انتهت أسطورة إسرائيل الديمقراطية بإقرار مشروع التعديلات القضائية وبأن ضعف نتنياهو

 


 

 

انتهت أسطورة إسرائيل الديمقراطية بإقرار مشروع التعديلات القضائية وبأن ضعف نتنياهو وبدأ في الأفق نجم مملكة عبرية عاهلها ابن غفير وعلي امريكا إن تتحسس ( كونجرسها ) الذي داست عليه سنابك خيل ترمب وأوروبا في حرج تقول ( واخلجتاه ) حسرة على نتنياهو وما جنت يداه

يبدو ان نتنياهو في وضع صعب ولكن ليس له إرادة في التراجع ووقع المحظور وعمت البلاد الفوضي مثل دير الزور وجسر الشغور وضباط وجنود الاحتياط توقفوا عن العمل والأطباء أعلنوا الإضراب ابتداءا من يوم غد والهستدروت لوح بالعصيان والمظاهرات رغم حرارة الجو صارت مثل كرة الثلج تزداد وتزداد رغم عنف الشرطة وخراطيم المياه الملونة والدهس بالسيارات وهذا الدهس هو من أساليب الجنجويد في قمع الثوار وما ( بعيد ) إن يستعين نتنياهو بالدعم السريع في هذا الوقت العصيب الذي تخلي فيه جنود وضباط الاحتياط عن مهامهم ومعهم الطيارون والجيش ( زعلان ) ويخشي إن يتمرد علي انقلاب ابن غفير وتعطيله القانون والدستور وبعد ان وقعت الفاس في الرأس خاطب رئيس الوزراء الغلبان أهله بلغة بأن فيها الانكسار وتحدث عن حوار مع المعارضة بعد ان ذبح الشاة ويريد من لابيد إن يشاركه في السلخ !!..
نتنياهو توجس خيفة من الجيش وتلا عليهم من المواعظ ومنها إن حدودهم الثكنات وحفظ الأمن أما السياسة فهي للمدنيين !!..
وكم كنا نتمني لو ان البرهان ورغم فوات الاوان ان يطبق هذه النصيحة الغالية من صديقه الذي يريد ان يوثق معه صلة الغربي بالتطبيع معه ... ما يهمنا الآن ان تقف هذه الحرب اللعينة العبثية وبتوقفها إن طال الزمن او قصر يكون الجنرالان أما في قاعة المحكمة الجنائية الدولية أو إن حظهما في حكم البلاد قد تلاشي تماما لأن الشعب وقد لاقي منهما الأهوال فلن يلدغ من جحر العسكر مرة أخري ولا من الفلول وسنرى الديمقراطية عائدة وراجحة كما قال الإمام الصادق المهدي ( أنزل الله سبحانه وتعالى علي قبره سحايب الرحمة والمغفرة والرضوان ) .
إن بلادنا الحبيبة كانت بها ديمقراطية حقيقية وخدمة مدنية وصحة وتعليم نوعي وكوادر عالية التأهيل من مدنيين وعسكريين كل في حدوده يعرف متطلبات وظيفته ويقوم بها بكامل المسؤولية والشفافية حيث لا رشوة ولا اختلاس ولا فساد من أي نوع !!..
نعم فترة الديمقراطية مقارنة بحكم العسكر كانت قصيرة كان فيها الشعب السوداني معروفاً عالميا بالعلم والمعرفة والثقافة والآداب والفنون والأخلاق الفاضلة ...
وابتلينا بالانقلابات المستوردة مثل السيارات من مختلف الماركات ولكن الذي ( ورانا نجوم الضهر ) هو إنقلاب الإنقاذ المجاز من الكيزان ومنذ ذلك اليوم ١٩٨٩/٦/٣٠ لم تري الشعوب السودانية العافية ، صارت الجامعات ( كتاتيب ) والتعليم في عمومه تم تسليعه ومتاح فقط لمن يدفع من دم قلبه والدولار وكذلك المشافي للفقراء هي مقابر وللاغنياء متاجر وصارت الثقافة مجرد وزير ومصلحة كرتونية ليس فيها غير المظاهر البهلوانية وحتي الفن السابع أغلقوا دوره بالضبة والمفتاح !!..
الكيزان ارتكبوا كثير من الموبقات ومن ضربة البداية وحتي يخلو لهم الجو شتتوا شمل الأحزاب السياسية التاريخية وشوهوا سمعة هؤلاء الرموز الآباء المؤسسون ولمعوا من كوادرهم التي لم يسمع بها أحد والمهم أنهم دانت لهم البلاد من أقصاها إلى أقصاها وانتم تعرفون تسلسل الأحداث الي ان قامت الثورة المجيدة ومن البداية كانوا لها بالمرصاد وقام نيابة عنهم الجنرال البرهان بالانقلاب الثاني في أكتوبر وفقدنا اشرف وانزه الرجال ومنهم حمدوك وبقية العقد الفريد !!..
وكانت المأساة والمؤامرة الكيزانية في اعقابنا حتي توجوا جرمهم بحرب الجنرالين الشريكين في فض الاعتصام وفي انقلاب أكتوبر المشؤوم وفي كل الجرائم ضد ابنائنا الثوار وعندما اختلف الجنرالان الصديقان ورأي كل منهما إن الكرسي السحري حصريآ له ومافيش حد احسن من حد فاحدهما رغم إن جيشه لحم اكتافه من الجيش النظامي لكنه نما وترعرع بأموال الشعب السائبة وكون إمبراطورية مالية بمساعدة ابن زايد وزين له طموحه الغبي إن يثب علي السلطة ... لكن صديقه الحميم والجيش بكل ما يملك من شركات تحت جناحه وقد صار رئيساً للبلاد في فترة الانتقال بوضع اليد ولم يكن معه برلمان يراقبه فصار حكم البلاد مثل ( العايرة وادوها سوط ) !!..
ايها الشعب السوداني الطيب مازال هنالك امل في ان نرجع دولة لها وزن في المنطقة وفي العالم كما كنا لأننا نحترم الغير ونحب الخير للجميع وليس من بيننا خائن يبيع وطنه بالرخيص وكل هذه العلل أتت إلينا مع الايدلوجيات المستوردة التي لاتنبت في تربتنا الطاهرة ولكن فرضوها علينا بحد السيف .
في هذا اليوم بالذات بانت عورة الديمقراطية عند الصهاينة وقد خدعونا زمانا بهذه المزية التي قالوا عنها انها حصرية عليهم وبعيدة عن ( شنب ) رعاة الإبل في الصحراء ... والعالم يعرف تماماً إن إسرائيل هي دولة عنصرية زرعها الغرب وسط الدول الشرق أوسطية لتكون شرطيا له بالمنطقة مع منحه الحوافز المالية والعسكرية والافضلية في الدفاع عنه في المحافل الدولية !!..
الخلاصة أنه لا توجد ديمقراطية في أي جزء بالعالم بما في ذلك امريكا المراوغة المنافقة التي تكيل بمكيالين وتدافع عن باطل الاصدقاء وتغمط حق الشعوب الذين لاتستلطفهم وتنظر إليهم نظرة دونية من برجها العاجي !!..
السودان بثورته المجيدة وبشبابه الاشاوس موعود بالديمقراطية والحرية والسلام والعسكر للثكنات والجنجويد ينحل !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
لاجئ بمصر .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء