المعلمون يضربون وحقيقة أنه لايوجد تعليم ووزير التربية يناكفهم والتربية منه براء

 


 

 

المعلمون يضربون وحقيقة أنه لايوجد تعليم ووزير التربية يناكفهم والتربية منه براء ووزير المالية يقمطهم حقهم فلا هو أهل لهذا المنصب الوزاري الحساس ولا الخزينة قادرة علي الايفاء بحاجيات الناس !!..

المسألة في بلادنا الحبيبة تعقدت وتشابكت خطوطها في كل مرفق وكل مجال والتعليم هو كعب أخيل وبانهياره تحولت أرضنا الطيبة الي كومة من رماد واكتست ثوب الحداد وتغيرت ملامحها وصرنا جميعا حكاما ومحكومين نفضل الحفلات التنكرية ونلعب ( الاستغماية ) ونرفع شعارات عدم الجدية وتمييع كل قضية !!..
اين الخرطوم عروس العواصم العربية والإفريقية بأناقتها وثقافتها ومكتباتها العامرة بالكتب الواردة من قريب ومن وراء البحار وهذه الجاليات التي تجعل للتنوع طعم الشهد ورائحة القرنفل والبرتقال!!..
وياحسرتاه علي الأبيض عروس الرمال وجروبي ومونتانا وافلام دكتور زيفاجو وعمر الشريف وليلة الجنرالات في سينما كردفان وعروس الرمال وعيد الشجرة والمدرسة الأميرية والأهلية ومدارس البعثة المصرية وجمعة جابر وفرقة فنون كردفان !!..
لو قلنا نيالا نذكر الشجر الكبار وتحته عواتي الازيار وطيبة الأهل والسوق العامر بالسلع الفرنسية القادمة عبر تشاد والفلكلور والعطور الباريسية والعسل وأجود اللحوم والكرم الفائق والجمال !!..
كل عواصم المديريات تصطف في طابور ملكة الجمال وكل واحدة منهن تنفرد بخصوصية تزيد من رصيدها في البهاء والنضارة والحسن والرشاقة والبشاشة والرياضة والتهندم والذوق والضيافة علي أكف الراحة وكان ماشالكم الكتف يشيلكم الرأس!!..
وريفنا الحبيب تتدفق مياهه صافية رقراقة كأنها ديوان إشراقة والزرع والضرع علي مد البصر بساطه متوافر وخيره متواتر فلا جوع ولا مسغبة ولا ادني فكرة في النزوح للعواصم ومن ثم ركوب البحر للمنافي في رحلة غير مأمونة العواقب والبهدلة في بلاد الغير وقتامة المصير والحنين للرجوع بعد أن تكسرت المجاديف واحترقت القوارب وضاعت الآمال والأحلام !!..
صرنا غرباء في أرضنا الطيبة والوافدون من شتي بقاع الأرض لم بقاسموننا في اللقمة فحسب بل اقتلعوها من أفواهنا وافواه اطفالنا وتركوا لنا الفتات وسرقوا أعمالنا وسكنوا بيوتنا ونشروا فينا الخراب واليباب والمخدرات وكمان شهيتهم فاتحة للانقضاض علي الكرسي ليحكمونا رغم انفنا والعالم حولنا يتفرج في مصيبتنا ويصفق للتتار والمغول وهم يتفننون في تعذيبنا بالقنابل الحارقة والسيوف والدهس والرصاص والرفس والبمبان وبيوت الاشباح وتكميم الأفواه !!..
ومهما ادلهم الليل وغابت نجومه ولكن مع بزوغ الثريا والفجر الصادق ونسمات الصباح والاصيل الجميل نري جحافل الثوار في فروسية ونكران ذات من أجل وطننا الغالي تعمل المستحيل ليعود عندليبنا يغرد في حدائقنا الخضراء وحقولنا النضيرة وشاي المغربية في حيشاننا الفسيحة والونسة المريحة والحرية والعدالة وحقنا في أن ننعم بالسلام !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
ghamedalneil@gmail.com
////////////////////////

 

آراء