انتفاضة السودان حرضت العراقيين للثورة علي رجال الدين

 


 

محمد فضل علي
6 October, 2019

 

 

يتلاحظ وبوضوح ومن خلال المتابعة والتحليلات الاخبارية بواسطة الكثير من اجهزة الاعلام العالمية والعربية لتطورات العراق والانتفاضة الشعبية المتصاعدة وسقوط اعداد كبيرة من القتلي والجرحي قيام البعض بعقد مقارنات بين الانتفاضة السودانية الحديثة العهد والنتائج المترتبة عليها وزخم الاحداث وقتال الشوارع وعمليات الفر والكر التي شهدتها طرقات وشوارع المدن السودانية وبين مايجري في العراق اليوم اضافة الي التصميم المشترك لقوي الثورة السودانية والعراقية علي عدم التنازل والاصرار علي الوصول بالامور الي نهايتها وغاياتها المنشودة علي الرغم من القمع والتضحيات الكبيرة اضافة الي القواسم المشتركة في الثورة علي انظمة دينية ثيوقراطية في البلدين اخوانية في السودان وخمينية في بلاد الرافدين

في اليوم الثاني للانتفاضة الشعبية في دولة العراق قامت احد المجموعات المسلحة بمتابعة احد الناشطين الشباب وزوجته واقتحام منزلهم واطلاق الرصاص عليهم واغتيالهم امام طفلتهم البالغة من العمرعامين وتركوها تصرخ من الرعب وهي تحاول احتضان اجساد الوالدين الغارقين في الدماء بعد ان فارقوا الحياة بسبب نشاطهم في تنظيم التظاهرات وكتابة الشعارات في اليوم الاول للانتفاضة كما جاء في الاخبار.
الولايات المتحدة جلبت هذه المصائب وهذه النوعية من المحسوبين علي جنس البشر ومكنتهم بلاسبب من حكم العراق وهي الدولة التي تريد ان تحاسب العالم كله ولكنها ليست علي استعداد لكي تراجع افعالها والنتائج المترتبة عليها او حتي الاعتذار لضحايا حروبها الغير مشروعة.
انتفاضة الشعب العراقي كشفت عن بشاعة وفساد مشروع الديمقراطية الامريكية الوهمية الذي يحتضر ويصل الي نهاياته اليوم تحت ضربات الشباب العراقي بعد اعوام طويلة من الغزو والاحتلال الامريكي لدولة العراق وتفكيك مؤسسات دولته القومية واستبدالها بحكم ديني طائفي يحتمي بالحرب علي الارهاب وقتال الاجيال الجديدة من الارهابيين التي خرجت من بين ركام العراق القديم الذي لم يشهد طيلة حكم الرئيس صدام حسين اي نشاط علني لمنظمة او حزب ديني شيعي او سني خميني او اخواني علي مدي عقود طويلة.
كما ترتب علي سقوط دولة العراق القومية علي ايدي الاحتلال الامريكي وقوع شعوب العراق وسوريا واليمن بصورة نسبية بين مرمي نيران الخمينيين والداعشيين حيث تمخضت نتائج الاحتلال والتحالف الامريكي الطائفي عن الفساد الذي قاد شعب العراق اليوم الي الثورة كما توسعت في ظل هذا العهد القبيح رقعة المقابر الجماعية ..
لماذا لم تتوقف الدولة الامريكية التي تعتبر نفسها راعية للحريات الديمقراطية وحقوق الانسان في العالم والتي تحتضن في اراضيها عشرات المنظمات الدولية ذات الصلة بهذه القضايا لحظة واحدة لمراجعة الغزو والاحتلال وانتهاك القوانين الدولية والحرب علي العراق والنتائج المترتبة عليه والتي انتهت الان الي مهددات خطيرة ومباشرة للامن والسلم الدوليين .
قضية العراق ليست ازمة للخبز في دولة بترولية غنية ولكنها قضية دولة منهارة تحكمها من الباطن مؤسسات دينية فاسدة وصلت الي الحكم كواحدة من نتائج المغامرة لامريكية ومزاعم اسلحة الدمار الشامل العراقية وعلاقة الرئيس العراقي الشهيد المزعومة بمنظمة القاعدة الرئيس العراقي الذي اظهر شجاعة منقطعة النظير في مواجهة الموت بعد ان اقتاده جيش التحرير والديمقراطية الامريكية المزعومة فجر يوم العيد وقام بتسليمة الي سدنة الاحزاب الخمينية ليلقي حتفه بعد فتوي من مرجعية ايرانية دينية استشارها رئيس وزراء الاحتلال اكدت مشروعية اعدامه يوم العيد..
نفس ايران التي يحشدون الاساطيل اليوم لقتالها ويشتكون لطوب الارض من اجرامها وجنونها وعدوانها علي ثروات الحلفاء العرب وحقولهم النفطية ..

 

آراء