المصير المحتوم لانقلاب (المقايضة) !! ..بقلم: د. مرتضى الغالي
د. مرتضى الغالي
9 November, 2021
9 November, 2021
أما أن تستمر هذه الشمولية الجاهلة أو أن يموت الشعب السوداني..! لا خيار ثالث..فهذه معادلة (لا فصال فيها) وقد تسبّب الفلول في هذا الوضع الذي لا مفر من تحمل تبعاته.. وكان سارتر يقول (بيني وبين البرجوازية ثأر لا ينتهي إلا بموتي أو موتها)..ولكن نحن لا نتحدث عن ثأرات.. إنما نتحدث عن وطن بيننا وبين الفلول..وبيننا وبينهم الحرية والعدالة والسلام والحُكم المدني..! وشعب السودان لا يمكن أن يسمح بأي تطبيق جاهل لوصفات (مستوردة) من قريب أو بعيد خلف الحدود.. جفت الأقلام وطويت الصحف..!
ماذا تبقّى لانقلاب البرهان غير محاولة تكرار أحداث رواندا الدامية وإطلاق يد الفلول في رقاب الشعب..!! هذا هو نموذجه في فتح الإذاعات والتلفزيونات القومية و(التابعة) للتحريض على قتل المدنيين..ولا فرق بين هذا وبين إذاعة وتلفزيون (ميلي كولنز) "راديو الكراهية" في رواندا الذي كان يحرّض على القتل ويقول أن القبور لا زالت فارغة تنتظر المزيد؛ ومجلة (كانغورا) التي تنشر قوائم الذين يتوجّب قتلهم وعناوين الكنائس التي يختبئ فيها الهاربون من الموت..! لا فرق فالناس الآن في السودان يقتلون في الشوارع ويعتقلون بالفرق المدجّجة بالسلاح في منتصف الليالي أمام أطفالهم ويساقون إلى أماكن مجهولة..في صورة صارخة للخطف الجنائي والإخفاء القسري..ويعذبون ..والتعذيب أنواع والسوابق موجودة لا تزال رياحها النتنة ومأساتها الأليمة تلفح الذاكرة الوطنية بشواظ من لهب..ولازالت بيوت الأشباح شاخصة وقد جرى (تأهيلها) وإعادتها للخدمة..!!
لا فرق بين فعائل قادة الانقلاب وجماعتهم عما فعله (فيليسيان كابوغا) صاحب إذاعة وتلفزيون الكراهية وهو نفسه مالك الشركات الرواندية التي قامت باستيراد (كميات كبيرة من المناجل) التي يتم استخدمها في جزّ الرءوس..حتى أن طلبياته الضخمة أحدثت شحاً في (مخزون المناجل العالمي) مع اختلاف الاستخدام بين جز الأعشاب وجز الرءوس..!! انقلاب البرهان يريد أن يعيد ما حدث في رواندا عام 1994 عن طريق التحريض وعن طريق قتل المتظاهرين السلميين بالرصاص وإصابة العشرات ومنعهم من العلاج ومطاردة الجرحى ودماؤهم تسيل..والمليشيات تطاردهم من شارع إلى شارع مثلما كانت تفعل مليشيات (انتراهاموي) في رواندا..والبرهان يقوم بتبعيض الشعب السوداني وتقوم القوات التي يرعاها بالضرب والمطاردة والاعتقالات المفتوحة في صف مؤيدي الثورة دون سواهم .. في حين يستدعي آخرين من أنصار فئته السياسة للوزارات ولمناصب الدولة ودواوين القضاء والسفارات والجامعات والنيابات والمؤسسات..والذين يعتقلون الناس الآن لا يشهرون هوياتهم حتى يعلم المُعتقلون المدنيون وأهلهم -على اقل تقدير- هل هؤلاء الجلادين الذين يلاحقونهم بالضرب والزجر والسحل يتبعون للدولة.. أم إنهم يقومون بهذه الاعتقالات من عندياتهم وبمزاجهم..؟! هذه هي وعود انقلاب البرهان بإصلاح مسار الفترة الانتقالية...!!
ما يجري الآن يكشف أن الانقلابيين يظنون أنهم يمكن أن يفتكوا بالسودان..وهذا أول انقلاب ربما في تاريخ الانقلابات يتم تنفيذه من أجل (أغراض شخصية) خاصة بمن قاموا به.. ولإراحة ناهبي مال الدولة ومواردها..! ويريد أن يضع السودان بكامله وحكومته المدنية (رهينة) من اجل حماية بضعة أشخاص (وليكن في الذاكرة فض الاعتصام وما أعقبه من تصريحات وإجراءات مُعلنة للذين أمروا به وما حدث قبل ذلك من جرائم حرب ومجازر..ثم وقائع لجنة تفكيك الإنقاذ واسترداد أموال وأصول الدولة)..ولا صلة لهذا الانقلاب بأي دوافع وطنية أو سياسية (وطبعاً ليس في الدنيا أي تبرير لانقلاب على حكم مدني) وهو انقلاب (للمقايضة) بين الوطن وبين أفراد ضاق عليهم الخناق بسبب ما فعلوه حالياً وفي سابق عهدهم.. وأرادوا كما يظنون (تحسين موقفهم التفاوضي) والهروب من تسليم رئاسة المجلس السيادي للمدنيين من اجل (الخلاص الفردي)..! فقل لي ماذا فعل الانقلاب على صعيد ما يخدم الانتقال المدني للديمقراطية..؟ أو ما ينفع الوطن وأهله في أمنهم ومعيشتهم وصحتهم وتعليمهم..؟!! هل يتحدث قادة الانقلاب عن التنمية أو عن محاربة الفساد واسترداد أموال الدولة ومواردها أو ترقية حياة الناس (بدلاً من قتلهم)..؟! كل قرارات الانقلاب لم تخرج عن الضرب والاعتقالات وتشليع مؤسسات الانتقال وطرد العاملين من وظائفهم وتعيين الفلول في مناصب الدولة..!! إنهم يريدون فقط حماية أنفسهم وأن يتربعوا على الجماجم..ويظنون أنهم يمكن أن يرهبوا السودانيين حتى يطأطئوا رءوسهم ويبصمون على رئاسة البرهان الذي لا يعلم أحد بأي صيغة يحكم البلاد وهو لم يعيّن نفسه حتى الآن (ولو شكلياً واغتصاباً) رئيساً للدولة أو لمجلس انقلابها...! فهل كان متصوراً أن يقوم شخص أو حفنة أشخاص بانقلاب بعد ثورة ديسمبر ..والشواهد ماثلة أمامهم (حتى في 30 أكتوبر القريب) الذي لم تجف حتى الآن دماء شهدائه ومصابيه..؟! لا يوجد خيار ثالث..أما أن يكون هذا الوطن للسودانيين وأما أن تقتل شراذم فلول الإنقاذ والمليشيات كل الشعب ويجلس على القصر الخاوي مناوي وجبريل والتوم هجو ومسار ونهار والتجاني السيسي وحميدتي والبرهان وكباشي...!!
murtadamore@yahoo.com
ماذا تبقّى لانقلاب البرهان غير محاولة تكرار أحداث رواندا الدامية وإطلاق يد الفلول في رقاب الشعب..!! هذا هو نموذجه في فتح الإذاعات والتلفزيونات القومية و(التابعة) للتحريض على قتل المدنيين..ولا فرق بين هذا وبين إذاعة وتلفزيون (ميلي كولنز) "راديو الكراهية" في رواندا الذي كان يحرّض على القتل ويقول أن القبور لا زالت فارغة تنتظر المزيد؛ ومجلة (كانغورا) التي تنشر قوائم الذين يتوجّب قتلهم وعناوين الكنائس التي يختبئ فيها الهاربون من الموت..! لا فرق فالناس الآن في السودان يقتلون في الشوارع ويعتقلون بالفرق المدجّجة بالسلاح في منتصف الليالي أمام أطفالهم ويساقون إلى أماكن مجهولة..في صورة صارخة للخطف الجنائي والإخفاء القسري..ويعذبون ..والتعذيب أنواع والسوابق موجودة لا تزال رياحها النتنة ومأساتها الأليمة تلفح الذاكرة الوطنية بشواظ من لهب..ولازالت بيوت الأشباح شاخصة وقد جرى (تأهيلها) وإعادتها للخدمة..!!
لا فرق بين فعائل قادة الانقلاب وجماعتهم عما فعله (فيليسيان كابوغا) صاحب إذاعة وتلفزيون الكراهية وهو نفسه مالك الشركات الرواندية التي قامت باستيراد (كميات كبيرة من المناجل) التي يتم استخدمها في جزّ الرءوس..حتى أن طلبياته الضخمة أحدثت شحاً في (مخزون المناجل العالمي) مع اختلاف الاستخدام بين جز الأعشاب وجز الرءوس..!! انقلاب البرهان يريد أن يعيد ما حدث في رواندا عام 1994 عن طريق التحريض وعن طريق قتل المتظاهرين السلميين بالرصاص وإصابة العشرات ومنعهم من العلاج ومطاردة الجرحى ودماؤهم تسيل..والمليشيات تطاردهم من شارع إلى شارع مثلما كانت تفعل مليشيات (انتراهاموي) في رواندا..والبرهان يقوم بتبعيض الشعب السوداني وتقوم القوات التي يرعاها بالضرب والمطاردة والاعتقالات المفتوحة في صف مؤيدي الثورة دون سواهم .. في حين يستدعي آخرين من أنصار فئته السياسة للوزارات ولمناصب الدولة ودواوين القضاء والسفارات والجامعات والنيابات والمؤسسات..والذين يعتقلون الناس الآن لا يشهرون هوياتهم حتى يعلم المُعتقلون المدنيون وأهلهم -على اقل تقدير- هل هؤلاء الجلادين الذين يلاحقونهم بالضرب والزجر والسحل يتبعون للدولة.. أم إنهم يقومون بهذه الاعتقالات من عندياتهم وبمزاجهم..؟! هذه هي وعود انقلاب البرهان بإصلاح مسار الفترة الانتقالية...!!
ما يجري الآن يكشف أن الانقلابيين يظنون أنهم يمكن أن يفتكوا بالسودان..وهذا أول انقلاب ربما في تاريخ الانقلابات يتم تنفيذه من أجل (أغراض شخصية) خاصة بمن قاموا به.. ولإراحة ناهبي مال الدولة ومواردها..! ويريد أن يضع السودان بكامله وحكومته المدنية (رهينة) من اجل حماية بضعة أشخاص (وليكن في الذاكرة فض الاعتصام وما أعقبه من تصريحات وإجراءات مُعلنة للذين أمروا به وما حدث قبل ذلك من جرائم حرب ومجازر..ثم وقائع لجنة تفكيك الإنقاذ واسترداد أموال وأصول الدولة)..ولا صلة لهذا الانقلاب بأي دوافع وطنية أو سياسية (وطبعاً ليس في الدنيا أي تبرير لانقلاب على حكم مدني) وهو انقلاب (للمقايضة) بين الوطن وبين أفراد ضاق عليهم الخناق بسبب ما فعلوه حالياً وفي سابق عهدهم.. وأرادوا كما يظنون (تحسين موقفهم التفاوضي) والهروب من تسليم رئاسة المجلس السيادي للمدنيين من اجل (الخلاص الفردي)..! فقل لي ماذا فعل الانقلاب على صعيد ما يخدم الانتقال المدني للديمقراطية..؟ أو ما ينفع الوطن وأهله في أمنهم ومعيشتهم وصحتهم وتعليمهم..؟!! هل يتحدث قادة الانقلاب عن التنمية أو عن محاربة الفساد واسترداد أموال الدولة ومواردها أو ترقية حياة الناس (بدلاً من قتلهم)..؟! كل قرارات الانقلاب لم تخرج عن الضرب والاعتقالات وتشليع مؤسسات الانتقال وطرد العاملين من وظائفهم وتعيين الفلول في مناصب الدولة..!! إنهم يريدون فقط حماية أنفسهم وأن يتربعوا على الجماجم..ويظنون أنهم يمكن أن يرهبوا السودانيين حتى يطأطئوا رءوسهم ويبصمون على رئاسة البرهان الذي لا يعلم أحد بأي صيغة يحكم البلاد وهو لم يعيّن نفسه حتى الآن (ولو شكلياً واغتصاباً) رئيساً للدولة أو لمجلس انقلابها...! فهل كان متصوراً أن يقوم شخص أو حفنة أشخاص بانقلاب بعد ثورة ديسمبر ..والشواهد ماثلة أمامهم (حتى في 30 أكتوبر القريب) الذي لم تجف حتى الآن دماء شهدائه ومصابيه..؟! لا يوجد خيار ثالث..أما أن يكون هذا الوطن للسودانيين وأما أن تقتل شراذم فلول الإنقاذ والمليشيات كل الشعب ويجلس على القصر الخاوي مناوي وجبريل والتوم هجو ومسار ونهار والتجاني السيسي وحميدتي والبرهان وكباشي...!!
murtadamore@yahoo.com