اليونان رغم العداء بينها وبين تركيا إلا أن محنة الزلزال حركت فيها بوارق الإنسانية

 


 

 

اليونان رغم العداء بينها وبين تركيا إلا أن محنة الزلزال حركت فيها بوارق الإنسانية ووهبت نفسها لتقديم الواجب كصديق وقت الضيق _ أما اسد سوريا فمازال يزمجر في المعارضة ورضي بفتح المعابر بعد لأي ولأجل محدد _ كان الله تعالى في عون الشمال السوري وهذا الاسد حتي عقب الزلزال المروع الذي ضرب تركيا وسوريا هب العالم علي بكرة أبيه يقدم العون والمواساة والتضامن للشعبين وكان جميلا ومؤثرا وانسانيا أن تنساب شرايين الحياة الي تركيا في سهولة ويسر والحكومة التركية وبكل مسؤولية مع امتنانها للعون الذي وصل عملت مافي وسعها لتخفيف الكارثة علي مواطنيها وسهرت من أجل أن تري كل من دفن بين الركام الهائل أن يخرج للحياة وسط التهليل والتكبير وكانت الاسعافات جاهزة والمستشفيات مشمرة عن سواعدها لاحتضان الجرحي والمصابين والاطفال الناجين رأينا كيف كان التعامل معهم بكامل الحنية وتوفير أقصي السبل لتهدئة روعهم وبث الطمأنينة فيهم خاصة أولئك الذين مات ذووهم أو الذين لم يعثر لهم علي أهل وأقارب وهم في أمس الحاجة للاحضان الدافئة في هذا الوقت العصيب والتجربة القاسية !!..
ومما عرف عن تركيا قوة النظام الصحي بها واستعداده للطواريء وكانت ايام وباء الكورونا متقدمة علي الدول في تقديم ما يلزم لدرء هذا الداء القاتل !!..
نعود لاسد سوريا هذا القاسي الذي من المستحيل أن تكون ثمة ذرة من الرحمة في قلبه الحالك السواد وقد شن اعتي الغزوات علي شعبه وبني وطنه وشردهم في أرجاء المعمورة وشتت شملهم بالداخل وتحول العمران في البلاد الي اطلال ينعق فيها البوم هذا خلاف الفساد الذي طال المسؤولين الكبار وكبيرهم الاسد الذي علمهم كيف يكون النهب علي احدث طراز !!..
وهذا الأسد الغريب الأطوار يري بني وطنه في الشمال السوري يحفرون الصخر باياديهم العارية وأهلهم تحت الركام الهائل ينظرون إليهم بعين الاسي والحزن وليس لهم حيلة ولا إمكانية لعمل أي شيء لانقاذ مايمكن إنقاذه والاتحاد الأوروبي يناشد هذا الحاكم الفريد في عصره البالغ السوء ليفتح المعابر ولكنه يتلكا في هذا الظرف العصيب وكان لا بد من الضغط عليه ورضي بعد تمنع وفتح معبرين وحدد مدة الفتح بثلاثة أشهر فقط !!..
هذا الاخطبوط الذئب الفك المفترس يمتد حقده علي شعبه حتي قيام الزلزال الذي جعل العالم كله يتعاطف مع الضحايا بكل الإنسانية والرحابة وروح الفريق والتضامن لتخفيف هول الصدمة وتضميد الجراح وتقديم العون من غذاء وكساء ودواء ومعدات الإنقاذ وهؤلاء الرجال الذين هبوا في سرعة البرق وخفة النسيم للقيام بالواجب المقدس في إعادة النفوس المكلومة الي بر الأمان والسلامة!!..
شتان مابين تركيا وسوريا في التعامل مع هذه المحنة وقد وقف الاتراك حكومة وشعبا ومعهم العالم وفعلوا أقصي جهدهم وسهروا وتعبوا من أجل هؤلاء الذين وقع عليهم الهول وحاصرتهم الكتل الاسمنتية والسيخ ومن ظل منهم علي قيد الحياة عاني من الجوع والعطش والصدمة الي أن التقطته الايادي الحانية فدبت فيه الروح !!..
أما الأسد فيظل كما هو غراب بين وبومة شؤم وسيف مسلط علي رقاب السوريين الأبرياء _ وكل هؤلاء الذين يعترفون به ويقيمون معه العلاقات والسفارات لا يقلون عنه في اللؤم وسوء الطباع !!..
نسأل الله تعالى أن يخلص البشرية منهم جميعاً أنه سميع مجيب الدعوات .

حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء