الى شباب الاسلاميين .. أنهم لن يعودوا

 


 

عمار محمد أدم
22 February, 2022

 

ان كنتم تنتظرون عودتهم فسوف يطول انتظاركم.. وان كنتم تترقبون أوبتهم فذلك يعني أنكم غير قادرين علي الفعل الايجابي .وانكم حركة طائفية وليس تنظيم عقائدي له رؤية وفكرة ومبدأ .تتعلقون بالاشخاص وذواتهم. وتتنكرون للقضية والتي منها رفض الاعتراف بدولة اسرائيل او الكيان الصهيوني والتي لم يفتح الله بكلمة واحدة لامامكم الغائب علي كرتي بادانة التطبيع مع اسرائيل وشجبه والدعوة للخروج في مسيرات هادرة من المساجد او غيرها تندد بالتطبيع مع اسرائيل وتعمل علي اجهاضه.
اراكم ياشباب الأسلاميين تحلمون بالعودة. ولن تعودوا ما دمتم لاتنتمون الي جيلكم الذي ينادي بالحرية والسلام والعدالة. وكان من المفترض ان تكونوا أنتم الاولي بهذه الشعارات لان السلام اسم من اسماء الله الحسني وكذلك العدل من اسمائه تعالي اما الحرية فلن ننسي قول الخليفة الراشد والامام العادل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه (متي استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار) واعلم ان فيكم من كانوا في قلب التظاهرات ضد نظام الانقاذ ومن ظل يوالي الحضور والمشاركة في ميدان الاعتصام ولكنه اتخذ موقف اخر كرد فعل لما كان يقوله ويفعله القحاتة وهم من سرقوا الثورة من الثوار.
ياشباب الاسلاميين لاتنتظروا ان تعود رموزكم وقياداتكم القديمة والتي عفي عليها الزمن وتجاوزتها الاحداث نتيجة سنوات السجن الطويلة والاعتقالات الجائرة. والحبس غير المبرر .وحتي ان خرجوا من السجن. او عادوا من المنافي. او ظهروا بعد الاختباء والاختفاء .فلن يعودوا كما كانوا فان للعمر احكامه. وللدهر أثاره. وللأيام تقلباتها. وللازمان فعلها..اذن فاتركوا قيادتكم القديمة جانبا واقبلوا علي قيادات جديدة تنبع من أوساطكم لاتحاول ان تستنسخ شخصيات وقيادات قديمة او تستدعي الماضي لخدمة الحاضر.ولكنهم بانفاس جديدة وروح ورؤي متجددة. ومواكبة للعصر والتكنلوجيا والتحلي بقدر كبير من المرونة دون التخلي عن المبادئ الاساسية والقيم الاصيلة..
مالكم ياشباب الاسلاميون اراكم هائمون علي وجوهكم. تجتمعون وتفترقون من دون جدوي او طائل. وافئدتكم هواء.. وعقولكم خواء.. وحديثكم هراء .وفعلكم هباء. وتفكيركم غباء .ومازلتم بعقلية ساحات الفداء .حتي وددتم ان تكونوا ملوك الاشتباك او غاضبون بلاحدود او جماعات دينية سلفية مسلحة. ليس لكم عطاء في مجال الأداب والفنون والفكر والثقافة ترددون انشودة وآحدة في افراحكم واتراحكم فيها حلم العودة هي عزاء للنفوس وتطييب للخواطر .
البعض منكم يتحدث عن الاحياء والتجديد وهي فكرة ترابية جافة حاول تبنيها أمين حسن عمر والمحبوب عبد السلام فان اردتموهم قيادة لكم (فالرماد دا في خشمكم) فهما نسختين متطابقتين لاصل هو الترابي وقد قسمت فكرة التجديد الجافة الخالية من الروح الحركة الاسلامية الي شطرين وحاولوا تطبيقها عمليا دون الاعلان عنها فمارادتهم الا خبالا. وتفرق جمعهم. وتشتت شملهم في الاصقاع والوديان والبوادي. حين خانوا هم انفسهم لشيخهم وتنكروا له وهم من رباهم وعلمهم .فماذا تنتظرون من مثل هؤلاء .
ياشباب الاسلاميين .اني لاخشي ان تتفلت سنوات العمر من بين ايديكم وانتم تطاردون الوهم وتقبضون الريح .وتجرون خلف السراب .وتعيشون الغفلة. فلا الدنيا قد بلغتم. ولا لاجل الاخرة قد عملتم وعبدتم . الا وان فيكم رقة في الدين. وعبادة الله العليم . وولاء لصنم اسمه التنظيم. وعقل جماعي وسلوك جمعي .فانتم الاجدر بالوصف بكلمة القطيع من القحاتة فان كانوا هم قطيع من النعاج. فانتم قطيع من الاغنام وكلها انعام .فالاولي لكم ان تسخروا طاقاتكم وقدراتكم بما يفيدكم ويفيد اسركم والمجتمع فان للدين رب يحميه وللاسلام قوة ذاتية تحصنه ضد كل المؤامرات .فمن قال لكم انكم وحدكم من تنبرون للدفاع عن الدين والذي لا تتمثلونه خلقا واخلاقا ولكنكم توهمون انفسكم بذلك. فلافرق بينكم وبين بقية الشباب غير المنتمين كما اري.
واخيرا فليس لي الا ان اعزي في شهداء الثورة الذين مضوا الي الله وقلوبهم تنبض بالحب والثورة والحرية فلم يفتح الله عليكم بكلمة حق في حقهم ولم تمشوا في جنازتهم ولم تعودوا جرحاهم ولم تشيعوا قتلاهم .ولربما فيكم من يشمت بالموت والاصابة .فعن اي دين تنحدثون والي اي عقيدة تنتمون والاسلام هو دين الرحمة والمحبة والسلام ورسولنا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم قد بعثه الله رحمة للعالمين.

 

آراء