اليوم الوطني الاجتماعي

 


 

 



gamalangara@hotmail.com
تأملات


قد يري الناس في حدث اليوم السبت 7/7/2012م غير ما أري، فقد يظنونه مجرد رحلة يقوم بها أبناء عموم الجوامعة في العاصمة القومية الخرطوم إلي منتج الوجيه عصام الشيخ من أجل حشد الدعم للدار التي يعتزمون بناءها في القطعة التي خصصت لهم في حي الدوحة الأمدرماني غرب جامعة أم درمان الأهلية وجنوب مقابر الشيخ حمد النيل العركي الهاشمي عليه رضوان الله ورحمته.
فأمارة عموم الجوامعة لا يقتصر معناها علي أبناء قبيلة الجوامعة فقط، ولكنها تتمدد حتى تكاد تشمل كل قبائل السودان تقريباً، ولقد أشرت في أكثر من مقال سابق إلي بعض نماذج الناس من قبائل شتي يحسبون جوامعة أصلاء بالحياة في المنطقة والعطاء والوفاء، ولو أن رحلة اليوم قامت بالطريقة التي اتفقنا عليها مع بعض الأخوة المنظمين لها مثل الأخوين عطا السيد عبد الواحد والحاج محمد علي تبن، لشكلت لوحة وطنية زاهية، تتلاشي عندها الفروق القبلية والخلافات السياسية، وتجسد الوحدة السودانية العظيمة، فلو تمت بهذه الطريقة التي غيبني السفر خارج البلاد عنها، لضمت بعض رموز المنطقة من الجوامعة أمثال الفريق أول عبد الماجد حامد خليل والدكتور سيد زكي والمهندس حسن سعد أحمد، ولجمعت معهم رموز من الحلفاويين الكردافة الجوامعة أمثال أبوبكر عثمان محمد صالح، والفاتح خليل، ورحم الله الخال عمر عثمان، ولجمعت إليهم الشايقية الكردافة الجوامعة أمثال ميرغني عبد الرحمن الحاج سليمان، والشيخ يوسف التهامي، وأولاد العم وقيع الله سيد أحمد، ومن البزعة الدكتور أحمد بلال عثمان، ومن الفلاتة أولاد العم كربشين وأبكر يحي، ومن الهبانية العمدة التجاني أودون، ولضمت مجموعة من رموز الكردافة أمثال آل الكوباني وآل حمو، وكثيرين غيرهم من أهل تلك المنطقة الأصلاء الذين لم يفكر أحد يوم في أصول وجذور انتماءاتهم القبلية، ومنهم الأخوان تاج السر محجوب وعبد الرءوف بابكر سعد وكثيرون غيرهم فوق الإحصاء والعدد.
والدار التي نعتزم بناءها هي أول دار تقوم في العاصمة مملوكة لمجموعة سكنية مقامها غرب منطقة أم درمان الممتدة حتى الحدود مع تشاد وأفريقيا الوسطي وليبيا غرباً، وتشمل هذه المجموعات السكانية منسوبي قبائل شتي وسكان ولايات غرب السودان كلها في كردفان الكبري، وكذلك كل ولايات دارفور الخمس، فكل هؤلاء لم تقم لأي منهم دار في العاصمة القومية رغم تعدد الدور الجهوية والقبلية في الخرطوم، لذلك فإن هذه الدار التي يحتشد اليوم أهلنا أبناء أمارة عموم الجوامعة لحشد الدعم لبنائها هي ليست داراً لسكان منطقة شرق كردفان وحدها، ولكنها ستكون داراً يجد فيها كل الغرابة أنفسهم، وهي بذلك لها رمزيتها، ولها معناها الذي لا بد أن يكون حاضراً، وقيام دار لغرابة بهذا المعني في العاصمة هو بداية صحوة وطنية، فأهل الغرب هم أهل نصرة الدين والوطن، وهم الذين استطاعوا أن يسبقوا أهل السودان كلهم في إذابة الفوارق القبلية والاختلافات السياسية، وهم أهل سبق في التجرد ونكران الذات، وما أحوجنا في هذا الوقت لاحياء مثل هذه الروح التي صارت عملة نادرة.
فمن لم تصله الدعوة فإن الزمن لا زال متاحاً للتوجه لمنتجع الوجيه عصام الشيخ لادراك هذا الحشد الوطني القومي الاجتماعي، ومنتجع عصام الشيخ ظاهر ومعلوم، وهو أحد معالم الجمال والابداع التراثي والسياحي في بلادي، ومقامه بالقرب من صافولا، ومن غابت عنه تلك المعاني التي أشرنا لها، أرجو أن يستحضرها وهو يتوجه لهذا الاجتماع الذي نسأل الله أن يكتب له النجاح، ويفتح به صفحة جديدة من صفحات العمل الطوعي الاجتماعي الوطني في بلادي.
/////////////////

 

آراء