(هل ستضرب الحية الداعشية على رأسها أم على ذيلها ؟ )
بسم الله الرحمن الرحيم
? أعددت القرطاس والقلم لأسطّر مقالي الأسبوعي حول شأن من شؤون بلدي السودان، إذا بكارثة الجمعة 13 الجاري بباريس ترجّ الأرض رجًا، وتهز ضمير أي إنسان به مزعة من رحمة أو ذرة من إنسانية: تسعة وعشرون ومائة موتى، وأكثر من مئتي جرحى - كلهم من المدنيين والسابلة الماشين بالأسواق والمسترخين بالمسارح والحانات والمطاعم بعد عناء يوم في مجتمع رأسمالي لا مفر فيه من الكدح المستمر حتى تكسب عيشك: بينهم الأب والأم والعائل لنفر معلوم والصبي والفتاة والطفل، والنقابي والإشتراكي واليساريواليميني، كحال البشر العاديين في حاضرة متحضرة إسمها باريس الجميلة.
مهما كانت الرسالة التي أرادت داعش أن ترسلها إلى أوروبا والغرب،فإن الإسلام والمسلمين والعرب قد تضرروا من جرائها؛ وبعد التعاطف الذي أبداه الغرب، خاصة ألمانيا والنمسا والدول الإسكندنافية، تجاه اللاجئين السوريين والعراقيين منذ بضعة شهور، جاءت خيبة الأمل (راكبة جمل) في شكل السوري الذي دخل ألمانيا في أكتوبر ضمن موجات اللاجئين، وقد فتحت لهم تلك الدولة العظيمة الرؤومة أبوابها على مصاريعها، وبعد أقل من شهر تسلل ذلك السوري عبر دول البلقان والتحق بعصابة السفاحين المسلمين العرب الذين سفكوا دماء المدنيين الأبرياء بحواري باريس وطرقاتها، ونسف نفسه والآخرين تاركاً جوازه السوري في الركام، كأنه رسالة تحدٍ أخرى فحواها : "أنا مسلم عربي سوري، فليخبر الحاضر الغائب!"
كيف يا ترى سترد فرنسا على هذه الهجمة التترية البربرية؟ وإذا أرادت أن تبحث عن داعش، أين ستجدها؟
لأمر يعلمه الخالق عز وجل، تجمّع الدواعش حالياً داخل بقعتين ونصف تقريباً: في سوريا والعراق، وفي منطقة سرت بليبيا، متلاحمينو(مدردمين) كالخراج، ويمكن معالجتهم بمبضع ماهر وإزالتهم بلا آثار جانبية without collateral damage. وأرى في عين رأسي البوارج الفرنسية قد تحركت إلى مشارف اللاذقية، تاركة "أرمادا" صغيرة لتسوية المسألة الليبية؛ وإذا دخل الجيش الفرنسي بلاد الشام فإن العالم سيغض الطرف، مثلما فعل إزاء الأمريكان عندما غزوا أفغانستان (بعد تفجيرات Nine Eleven11/9 /2001 ) يوم 7 أكتوبر من نفس ذلك العام. وحسب دستور حلف الناتو فإن أي اعتداء على أي من دوله يعتبر اعتداء ً عليها جميعاً، لذا فإن الحلف سيبارك إن لم يشارك في الغزو، كما أن الرأي العام العالمي سوف لن يتشفع للدواعش أو يدافع عنهم، للأسباب التالية:
1. من حق فرنسا أن تتعقب الجناة وتلقي عليهم القبض وتقدمهم للمحاكمة؛ والعقل المدبر لتلك الجنايات كما تشير كل الدلائل يقبع في الجيوب الداعشية بسوريا والعراق، وسرت بليبيا.
2. ذلك هو الحل الذي تنزل من السماء للحرب السورية التي استمرت لخمس سنوات، والتى كانت عبارة عن نزيف دم لم يتوقف، ثم ينبوع لاجئين بالملايين لا ينضب، تجاوز طاقات الدول الأوروبية المستهدفة.
