الوحم السياسي
د. محمد شرف الدين
16 August, 2023
16 August, 2023
أن يظل سياسيٌ يحلم بالجلوس على كرسي السلطة منذ نومة إظافره السياسية، فهذا وحم سياسي واضح المؤشرات ، فكثير من السياسيين السودانيين يتوحمون بالسلطة ليل نهار حتى لو تعلق الأمر بالتآمر على وطنه والتحالف مع أعداء بلاده، أو يعانق آخر يوم في حياته،وما أن يظفر بما سعى إليه وأشتهاه،يتنكر لمعارفه وأصدقائه وبعض أقاربه،فالسلطة بالنسبة له مجرد طبق شهي يغذي طوحاته وأحلامه المحدودة، الخالية من أي برنامج شامل يهدف به تطوير وطنه فيترك بصماته على جبين الإنجازات الوطنية، فضلاً عن ذلك، فإنه يرى السلطة مجرد باب مشرع يلج من خلاله إلى عالم الفساد الواسع بمختلف أشكاله وتجلياته الذي يحقق طوحاته الذاتية والثراء السريع .يقول الطب أن المرأة عندما تمر بمتغيرات هرمونية معينة خلال الثلاث أشهر الاوائل، تتوحم، فهذه الحالة تعبير فيسلوجي ينطق به الجسد،وسرعان ما تتلاشى بعد دخولها الشهر الرابع،بيد انه يقال بوجود نوع من ممتد من الوحم يستمر إلى مابعد الولادة،وربما هذا هو النوع الذي يهيمن على بعض سياسيينا ، بدليل تشبثهم بالسلطة على أطول مدى ممكن ،لذا نجدهم أكبر مثال للفشل الذي توارثوه جيلا بعد جيل .
فهذه النزعة تؤكد بجلاء أنوية بعض السياسيين السودانيين بمختلف توجهاتهم اليمينية واليسارية وأقصى هذين الاتجاهين ،كما أنها تعتبر برهاناً جلياً على إنعدام الرؤية السياسية البرامجية،فالتجارب الديمقراطية في العالم كما هو معلوم ،تقوم على ما يقدمه السياسيون من أطروحات ومبادرات وبرامج تخاطب الناخبين وتتودد إلى قناعاتهم،فالناخبون لا يهمهم مظهر السياسي أو ما يملك من مال وأطيان،بل يجذبهم مايقدمه من برنامج طموحة وعمق التزامه الأخلاقي بتعهداته الانتخابية.
تسبب هذا النوع من السياسيين في إفشال قيام الدولة المدنية الديمقراطية،فهم لا يومنون أساساً بالديمقراطية كمؤسسة راسخة أرست دعائم دولة البرامج والشفافية والمؤسسية ،دولة القانون والمساءلة القائمة على الكفاءات ،فهذه المعطيات ترهبهم مما يجعلهم تواقين إلى إتباع أي نوع من الأنظمة وخاصة النظم العسكرية التي تلجأ دوما للاستعانة بفاقدي السند الاخلاقي ومجهولي المبادئ والقيم والبرامج الديمقراطية ، فهولاء جل همهم وجهدهم منصب في كيفية إعتلاء صهوة السلطة التي توفر لهم ما يتوحمون به من وزارة،او سفارة أو أي إدارة دستورية كانت .
هذه المعطيات تدلنا على منسأة الديمقراطية القائمة على البرامج كركيزة أسياسية للصعود على كرسي المسئولية وليس السلطة،فهؤلاء لابد ان يدركوا بأن المنصب ليس سلطة يتسلط بها على من إنتخبوه،بل هى مسئولية وبرنامج تنموي خدمي شامل يقدمه للناس ويلتزم بتنفيذه وفق إطار زمني محدد،وفي حال فشله لايحق له طرح نفسه كمرشح أو مسئول،ويظل يتوحم سياسيا بالسلطة دون ان ينالها وتبقى وحمة السلطة على جهه الشاحب وطنياً.
msharafadin@hotmail.com
فهذه النزعة تؤكد بجلاء أنوية بعض السياسيين السودانيين بمختلف توجهاتهم اليمينية واليسارية وأقصى هذين الاتجاهين ،كما أنها تعتبر برهاناً جلياً على إنعدام الرؤية السياسية البرامجية،فالتجارب الديمقراطية في العالم كما هو معلوم ،تقوم على ما يقدمه السياسيون من أطروحات ومبادرات وبرامج تخاطب الناخبين وتتودد إلى قناعاتهم،فالناخبون لا يهمهم مظهر السياسي أو ما يملك من مال وأطيان،بل يجذبهم مايقدمه من برنامج طموحة وعمق التزامه الأخلاقي بتعهداته الانتخابية.
تسبب هذا النوع من السياسيين في إفشال قيام الدولة المدنية الديمقراطية،فهم لا يومنون أساساً بالديمقراطية كمؤسسة راسخة أرست دعائم دولة البرامج والشفافية والمؤسسية ،دولة القانون والمساءلة القائمة على الكفاءات ،فهذه المعطيات ترهبهم مما يجعلهم تواقين إلى إتباع أي نوع من الأنظمة وخاصة النظم العسكرية التي تلجأ دوما للاستعانة بفاقدي السند الاخلاقي ومجهولي المبادئ والقيم والبرامج الديمقراطية ، فهولاء جل همهم وجهدهم منصب في كيفية إعتلاء صهوة السلطة التي توفر لهم ما يتوحمون به من وزارة،او سفارة أو أي إدارة دستورية كانت .
هذه المعطيات تدلنا على منسأة الديمقراطية القائمة على البرامج كركيزة أسياسية للصعود على كرسي المسئولية وليس السلطة،فهؤلاء لابد ان يدركوا بأن المنصب ليس سلطة يتسلط بها على من إنتخبوه،بل هى مسئولية وبرنامج تنموي خدمي شامل يقدمه للناس ويلتزم بتنفيذه وفق إطار زمني محدد،وفي حال فشله لايحق له طرح نفسه كمرشح أو مسئول،ويظل يتوحم سياسيا بالسلطة دون ان ينالها وتبقى وحمة السلطة على جهه الشاحب وطنياً.
msharafadin@hotmail.com