النهاية (6) .. رائحة التآمر
عز الدين صغيرون
4 May, 2023
4 May, 2023
ألا تشتمُّون – مثلما أشتمّ – رائحة التآمر في ملابس المتقاتلين ؟.
هل يستطيع أحد أن يفسر: لماذا جنود الدعم السريع ينتشرون في شوارع العاصمة (ماخدين راحتهم)، بل وقد شوهد بعضهم في طابور العيش بأحد الأفران، وبعضهم جلوس على (بنابر ستات القهوة) مطمئنين. بينما الجيش يقصف الأحياء الآهلة بالمدنيين في الكلاكلة والحاج يوسف، وجبرة، وحي العرب، وبري التي استشهد فيها بالأمس الشقيقان محمد السر وأخيه منذر السر إثر تعرضهم لدانه داخل منزلهم ببري الدرايسة يوم الأربعاء 3/ 5/ 2023، وفي غيرها من الأحياء؟.
هل بحجة تواجد مقاتلي الدعم السريع؟.
إذن لماذا لا يكثف الجيش جهوده لتحرير أهم وأخطر المواقع السيادية في العاصمة كالمطار ومبنى الإذاعة والتلفزيون والقصر الجمهوري وقيادته التي أعلى حائطها، أليس أولى من اصطياد الدعامة بالقصف الجوي وسط الأحياء السكنية المكتظة (إذا كانوا بالفعل) ليموت أكثر من 500 بريء ؟.
ماذا كان يدرس هؤلاء القادة في الكليات والأكاديميات العسكرية إذا كان هذا هو كل حظهم من علوم الاستراتيجية والتكتيك الحربي ؟.
فرغم مرور ما يقارب الثلاثة أسابيع لا زال الجيش يمارس القتال ويحقق الانتصارات على شاشات منصات ميديا التواصل الاجتماعي، ثم يخرج عليك ياسر العطا يقول لك بأننا لن نفاوض "المتمرد" حميدتي إلا بعد أن يتم تقديمه للمحاكمة، (يبشرنا بأن الحرب لن تتوقف) ولا يهمه في شيء تكلفتها من أرواح المدنيين، وهدم منازلهم والمستشفيات، وتدمير بنى العاصمة التحتية من شبكات الكهرباء والماء، ولا الجثث المتناثرة في الطرقات !!.
وهو كل ذلك ليس سوى صدى لصوت حميدتي الذي قال بأن الحرب لن تتوقف حتى يتم تقديم البرهان ولجنة البشير الأمنية للمحاكمة !!.
بطريقة ما هؤلاء النفر من المسلحين لا يتركون لك مجالاً سوى الشك في اتفاقهما على خطة لسيناريو يهدف لإخلاء العاصمة من سكانها، وطي صفحة الحراك الثوري بعد أن أعيتهم الحيلة لإسكات صوت الشباب، وسد الحراك الثوري كل أبواب الغش والاحتيال والخداع والعنف المفرط أمام وجوههم !!.
ف00.بالأمس كانوا يقتلون الشباب لأنهم كانوا يهتفون قائلين :"العسكر للسكنات والجنجويد يتحل". ولما هجم النمر الذي استخدموه لقتل الشعب عليهم اليوم أخذوا يتصايحون بأفواه الفلول النتنة الكاذبة، بأن الوقوف مع العسكر هو معيار الوطنية وصك الغفران من إثم الخيانة.
فهل هذا حقيقة جيش الوطن، أم هو مليشيا للمؤتمر اللاوطني وأذياله من المرتزقة المتنفعين منه ؟!
أم يظنون بأن للناس ذاكرة سمك، وأن بهم عته وغباء وبله؟!.
لا أحد يزايد على الشعب في وطنيته فهو أشرف وأنبل من أن يزايد عليه القتلة اللصوص. طلاب السلطة، ولو كانت على أرواح الشعب وتفكيك الوطن.
وإذا لم تكن هذه الحرب المدمرة مسرحية تقاسمتم الأدوار فيها، تآمراً والتفافاً لإجهاض الثورة، فخوضوا غمارها وحدكم، تذوقوا مرارتها وأعلكوا رملها بين أضراسكم، ونحن في انتظار المنتصر منكم لنقضي عليه.
أما راس الحية من الفلول وسادتهم من شياطين الإنس تجار الدين نبشركم بأن الحساب قريب، وأقرب مما تظنون.
وقوى الثورة الحيَّة وشبابها الأشاوس في انتظار انتهاء الفصل الأخير من مسرحيتكم الماسخة المملة، وانجلاء دخان بنادقكم وصمت دوي مدافعكم، ليستأنفوا ملحمة إزالتكم من المشهد السياسي والاجتماعي للأبد.
مصادر وهوامش
* يأتي هذا استكمالاً مستأنفاً لما سبق نشره على حلقات (النهاية) في الفترة من: 1/ أبريل – إلى 1/ مايو من عام 2022، بترتيب الحلقات التالي:.
1 - موت الجسد السياسي وتفكك الدولة: بتاريخ 1 أبريل, 2022.
2 – سريالية المشهد السياسي واحتمالاته: 12 أبريل, 2022
3 – بمواجهة أفق مسدود بـ”صَبَّةٍ” إسمنتية !!: 18 أبريل, 2022.
4 – ما بين تمرد الجنرالات …و”فَريِّشَّة” المبادرات: 24 أبريل, 2022.