3. الحسم السريع للمشكل السوري سيضع حداً للتدخلات الدولية التي لولا ذلك لتفاقمت وتعقدت، وقد تصبح سوريا بذلك بؤرة تنطلق منها الحرب الكونية الثالثة، كما انطلقت صنوتها الأولى من بقعة مشابهة بمنطقة البلقان إسمها سراجيفو في البوسنة يوم 28/6/1914 .
4. ويا حبذا لو عبر الجيش البريطاني الحدود الشرقية لسوريا، وبالتنسيق مع القوات المحلية والدولية المناهضة للدويلة الداعشية التي نبتت بشمال غرب العراق، قام بمحاصرة تلك الفئة الباغية هناك أيضاً، وبتوقيف جميع كوادرها الذين ظلوا يعيثون فساداً في حق اليزيديين والأكراد والمسيحيين وكافة المساكين العراقيين منذ عامين، وفى حق البنى والآثار التاريخية العتيقة.
هذا هو الغزو "الحميد " الذي سوف لن تستنكفه الشعوب العربية والإسلامية لأنه سيخلصها من طغاة أجلاف متعطشين للدماء، مثلما فرح شعب السودان بدخول الجنرال هيربرت كتشنر وجيشه لأم درمان عاصمة الدولة المهدية عام 1898 لأنه خلصهم من حكم الخليفة عبد الله التعايشي الذى أحال الثورة المهدية إلى ملك عضود، وبطش بالسودانيين بنفس طريقة الدواعش – بإسم الإسلام، والإسلام بريء من كليهما براءة الذئب من دم ابن يعقوب.
?ولكن، لا بد أن يستفيد الفرنسيون من أخطاء الأمريكان فى أفغانستان والعراق:-
1. عليهم ألا يأتوا بالمعارضين المتشاكسين المتعطلين بفنادق غرب أوروبا ليحكموا بلاداً ظلت علاقتهم بها مقطوعة لعشرات السنين، حيث أنهم سيعيدون إنتاج الأزمة السورية المتجددة من جيل لجيل منذ خروج المستعمر الفرنسي قبل عدة عقود. وإذا تساءل أحد عن البديل، فهو غير واضح المعالم حتى الآن. وربما يجتهد مجلس الأمن الدولي ويبتدع نظاماً جديداً للإنتداب شبيهاً بذلك الذى طبقته عصبة الأممLeague of Nations بعد الحرب الكونية الأولى، بمعنى تكليف فرنسا بالإشراف على الدولة السورية لفترة عشرين سنة، تتولى خلالها شؤون الدفاع والأمن والشرطة والقضاء والتعليم (لإعادة صياغة المقررات على أساس علماني تقدمي مهني، بعيداً عن الهوس الداعشي)، وتترك الباقي لأبناء البلد، وفق دستور ديمقراطي علماني كذلك الذى رتبه الحلفاء لألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، متكئاً علي المبادئ الأربعة: Denazification. Demilitarization. Decartelization. Democratization. وهو الدستور الذى ظلت ألمانيا تعمل به إلى يومنا هذا، وبفضله، بالإضافة لعزم شعبها، أصبحت أقوى وأهم وأرحم دولة فى أوروبا، إن لم يكن على نطاق العالم كله.
2. ويتعين على المملكة المتحدة فى نفس الوقت أن تضطلع بالمسألة العراقية، بالإنابة عن حلف الناتو والأصدقاء الآخرين المناوئين لداعش، وذلك باجتياح بلاد الرافدين أرضاً وليس جواً فقط، حتى يتم تنظيفها تماماً من الإرهابيين والمتطرفين وعملاء الدولة الجارة الجنب، وحتى يوضع لها دستور علماني على نسق الدستور الألماني المذكور أعلاه، بغية التخلص إلى الأبد من العقدة السنية / الشيعية وغيرها من العقد التى ظلت تكبل العراق منذ عشرات السنين.
3. لن تتبقي بالشرق الأوسط بؤرات تنذر بالشر والشؤم والتربص الآثم غير حزب الله بلبنان، والحوثيين باليمن، والإخوان المسلمين بغزة وسيناء والسودان.
أما السودان، فإن حكومته فى رمقها الأخير، وقد تجاوزت عمرها الافتراضي منذ عدة سنوات، ولا تحتاج لتجريدة مثل حملة كتشنر، بل تحتاج لخطاب أكثر صرامة من البيت الأبيض الأمريكي والحكومات الغربية الأخرى، دعماً وترسيخاً لحقوق الإنسان بالسودان، حتى تنطلق المعارضة فى مساعيها المتصاعدة لإزاحة النظام بالطرق السلمية؛ وربما يحتاج الأمر لفصيلة واحدة من قوات المارينز – Platoon) = 33 جندياً بقيادة ملازم) - مشابهة لتلك التى قامت باختطاف الرئيس نورييقا من بنما وأودعته سجون الولايات المتحدة، لتقوم بأخذ البشير وتسليمه لمحكمة الجنايات فى لاهاي بهولندا، إذ أن حركة الدومينو التى ستعقب ذلك لن تستغرق سوى بضع سويعات يختفى أثناءها " المؤتمر الوطني" الحاكم كأنه فقاعة صابون، مثلما تلاشى "الإتحاد الإشتراكي" الحاكم أيام الجنرال نميري إبان انتفاضة أبريل 1985 كأنه فصل ملح ذابفى لمح البصر.
هذا هو السيناريو المثالي لحسم المسألة الداعشية إلى الأبد. ولكن السياسة لا تسير فى خط مستقيم كقضيب السكة حديد، ولا تسعى بالضرورة خلف الحلول "المثالية" تحت كل الظروف، فهنالك اعتبارات جيوسياسية وتوازنات إقليمية ودولية لا تسمح لفرنسا بالإنفراد بالأمر: روسيا مثلاً دخلت فى الأتون السوري مسبقاً – كمسمار جحا – ولن تخرج من المولد بلا حمص، ولن تتخلي عن موطئ القدم الذى حازت عليه بهذا الصقع الإستراتيجي من الهلال الخصيب؛ وتركيا لا يهمها كثيراً ما يفعل الدواعش، فهم أبناء عمومة إسلاموية أصولية، ولكنها تضع عينها على الأكراد المحشورين بينها وبين داعش فى شمال شرق سوريا وشمال العراق، ولعلها تهتبل سانحة أي فوضى بهذه المنطقة لتفتك بهم تماماً، كما فعلت مع الأرمن عام 1915 أثناء الحرب العالمية الأولي - (مثل الدبيب السوداني الذى أنبأوه بوفاة خاله، فقال: "أنا حادق سرواله" كنصيبه فى الميراث.)
وفى الغالب الأعم، ستلجأ فرنسا للسيناريو الأكثر محافظة وبعداً عن المغامرة، وهو تكثيف الضربات الجوية التى بدأت بالفعل مساء الأحد، مستهدفة مدينة الرقة بشمال شرق سوريا من قواعدها بالأردن والإمارات. غير أن داعش لن تتضرر كثيراً من الضربات الجوية مهما كانت دقيقة، لأنها ظلت قابعة بالخنادق والجحور والمغارات طوال العام المنصرم، ولم تكف عن أنشطتها العدوانية بكافة أرجاء الدنيا. وإذا اضطرت للفرار (السحلبة) من سوريا فى نهاية الأمر، خاصة إذا داهمتها قوات برية كالمارينز أو الجندارم الفرنسي، فإنها سوف تسوح في الأرض، ولها عشرات المكامن التي ستجد فيها طيوراً على أشكالها تقع، بدءاً بسهل البقاع وغزة وسيناء، وانتهاءاً بالسودان وغرب إفريقيا حيث الفوضى العظمى التي تتوسّطها وتؤججها بوكو حرام؛ أو بالقرن الإفريقي، عبر الصومال وإرتريا وإثيوبيا وكينيا، حيث تتمركز الجماعات الشبابية الصومالية الأصولية المسلحة حتى أسنانها، الحليف المؤكد للقاعدة وداعش؛ ومن أي من تلك الثقوب السوداء black holes سوف يستمر الدواعش في مناوشة الأنظمة الشرق أوسطية المستقرة، وسيبدأون بدعم الحوثيين في جنوب اليمن، وفي تصعيد الحرب الأهلية اليمنية وضمان استمرارها باعتبارها رمالاً متحركة تم استدراج تلك الدول المستقرة لها - حتى تزهق مواردها ويفت في عضدها ويتم شغلها عن الميادين الأخرى التي سوف يستهدفها النشاط الداعشي الهدّام، مثل محاولة الاستيلاء على السلطة عبر انقلاب عسكري في إحدى الدول العربية الخليجية. وفي الواقع، يمكنك أن تتوقع أي شيء من القوى الإرهابية الممثلة في داعش والقاعدة وكافة تجليات وواجهات الإخوان المسلمين، إلا الاستسلام الكامل، فهم يحسبون أنهم الفئة الناجية، وجميع باقي المسلمين الفئات الباغية.
