المشاركة والترابط المجتمعي

 


 

 


كلام الناس

 

هذه ليست المرة الأولى التي أكتب فيها عن العلاقات الإجتماعية وسط الأسر السودانية في أستراليا، وكيف أنهم يحرصون على التواصل الإجتماعي خاصة في المناسبات والأفراح والأتراح.

عندما شرعت في الكتابة حملت إلينا أنباء السودان إنتقال الحاجة قسمة عبدالعزيزعبدالرضي إلى رحمة الرحمن الحيم بعد ساعات من وصولها إلى السودان، حيث تحققت رغبتها الأخيرة وهي على سرير المرض بالمستشقى بأن يوصلها الله سبحانه وتعالى إلى السودان لرؤية أسرتها الباقية
هناك.
كانت الحاجة قسمة رحمة الله عليها بمثابة أم لكل بنات وأبناء الجالية السودانية في سدني وكانت تحرص على حضور كل المناسبات السودانية التي تقام في مختلف أنحاء سدني وتقابل الجميع ببشاشه وجه ورحابة صدر ومحبة خالصة .. نسأل الله عز وجل ان يتقبلها بواسع رحمته وأن يسكنها فسيح جناته ويلمهنا وأهلها وذويها وأحبابها الكثر هنا وفي السودان الصبر وحسن العزاء.
أعود للموضوع الذي حفزني للكتابة عن المشاركة الإجتماعية والترابط المجتمعي في هذه القارة الرحيبة التي لايكاد المرء يجد فيها مساحة لنفسه دعكم عن اللقاءات الثنائية والجماعية، ومع ذلك يحرصون على مشاركة الاخرين في أفراحهم وأتراحهم بقدر ما تسمح الظروف.
قبل أيام انتقل إلى رحمة الله العمدة بشير العبيد عبدالله عمدة كجرت بمحلية أم دم حاج احمد بولاية شمال كردفان عضو دائرة أم روابة الشمالية في الفترة من 1986 وحتى قيام إنقلاب الإنقاذ.
تم تأبينه في السودان وسط حضور نوعي من مشايخ الطرق الصوفية والعمد والشراتي وأحبابه الكثر، ومع ذلك حرص السودانيون في سدني على مشاركة إبنه حيدر في تأبينه بسدني عقب عودته من السودان، تقبله الله بواسع رحمته وألهم اله وذويه وأحبابه الصبر وحسن العزاء.
إن مثل هذه المشاركات الإجتماعية تعزز العلاقات بين كل مكونات الجالية السودانية الأحوج ما يكونون إلى تعميق العلاقات فيما بينهم إحياءًا للتراث الحضاري لأهل السودان وقيمهم العقدية والثقافية والمجتمعية التي تحثهم على واجبات التعزية والتراحم بينهم خاصة في المجتمعات المتعددة الثقافات والأعراق مثل أستراليا.

 

آراء