المعجزات الشعبية في التأريخ السوداني
كلام الناس
*يجئ يوم التاسع عشر من ديسمبر الحالي وسط ترقب مشحون بالأمل بين كل السودانيين - الذين إضطرتهم ظروف السودان الطاردة للخروج من ديارهم والإبتعاد عن أهلهم - وهم يتطلعون إلى - الحراك المجتمعي هنا وهناك - الذي يشكل إرادة أهل السودان.
* هذا اليوم الذي إرتبط في وجدان السودانيين بوحدة الإرادة السياسية والإتفاق على إعلان الإستقلال من داخل البرلمان عام ١٩٥٥م‘ يجسد الأمل المتجدد في إمكانية أن يتفق أهل السودان من أجل غدٍ أفضل للجميع.
*بعيداً عن إنفعالات أهل الحكم الذين لم يتعلموا من دروس الماضي والحاضر التي أثبتت أن التعدي على الاخرين ومحاولة التقليل من شأنهم والتضييق عليهم لن يحل لهم ولا للسودان قضية.
* إننا نرى شواهد إتفاق وسط السودانيين في مشارق الأرض ومغاربها ضد سياسات الإنقاذ التي فشلت في الحفاظ على وحدة السودان وتحقيق السلام في كل ربوعه وفاقمت من الإختناقات المعيشية ومازالت تهدد امنه ووحدته وإستقراره.
* يعلم سدنة الإنقاذ أن أهل السودان لم يعولوا على الاخرين كما يشيعون‘ مع إحترامنا لكل الاخرين بمختلف إتجاهاتهم السياسية والفكرية وجهاتهم الجغرافية وأصولهم الإثنية.
*كفى تفريقاً بين أهل السودان بفعل الكيد السياسي مهما تستر خلف عباءات مضللة‘ فنحن نحترم تأريخنا ورموزنا السياسية التي لانقدسها لكننا لاننكر إسهامها في الحركة الوطنية كما لاننكر إخفاقاتها.
*إننا لانؤمن بالمعجزات - عدا المعجزات الإلهية - لكن الكل يعرف ان التراث السياسي السوداني حافل بالمعجزات الشعبية منذ الثورة المهدية وحتى إنتفاضة مارس - أبريل ١٩٨٥م .. ولن نيأس من رحمة الله التي تظللنا جميعا.
* إننا في مرحلة تأريخية فاصلة لاتتحمل المغامرات ولا الكيد السياسي‘ وقد إتضح تماماً الخط الفاصل بين الإرادة الشعبية والسلطة الحاكمة‘ وأنه لابد من مخارجة سلمية نتجنب فيها أخطاء الماضي .. مخارجة تحقق التغيير المنشود للخروج من الدائرة الجهنمية بسلام.
* هناك إتفاق شبه عام على ضرورة التغيير لكن ليس بتغيير الأشخاص أو ترقيع أجهزة الحكم المرقعة أصلاً إنما بالإنتقال بالفعل من حكم الحزب المهيمن إلى رحاب الديمقراطية والسلام والعدالة - عبر مرحلة إنتقالية لفترة محدودة ومهام معلومة - .
*حفظ الله السودان وأهله من كل الشرور والفتن.
/////////////////////