?غير أنهم، في حقيقة الأمر، مجموعات من أنصاف المتعلمين الذين لا يحملون فكراً متماسكاً كذلك الذي بنيت عليه الدول الإسلامية الأولى، الأموية والعباسية والأموية الأندلسية؛ كما أن الظرف التاريخي مختلف تماماً: هنالك اليوم مؤسسات إسمها الأمم المتحدة بمجلس أمنها، وحلف الناتو، وهنالك إرادة الشعوب العربية والإسلامية التي يريد الإرهابيون أن يفرضوا سطوتهم عليها؛ فالطريق في نهاية الأمر لن يكون مفروشاً بالورد والرياحين أمام الدواعش للاستيلاء على السلطة في أي دولة عربية، كما فعل النازيون في ألمانيا والفاشيون في إيطاليا قبل الحرب العالمية الثانية، خاصة وأن البشرية قد استبطنت الدرس النازي والفاشي، والدروس المستفادة من كافة الأنظمة الآحادية المتطرفة التي تهاوت خلال العقود المنصرمة: الشيوعية ومعسكرها بشرق أوروبا، والبعثية الصدامية بالعراق، والدكتاتوريات المطلقة بليبيا وتونس ومصر واليمن والعراق، وعما قريب سوريا والسودان.
?وعلى الرغم من ذلك، فإن داعش وأخواتها سوف يستمرون كخميرة عكننة بالشرق الأوسط إذا تمكنوا من الخروج سالمين من الرقّة وشمال غرب العراق. ولكن، إذا توكّلت الدول التي يتألف منها الحلف المناوئ لداعش... إذا توكلت على الحي القيوم، وهاجمت هذه المراكز الداعشية بقوات برية راجلة وعلى ظهور الدبابات والمجنزرات، فإنها سوف تضع النهاية الحقيقية لداعش، على الأقل للخمسين سنة القادمة. ولن يعني الاجتياح ولا ينبغي له أن يعني قتل كل من يختبئ في تلك الخنادق والسراديب؛ بل قد يكون من المهم الإبقاء على بعضهم أحياء حتى تستخلص منهم المعلومات الخاصة بالخلايا النائمة ومصادر التمويل والتسليح وحقيقة التنظيم الشبحي الدولي الذي ينسق بين كل الشراذم الإرهابية المبثوثة بالشرق الأوسط وإفريقيا.. وغير ذلك من العلومات والمستمسكات والأدلة التي يمكن جمعها من الأماكن التي كان يتواجد بها الدواعش.
آخر الكلم:
?عندما ظهرت حركة الإخوان المسلمين بالإسماعيلية بمصر عام 1928 بزعامة حسن البنا، كانت تحت إبط المخابرات البريطانية، ومنذ أول أيامها تم تسخيرها لزرع الفتنة في صفوف القوى الوطنية الساعية للتحرر من الاحتلال الاستعماري، ليس فقط بالعمل السياسي التقليدي، بل بالعمليات التخريبية المسلحة، فنشأ الجناح العسكري لجماعة الإخوان منذ بواكير أيامهم، وانخرط في التفجيرات والاغتيالات السياسية - (منذ الخازندار والنقراشي باشا، حتى فرج فودة... والنائب العام هشام بركات...إلخ).
?ثم دخلت المخابرات المركزية الأمريكية على الخط بظهور الولايات المتحدة بعد الحرب الكونية الثانية كالقطب الأعظم الموازي للاتحاد السوفيتي، وتبنت الإشراف على تنظيمات الإخوان المسلمين بالشرق الأوسط، وعملت على تسخيرها كترياق مضاد للشيوعية والحركات التقدمية حيثما وجدت، في إطار الحرب الباردة. ولما دخل الاتحاد السوفيتي أفغانستان بدعوى التضامن مع نظام ثوري اشتراكي جاء للسلطة بتلك الدولة الإسلامية بنهاية سبعينات القرن العشرين، لجأت المخابرات الأمريكية للتنظيمات الإخوانية بالشرق الأوسط وجندت منسوبيها لخوض الجهاد ضد الغزاة الروس. وبعد خروج الإتحاد السوفيتي كان الجني قد خرج من القمقم كذلك، فظهرت "القاعدة" بقيادة أسامة بن لادن ونفر من الكوادر الإخوانية المصرية، ومنها تناسل العرب الأفغان الذين عادوا للشرق الأوسط كخلايا نائمة، وخرجت التنظيمات الإرهابية الأصولية بكافة أرجاء العالم العربي وشرق وغرب إفريقيا، بكافة المسميات، كالقاعدة في الصحراء الكبرى، وحركة الشباب المجاهدين بالصومال، وبوكو حرام فى نيجريا، ودولة الخلافة الإسلامية في العراق والشام ISIS (داعش).
إن مقدرة هذا التنظيم على البقاء على الرغم من النكسات التي تعرض لها في أفغانستان بعد الغزو الأمريكي عام 2001م، ثم بعد تصفية أسامة بن لادن مؤخراً، أكسبها شيئاً من الغرور، ودفع الفلول المتناثرة بالشرق الأوسط من الأفغان العرب ومجنديهم الأغرار أبناء الطبقات الميسورة العربية (المترعة بالجهالة والضلالة) لتنظيم صفوفهم والإقدام على مغامرة إنشاء دويلة - إما بسيناء أو بالشام أو العراق، وربما كان ذلك مرة أخرى بإيعاز وتشجيع من المخابرات الأمريكية، كما ألمحت هيلاري كلنتون في مذكراتها، كرد فعل على الربيع العربي وما ينذر به من ثورات وتحولات تكتونية قد تؤثر على المصالح الأمريكية بالشرق الأوسط، خاصة بالدول النفطية، وعلى سلامة إسرائيل.
?ولكن، مرة ثانية انسل الجني من القمقم، وانقلب السحر على الساحر، فجاءت التفجيرات الإرهابية في أمريكا وانجلترا وفرنسا لتشير إلى أن شهية الإخوان المسلمين قد تفتحت ليس لحكم الدول العربية فقط، إنما لهزيمة الغرب النصراني في عقر داره، وقيام الخلافة الجديدة العابرة للحدود والشاملة لكل القارات، كالدولة الأموية والدولة العباسية.
على كل حال، أخطأ الإخوان الدواعش خطأً تكتيكياً فادحاً بالتمركز في حيز جغرافي معلوم بشرق سوريا وغرب العراق- وسرت؛ وهذه فرصة للقوى المناهضة لهم للتخلص منهم تماماً - وذلك بالدخول إلى أوكارهم بقوات المارينز والجندرمة الفرنسية، وليس بالقصف الجوي فقط. إنك إذا لقيت ثعباناً ساماً يتلوى أمامك، يتوجب عليك أن تهوي على يافوخه بعصاك الغليظة (العكاز المضبب)، ولو أصبت أي جزء آخر من جسمه غير الرأس تكون قد منحته فرصة جديدة للحياة، لأنه سيندس مسرعاً وسط الأعشاب والأدغال، ليتكاثر ويتناسل ويتربص بك مرة أخرى. ولدغة واحدة منه كافية لإرسالك للدار الآخرة.
والسلام.
fdil.abbas@gmail.com