النظام يريد .. الرئيس (المدان)
أصل الحكاية
من المتوقع أن يعلن أمس الرئيس (المدان) رئيسا لمجلس إدارة نادي الهلال ، و(المدان) هذه ليست من عندي بل من الطرفين المتصارعين علي مقعد الرئاسة (صلاح إدريس والكاردينال) فقد نشر الطرفان مستندات موثقة علي صفحات الصحف وعبر الفضائيات بأحكام إدانة من المحاكم ، وصل بعضها أحكام نهائية غير قابلة للإستئناف ، هذا غير الحوار المنشور بصحيفة (الصيحة) السياسية وبالمستندات أيضا بإدانة مباشرة للكاردينال ، والذي نشر بدوره ايضا أمس مستندات تؤكد إدانة صلاح إدريس بحكم محكمة أكمل كل مراحل التقاضي وأصبح حكما نهائيا غير قابل للإستئناف ، وأكد علي ذلك في إحدي الفضائيات ، مثلما نشر صلاح إدريس مستندات أيضا لاحكام إدانة في حق الاخير ووجه إليه إتهامات مختلفة بالتزوير هذا غير إتهامات الاحتيال .
هذا غير مايتردد من أحاديث المجالس عن إدانات وأحكام خارجية ، والتشكيك من البعض في حكم براءة صلاح إدريس من السعودية وربط ذلك بعدم عودته ، بل إن الحديث وصل مرحلة عدم العودة الرجل للسودان الا بعد إكمال فترة الحكم الاول ( خمس سنوات) والتي مر منها حوالي عامان تزيد او تنقص ، وأنها ستكتمل بنهاية فترة المجلس الحالية ، والرجل يؤكد في المقابل أنه سيعود (بمزاجه) ، ولا أحد يعلم يعلم متي يقرر (المزاج) بعد إكمال (خمس سنوات)، بعد (شهر) بعد (يوم) ، بعد (سنة).
مايهم من هذا السرد أن الرئيس القادم لمجلس إدارة نادي الهلال (مدان) ، بالاوراق والمستندات ، حتي تثبت براءته ، وليس العكس (بريء حتي تثبت إدانته) ، لا أعتقد أن هناك فجيعة أكثر من هذا ، ولا اعتقد أن هناك من يخالجه الشك لحظة واحد في أن النظام هو الذي يريد هذا الرئيس (المدان) ، فالاحكام الصادرة في حق الاثنين توقف ترشيحهما من البداية ، وهي احكام تطعن في أهلية المرشح ، وتبعده نهائيا عن المشهد ، ليس هذا فقط بل وفقا لهذه الاحكام يجب أن يكون المرشحان خلف (القضبان) لتنفيذه الاحكام التي تحكي عنها المستندات .
فمن أين جاءتهما الجرأة للترشح ؟ وهل صحيح أن الطعن المقدم من مجموعة صلاح إدريس في الكاردينال رفض لعدم تسديد الرسوم؟ سؤال آخر لماذا لم يطعن الكاردينال وهو يملك مستندات تلغي ترشح صلاح إدريس؟ السؤال الاهم كيف يدعم الحزب الحاكم مرشحين يدخلان سباق رئاسة نادي الهلال وهما يحملان بالمستندات صفة (مدان) بأحكام قضائية ؟ احكام عجز عن تنفيدها اي منها ، بل إن اي من المرشحين لم يعلن علي الملأ براءته من هذه الاحكام القضائية ، ولم يشكك حتي بالقول العادي في عدم صحتها ، لم نقرأ ، لم نسمع ، لم نشاهد ، تحريك لبلاغات جنائية ضد أحدهما للآخر ، ولا ضد الصحف والاقلام التي كتبت ولازالت تكتب عن هذه الجرائم التي أثبتتها الاحكام المذكورة .
النظام يريد لحسابات وربما صفقات تضمن لاي من المرشحين المدانين قضائيا في سيرة بيضاء ووضع اجتماعي تضمنه رئاسة النادي في مقابل السيطرة علي حكم بالعناصر الاخري في اي من القائمتين .. الواقع المحزن والمفجع فتح الباب واسعا لكل (مدان) في قادم الايام أن يصبح رئيسا لنادي او اتحاد .. عموما دعونا نستقبل اولا رئيس الهلال (المدان).
hassanfaroog@gmail.com
///////