق محمد حمدان دقلو تربطه بليبيا علاقات عسكرية وتبادل مصالح أكثر من الفريق البرهان ان كان بوجوده عسكريا على منافذ ليبيا أو فيما يتعلق بوجود قواته التي تعمل في محاربة الهجرة غير الشرعية وتربطه خيوط عسكرية أخرى بعد الحرب مع عدد من القيادات الليبية، وبما أن ليبيا تعيش ظروفا أمنية وسياسية وإقتصادية مضطربة
فما ماسبق من ذكر يعزز أن حكومة الدبيبة لاتملك ثقلاً كبيرا يؤهلها لتلعب دورا رئيسا في حل الأزمة السودانية بعيدا عن حلفائها.
لكن في الوقت عينه فإن الخطوة تكشف أنها يمكن أن تلعب دورا ثانوياً يجعلها قادرة على تجهيز مسرح يجتمع عليه كل من قائد الجيش وقائد الدعم السريع
هذا المسرح ربما تعد كواليسه دولة الإمارات العربية التي تقوم بدفع عملية إنجاح منبر جدة وتسعى لضرب خيام المشاركة الفعلية في الحل بعيدا عن أراضيها بغية ما تواجهه من إتهامات من قادة الجيش وصلت إلى حد التراشق في الخطاب العسكري الأمر الذي يجعل صعوبة في تعاطيها مع الأزمة مباشرة.
وهذه الواجهة على طاولة الحل لم تكن الأولى فسبق وان كانت المنامة مسرحا بحرينيا جمعت كواليسه أجهزة مخابرات الإمارات ومصر برعاية امريكية
فلطالما أن الإمارات الداعمة لخيار التفاوض بدأت خطواتها في المنامة بحضور الرجل الثاني في الجيش ، فما الذي يمنع أن تكون طرابلس مكملة لما بدأ في المنامة .. بتمثيل أعلى!!
طيف أخير:
#لا_للحرب
تعيين توم بيرييلو مبعوثا خاصا للولايات المتحدة إلى السودان أولي خطوات التنفيذ لقرارات مابعده
الجريدة

 

آراء