5 – والحل لسهولته، أقرب للاستحالة !!: 1 مايو, 2022.
izzeddin9@gmail.com
هل يستطيع أحد أن يفسر: لماذا جنود الدعم السريع ينتشرون في شوارع العاصمة (ماخدين راحتهم)، بل وقد شوهد بعضهم في طابور العيش بأحد الأفران، وبعضهم جلوس على (بنابر ستات القهوة) مطمئنين. بينما الجيش يقصف الأحياء الآهلة بالمدنيين في الكلاكلة والحاج يوسف، وجبرة، وحي العرب، وبري التي استشهد فيها بالأمس الشقيقان محمد السر وأخيه منذر السر إثر تعرضهم لدانه داخل منزلهم ببري الدرايسة يوم الأربعاء 3/ 5/ 2023، وفي غيرها من الأحياء؟.
هل بحجة تواجد مقاتلي الدعم السريع؟.
إذن لماذا لا يكثف الجيش جهوده لتحرير أهم وأخطر المواقع السيادية في العاصمة كالمطار ومبنى الإذاعة والتلفزيون والقصر الجمهوري وقيادته التي أعلى حائطها، أليس أولى من اصطياد الدعامة بالقصف الجوي وسط الأحياء السكنية المكتظة (إذا كانوا بالفعل) ليموت أكثر من 500 بريء ؟.
ماذا كان يدرس هؤلاء القادة في الكليات والأكاديميات العسكرية إذا كان هذا هو كل حظهم من علوم الاستراتيجية والتكتيك الحربي ؟.
فرغم مرور ما يقارب الثلاثة أسابيع لا زال الجيش يمارس القتال ويحقق الانتصارات على شاشات منصات ميديا التواصل الاجتماعي، ثم يخرج عليك ياسر العطا يقول لك بأننا لن نفاوض "المتمرد" حميدتي إلا بعد أن يتم تقديمه للمحاكمة، (يبشرنا بأن الحرب لن تتوقف) ولا يهمه في شيء تكلفتها من أرواح المدنيين، وهدم منازلهم والمستشفيات، وتدمير بنى العاصمة التحتية من شبكات الكهرباء والماء، ولا الجثث المتناثرة في الطرقات !!.
وهو كل ذلك ليس سوى صدى لصوت حميدتي الذي قال بأن الحرب لن تتوقف حتى يتم تقديم البرهان ولجنة البشير الأمنية للمحاكمة !!.
بطريقة ما هؤلاء النفر من المسلحين لا يتركون لك مجالاً سوى الشك في اتفاقهما على خطة لسيناريو يهدف لإخلاء العاصمة من سكانها، وطي صفحة الحراك الثوري بعد أن أعيتهم الحيلة لإسكات صوت الشباب، وسد الحراك الثوري كل أبواب الغش والاحتيال والخداع والعنف المفرط أمام وجوههم !!.
ف00.بالأمس كانوا يقتلون الشباب لأنهم كانوا يهتفون قائلين :"العسكر للسكنات والجنجويد يتحل". ولما هجم النمر الذي استخدموه لقتل الشعب عليهم اليوم أخذوا يتصايحون بأفواه الفلول النتنة الكاذبة، بأن الوقوف مع العسكر هو معيار الوطنية وصك الغفران من إثم الخيانة.
فهل هذا حقيقة جيش الوطن، أم هو مليشيا للمؤتمر اللاوطني وأذياله من المرتزقة المتنفعين منه ؟!
أم يظنون بأن للناس ذاكرة سمك، وأن بهم عته وغباء وبله؟!.
لا أحد يزايد على الشعب في وطنيته فهو أشرف وأنبل من أن يزايد عليه القتلة اللصوص. طلاب السلطة، ولو كانت على أرواح الشعب وتفكيك الوطن.
وإذا لم تكن هذه الحرب المدمرة مسرحية تقاسمتم الأدوار فيها، تآمراً والتفافاً لإجهاض الثورة، فخوضوا غمارها وحدكم، تذوقوا مرارتها وأعلكوا رملها بين أضراسكم، ونحن في انتظار المنتصر منكم لنقضي عليه.
أما راس الحية من الفلول وسادتهم من شياطين الإنس تجار الدين نبشركم بأن الحساب قريب، وأقرب مما تظنون.
وقوى الثورة الحيَّة وشبابها الأشاوس في انتظار انتهاء الفصل الأخير من مسرحيتكم الماسخة المملة، وانجلاء دخان بنادقكم وصمت دوي مدافعكم، ليستأنفوا ملحمة إزالتكم من المشهد السياسي والاجتماعي للأبد.
مصادر وهوامش
* يأتي هذا استكمالاً مستأنفاً لما سبق نشره على حلقات (النهاية) في الفترة من: 1/ أبريل – إلى 1/ مايو من عام 2022، بترتيب الحلقات التالي:.
1 - موت الجسد السياسي وتفكك الدولة: بتاريخ 1 أبريل, 2022.
2 – سريالية المشهد السياسي واحتمالاته: 12 أبريل, 2022
3 – بمواجهة أفق مسدود بـ”صَبَّةٍ” إسمنتية !!: 18 أبريل, 2022.
4 – ما بين تمرد الجنرالات …و”فَريِّشَّة” المبادرات: 24 أبريل, 2022.
5 – والحل لسهولته، أقرب للاستحالة !!: 1 مايو, 2022.
izzeddin9@gmail.com