كلام الناس
كلما أقول التوبة من الكتابة تغلبني مقادير السودان المقلقة التي باتت تهدد ثورة ديسمبر الشعبية، ليقيني التام بقدرة الإرادة الشعبية الغلابة التي أنجزت الثورة على حمايتها مهما تكاثرت حلقات التامر وضيقت على رقاب المواطنين مع سبق الإصرار والتعمد.
للأسف راحت تنبيهاتنا وتنبيهات كل الحادبين على نجاح ثورة ديسمبر الشعبية في تحقيق تطلعات الجماهير الثائرة في زحمة الخلافات الفوقية الحزبية التي أضعفت قوى الحرية والتغيير ومكنت أعداء الثورة من كسب مواقع للإنقضاض عليها.
أعداء الثورة وجدوا فرصتهم في اتخاذ القرارات على هواهم رغم كل التوصيات والقرارات التي خرجت من المؤتمر الإقتصادي ومن لجنة قوى الحرية والتغيير، وأن تتخذ قرارات معاكسة تعرقل عملية السلام الشامل العادل ودفع استحقاقت الاسعاف الإقتصادي.
لن تبكي الجماهير على أطلال الماضي الذي تسببت سياساته في كل الأزمات السياسية والإقتصادية والامنية وستواصل سيرها على طريق الثورة وحسم كل التفلتات الفوقية المتعمدة من داخل كابينة الحكومة الانتقالية التي طالما نبهنا لضرورة وضع الامور في نصابها وحسم محاولات الانفراد بالسلطة والهيمنة عليها بعيداً عن الالتزامات التي قاموا على إكتافها بدعوى الانحياز للإرادة الشعبية!!.
بعد المؤامرات التي جرت - من تحت لتحت - لإجبار الحكومة على اتخاذ قرارات مضادة لتوصيات المؤتمر الإقتصادي وقرارات اللجنة الإقتصادية لقوى الحرية والتغيير، ظهر عضو المجلس السيادي الكباشي ليقلب طاولة مفاوضات السلام بموقف فردي في شأن متفق عليه حول إبعاد الدين عن السياسة.
إن الجماهير الثائرة التي دفعت ثمناً غالياً من دماء بناتها وأبنائها لن تسمح بغير الاستمرار في طريق الثورة الشعبية ودفع استحقاقاتها لتحقيق السلام العادل الشامل وتامين الديمقراطية و بسط العدالة عميلاً على أرض الوقع وتنزيل برنامج الإسعاف الإقتصادي وحسم التفلتلت الفوقية، ولعلم الجميع فإن ردة الفعل الجماهيرية لن ترحم أي طرف من أطراف الحكومة الانتقالية، ولن يسلم الذين يريدون القفز من مركب الثورة قبل إنجاز مهام المرحلة الانتقالية.
حفظ الله السودان وشعبه من كل الفتن والشرور.