الوفاق الوطني في التغيير

 


 

 


بحصافة

من الأفكار التي ناقشها اجتماع التحرير الصباحي لصحيفة "التغيير" تبني بعض المشروعات المهمة، ورعايتها رعاية صحافية، بحيث نكون رأس الرمح في الحملة الصحافية الإعلامية لبعض المشروعات الحيوية، ومن بين هذه المشروعات التي أجمع اجتماع التحرير الصباحي للصحيفة أن نبحث عن آليات فاعلة في إيقاد الأفكار والرؤى لإنفاذ مبادرة الوفاق الوطني التي أعلنها السيد محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي "الأصل"، ومن ثم بدأت مناقشتها في بعض دوائر الحزب، وصولاً إلى إجازتها بعد دراسة مستفيضة، والعمل على إجازتها في اجتماع اللجنة المختصة للحزب أمس (الأحد).
وأحسب أن رسلائي في ذاكم الاجتماع رأوا أن هذه المبادرة من الممكن أن تحدث توافقاً وطنياً يفضي إلى معالجة الكثير من القضايا السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية التي يرزح تحت وطأتها بنو السودان. ومن الضروري أيضاً البحث عن كيفية تأييد مبادرة الوفاق الوطني، والتأكيد على أنها من المبادرات الوفاقية التي بلا أدنى ريب تشيع قدراً من الضوء في النفق المظلم وأحداث السودان المدلهمة.
وفي رأيي الخاص أنه بعد الحصول على تفاصيل هذه المبادرة التي وجدت صدًى طيباً لدى الكثير من الذين يبحثون عن معالجة مشكلات السودان المختلفة، لا ينبغي أن يُنظر إليها من خلال النظرة الحزبية الضيقة باعتبارها مبادرة حزبية لا يجب أن يستفيد من أكلها الطيب الحزب المبادر، بل علينا أن ننظر إليها نظرة كلية، بأنها مدخل من المداخل المهمة في سبيل البحث الحقيقي لمعالجات القضايا التي تطرح علاجها هذه المبادرة، وتخلق زخماً توافقياً تحت راية ضرورة الوفاق الوطني، وحتمية الركون إليه، إن كنا صادقين في معالجة قضايا البلاد الشائكة. 
أخلص إلى أن مبادرة الوفاق الوطني هي جزء من نظرة كلية تنظر إليها صحيفة "التغيير" في مبحثها عن الإسهام الفاعل في تشكيل الرأي العام وصناعته. ولكن من الضروري أيضاً أن نطمئن بقية الأحزاب والقوى السياسية بأن هذه بادرة طيبة أطلقها الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل)، فهي في حاجة ماسة أنْ تتوافق تلكم القوى والأحزاب السياسية، حكومةً ومعارضةً على أن تتضافر جهودها في تبني المشروع، ومن ثم التوافق على الآليات المفيدة لتحقيق الهدف المنشود.
لنستذكر ونحن نتدارس مبادرة الوفاق الوطني للحزب الاتحاد الديمقراطي (الأصل) قول الله تعالى: "وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ".
وقول أمير الشعراء أحمد بك شوقي
إِلامَ الخُلفُ بَينَكُمُ إِلاما
وَهَذي الضَجَّةُ الكُبرى عَلاما
وَفيمَ يَكيدُ بَعضُكُمُ لِبَعضٍ
وَتُبدونَ العَداوَةَ وَالخِصاما
وَأَينَ الفَوزُ لا مِصرُ اِستَقَرَّت
عَلى حالٍ وَلا السودانُ داما
=====

 

آراء