انها السياسة يا… بقلم: د. عبد اللطيف البوني

 


 

 



ايهما يقود الاخر الاقتصاد ام السياسة؟ هذا السؤال من كثرة الاختلاف حوله كاد ان يصل مرحلة الجدل البيزنطي ايهما اسبق الدجاجة ام البيضة ؟ بعيدا عن هذا الترف الذهني دعونا (نرك) على ارض الواقع واقعنا السوداني الماثل اذ ان هناك اعتراف من الجميع حاكمين ومعارضين باننا نعيش ازمة اقتصادية طاحنة ولكن الاختلاف هل العلاج لهذة الازمة يتطلب خطوات سياسية ام خطوات اقتصادية ولكن قبل هذا هل الاسباب التي ادت للازمة سياسية ام اقتصادية ؟
حسنا الان الحكومة لجات للمعالجات الاقتصادية بتحميلها الشعب عب الخروج من الازمة وذلك برفع الدعم عن السلع التي قالت انها تدعمها وبتحرير الجنيه السوداني لمجاراة الدولار الذي يطير طيران ثم اعلنت التقشف الحكومي وذلك بتقليل الصرف الحكومي وفي الحتة دي مازالت تمشي اتنين وترجع تلاتة  لان الحتة دي عندها تماس مع السياسة وليست اقتصادية بحتة , طيب ماذا حدث ؟ لعل الوقت مبكر للحكم على نتائج هذة السياسة هل سوف تخرجنا من الازمة ام ان العقرب سوف تظل في نتحييها بلغة غنائية يظل الحال ياهو نفس الحال اذا اتخذنا الدولار كمؤشر فان التشاؤم سوف يصبح هو سيد الموقف
الحكومة محتاجة لسياسات اقتصادية اكثر نجاعة ولعل اهمها الغاء سياسة التجنيب نهائيا فقد ثبت ان اخراج الاموال الرسمية من ولاية وزارة المالية جعل في الحكومة اكثر من وزير مالية فان تكون لوزارة الداخلية ووزارة الدفاع ووزارة الكهرباء والسدود وكل الجهات الاخرى اموال تتصرف فيها فان هذا يعني ان وزراء هذة الوزارت اصبحوا وزراء مالية بغض النظر عن اوجه الصرف حتى ولو كانت فيما ينفع الناس لان ترتيب الاولويات يجب ان يكون قوميا . الحكومة محتاجة لاعادة نظر في الشركات الحكومية التي تعمل بموجب قانون الشركات 1925 وفي الحتة دي الحكومة معترفة بالتشويه الاقتصادي الذي احدثته هذة الشركات  الحكومة محتاجة لاعادة النظر في الحكم الفدرالي وتكلفته الباهظة التي التهمت ليس موارد الولايات الشحيحة بل الدعم الذي ياتيها من المركز هذة الخطوات المطلوية من الحكومة تقع في خانة القرار السياسي
ولكن يبقى الشق السياسي العديل وهو ايقاف الحرب الاهلية الدائرة الان ثم انهاء العزلة الخارجية التي تعيشها البلاد . نعم مثل هذة الخطوات يد الحكومة ليست مطلقة فيها لان هناك ارادة اخرى مستقلة عنها فاتفاقية سلام لانهاء الحرب تحتاج لمواقفة الطرف الاخر الذي يحمل السلاح تطوير العلاقات الثنائية يحتاج لمواقفة الدولة الاخرى ولكن حسن الادارة  وحسن الدبلوماسية ونجاحمها مطلوب من الحكومة ففيما يتعلق بالحرب الاهلية كان هناك اتفاق (نافع عقار) ولكن الصراخ المحلي اغتاله في مهده مع انه اتفاق اطاري كان يمكن ان يملا ما ينفع الجميع  اما فك العزلة الخارجية ففي تقديري انه يبدا باقامة علاقات حسن جوار مع دولة الجنوب . نعم في هذة الدولة قادة وداعمين  لهم يرون  ان ازدهار دولة الجنوب يتوقف على اضعاف دولة الشمال وولكن النجاح يكمن في ان تقدم للا خر من قول وفعل  ما يقنعه بان  امنه واستقراره في امنك واستقرارك
ياجماعة الخير ان الامن والدفاع تاخذان ثلاثة ارباع الميزانية وهذا شئ طبيعي لان الامن مقدم على ماسواه ولكن يمكن توفير هذا المبلغ بايقاف الحرب تحسين العلاقات الخارجية بانهاء العزلة ولعل هذا شرط لازم للخروج من الازمة الاقتصادية لابل لايقاف تناميها

عبد اللطيف البوني
[aalbony@gmail.com]

 

آراء