المعادلة الأصعب في الواقع المأزوم
كلام الناس
• *فاقت كلفة المعيشة في السودان حدود المعقول بصورة مأساوية لا تجدي معها الترتيبات التي يلجأ لها المواطن لتحقيق الحد الادني من الحياة الكريمة له ولأسرته.
• *أصبحت الفجوة بين الأجور وبين كلفة المعيشة أكبر من أن تسدها أي أعمال إضافية - هذا إذا توفرت هذه الأعمال - وقد رصدت المحررة الصحفية في "السوداني" ساجدة عبدالله بعض مظاهر هذه الفجوة في تحقيق صحفي نشر يوم الأحد الموافق 11 نوفمبر الحالي.
• *عنوان التحقيق الصحفي"حزب الأغلبية بين فجوة الأجور وكلفة المعيشة" إستطلعت فيه ساجدة بعض المواطنين لتبين عملياً حجم الفجوة الرهيبة التي تعمقت بلا قرار خاصة بعد قرارات "صناع السوق".
• * المواطنة مفيدة محمد قالت إنها تعمل معلمة بإحدى رياض الأطفال بالخرطوم براتب قدره 500ج وزوجها يعمل في مؤسسة حكومية براتب قدره 800ج ولديهما 7 أبناء وتقوم ب"عواسة الكسرة" وتبيعه في الدكان القريب من منزلهم، وكل ذلك لا يغطي كلفة حاجاتهم الضرورية للمعيشة.
• *أوردت ساجدة في التحقيق أن كلفة المعيشة لأسرة مكونة من خمس أطفال حسب تقديرات المجلس الأعلى للاجور هي 9800 ج وأضافت : إن قرارات زيادة الأجور المعلنة مازالت تقبع في الأدراج ولم تتنزل على أرض الواقع.
• *أعلن تجمع المهنيين السودانيين في بيان نشر في وسائط التواصل أن معظم العاملين في الدولة يعيشون تحت خط الفقر بسبب التضخم الذي وصل إلى 68,5% وأكدوا عدم واقعية وعدم ملاءمة القيمة الحالية للحد الأدنى للأجور.
• * أعود للتحقيق الصحفي وأقرأ معكم قول المواطن يوسف أحمد السر أنه موظف وراتبه 450 ج وهو لايكفي لشراء 2 كيلو لحمة ، دعكم من مستلزمات الحياة المعيشية الأخرى.
• *أمين العلاقات الخارجية بإتحاد العمال فضل الله عبدالحفيظ قال ل"السوداني" أن أجور السواد الأعظم للعاملين لاتغطي حق"قفة الملاح"، ورئيس اللجنة الإقتصادية لحماية المستهلك د.حسين جبريل قال إن غالب الأجور التي يتقاضاها العاملون لا تغطي متطلبات حياتهم.
• * بدلاً من معالجة هذه الفجوة الكبيرة التي تهدد الحياة الإجتماعية والأسرية خرج علينا مدير جهاز الامن صلاح عبدالله"قوش" لدى مخاطبته إحتفال هيئة العمليات بالجهاز في ختام البرنامج التدريبي بتصريح قال فيه أنهم سيسلطوم سيوفهم لإنهاء الظواهر المضرة بالإقتصاد.
• *أختم كلام اليوم ب"صرخة" المحررة الإقتصادية في عمودها بالسوداني" كلام صريح" لخصتها قائلة إن الأسبوع النماضي كان الأسوأ منذ أن تولي معتز موسى رئاسة الوزراء حيث تفاقمت مشكلة النقد ولم تفلح عملية تغذية الصرافات في حل مشكة " الكاش" وعادت الصرافات خاوية كما كانت، أما البنوك فقد أصبح وضعها مخجلاً.
• *هذا يؤكد ما نبهنا إليه من أن سياسية"الصدمة" و"كسر العظم"و"السيوف السلطة" وكل الإجراءات الإدارية والأمنية لن تحل المعضلات السياسية والإقتصادية والأمنية في ظل إستمرار السياسات الفاشلة التي فاقمت هذه المعضلات والأزمات دون جدوى .