انتباه .. ليست مشكلة ابنة ع.ع وحدها
كلام الناس
*أثار موقف ابنة السيدة السودانية ع.ع المقيمة في أستراليا الذي تناولته في كلام السبت الماضي إعجابي لأنها وضعت النقاط على الحروف وحددت موقفها بشجاعة تجاه قضية مصيرية في حياتها وفي حياة كل الفتيات.
*أتفق معها تماماً في موقفها الذي عززته الحقوق التي كفلتها البيئة الاجتماعية والقانونية التي تعيش فيها لأنها تحميها من كل أنماط سوء الاستغلال في مثل هذه القضايا المصيرية.
*هكذا بدأ الشاب ن.ع من كسلا رسالته الإلكترونية التي قال فيها : إننا معشر الشباب من الجنسين نعيش أزمة حقيقية بتواطؤ سلبي من جانبنا الأمر الذي يدخلنا في مشكلات معقدة قبل الزواج وبعده.
*مضى ن.ع قائلاً : في البدء لابد من الاعتراف بأن هناك عوامل خارجة عن إرادتنا سببت هذه المشكلات والصعوبات التي تواجهنا في حياتنا الاجتماعية مثل البطالة والضائقة المعيشية وضعف المرتبات التي
لم تعد تغطي ثلث حاجاتنا الضرورية في أفضل الأحوال.
* لكن لابد أن نعترف أيضاً بأننا فرطنا في حق أنفسنا بسبب استغراقنا في العالم المتخيل الذي هيمن على دواخلنا ومشاعرنا وأصبحنا نتعامل وفقه في علاقاتنا محاولين تقليده عبر وسائط التواصل الاجتماعي فيما بيننا.
*للأسف هناك تراجع واضح في العلاقات والمعاملات الإنسانية حتى مع الذين تربطهم علاقات قربى في ذات المنطقة دعكم من الذين يعيشون خارج السودان مثل ابنة السيدة ع.ع.
*لا نبريء أنفسنا نحن معشر الشباب ولا نبرر تورطنا في هذه المعاملات النفعية بالأزمة الاقتصادية فقط لأننا فشلنا بالفعل في تأسيس علاقات سوية قائمة على الفهم المشترك والمشاعر المتبادلة الأمر الذي يجعل هذه العلاقات هشة لا تصمد أمام أي اختبار حقيقي.
* لذلك لم أدهش من تعليق إحداهن على ابنة السيدة ع.ع وهي تقول إنها لا تمانع من الزواج بهذه الطريقة التي رفضتها بحجة أنه زواج مصلحة‘ بل أعرف بعض الشبان الذين يسعون للزواج بهذه الطريقة من السودان ليجدوا لأنفسهم طريقاً لـ "الخروج" فقط لاغير.
*قال ن.ع : أظنك تعلم الأساليب التي أصبحت عادية وسط بعض الشابات وهن يلقين بحبالهن على أكثر من شاب ورجل وإن كان كبيراً في السن ومتزوج - عسى ولعل - أن يتم الزواج بمن يتقدم بالفعل.
*هكذا أصبحت حياتنا الاجتماعية مهددة بالمشكلات الواردة من مثل هذه الزيجات البعيدة كل البعد عن مقومات استمرارها وصمودها‘ لذلك قصدت الكتابة إليك للمساهمة في إلقاء الضوء على هذه الأخلاقيات المستحدثةالتي طفحت على سطح مجتمعنا السوداني.
*أنا شخصياً والكلام مازال للشاب ن.ع أعمل منذ عشر سنوات في وظيفة محترمة لكنني لم أوفق في الزواج حتى الآن ليس لأنني لم أجد شريكة عمري التي وجدتها بالفعل لكنها للأسف لم تصبر أمام العريس الجاهز الذي تقدم لأسرتها للزواج منها.
*لا أكتب إليك كي أبكي حالي أو أسألك النصح لأنني بحمد الله وتوفيقه تجاوزت هذه المحطة في حياتي فقط قصدت المشاركة بالرأي في هذه القضية المعقدة التي أثارتها ابنة السيدة ع.ع .
*هكذا ختم ن.ع رسالته التي يستحق الشكر عليها لما فيها من جرأة ووضوح وحقائق اجتماعية تحتاج منا جميعاً - خاصة الشباب - التوقف عندها وتدبر المخاطر التي قد تسببها حالات الزواج بمن حضر على الحياة الأسرية الآنية وفي المستقبل والحرص على تجنب" الشفقة" غير المبررة التي قد تسبب مشكلات أكثر نتيجة لزواج المصلحة.
noradin@msn.com