انهيار كل التدابير الامنية امام زحف الملايين في شوارع الخرطوم والمدن السودانية

 


 

 

الخرطوم اعادت اليوم الثلاثاء السادس من ابريل 2022 سيرتها الاولي في انتفاضة شعبية ليس لها مثيل في تاريخ العالم المعاصر ...
لقد انهارت كل التدابير الامنية بعد ان نجحت الجموع الثائرة في اجتياح الحاويات الحديدية الصلبة المنتشرة علي مد البصر وتجاوز كل اليات القمع والبطش وعدم الاكتراث للقناصة المنتشرين علي اسطح المباني العالية الي جانب فشل كل مجهودات العملاء والمرتزقة الاليكترونيين في حجب اخبار الثورة السودانية بعد ان نجحت المجهودات التطوعية لشباب الثورة السودانية في انتشار اخبار ووقائع ومشاهد الانتفاضة انتشار النار في الهشيم ليشاهد العالم كله في هذه اللحظات بكل فخر واعتزاز انتصار الثوار السودانيين العزل علي فلول الدولة العميقة والارهابيين المسلحين بالمال والعدة والعتاد ..
التدابير التي اتخذت في العاصمة السودانية اليوم الثلاثاء السادس من ابريل في مواجهة الانتفاضة السودانية لم تحدث خلال تاريخ السودان المعاصر ومراحل الثورات والانتفاضات التي شهدها السودان من قبل في اكتوبر 64 وابريل 85 ولاتشبة التدابير التي تتخذها انظمة الحكم الوطنية في مواجهة احتجاجات ومطالب مشروعة وتشبه الي حد بعيد ماتقوم به سلطات دولة اجنبية في مواجهة اصحاب ارض محتلة ومغتصبة .
ولكنها انهارت في النهاية وانتصرت ارادة الشعب السوداني واصبح السودان اليوم علي اعتاب عهد جديد وان كان من المبكر التهكن بما يمكن ان يحدث ورد فعل المجموعة الباطنية و سلطة الامر الواقع التي تدير البلاد واذا ما كانت ستجنح الي السلم وتتفاوض علي كيفية نقل السلطة الي الشعب او تصمم علي الانكار والمكابرة وترد بالمزيد من القمع بطريقة تدخل البلاد في حالة من الفوضي والفراغ الامني وتصمم علي الاستمرار في استباحة الدماء والارواح.
في كل الاحوال ستكون هناك ردود فعل دولية متوقعة علي ما حدث في السودان اليوم ولاحديث ولاعشم بالطبع او امل مرتجي من النظام العربي المعطوب والفاشل والمنهار الذي عجز عن اغاثة ملايين المنكوبين في سوريا واليمن والعراق وبالتالي لايتوقع من الحكومات والانظمة العربية والشرق اوسطية التابعة لامريكا منها والمناصرين لايران والتنظيم الدولي والاقليمي للاخوان المسلمين الانحياز لمطالب الاغلبية الشعبية في السودان...
وهناك بالطبع الازمة السياسية الداخلية المزمنة التي اطاحت بمطالب واهداف الثورة السودانية بعد السقوط الغير مكتمل لنظام المعزول البشير والحركة الاخوانية وتجار الدين المفسدين في ابريل 2019 ولامجال للحديث في هذا الصدد في هذه اللحظات .
ولكن هناك واقع جديد يحتم اتخاذ اعلي درجات الحذر والموضوعية في اختيار الطريقة التي تتم بها ادارة البلاد في الفترة القادمة وكيفية اعادة بناء مؤسسات الدولة السودانية بعد اكتمال هياكل ومؤسسات العدالة والمحاسبة وتجميد كل الارث السابق والمحاكمات الهزيلة لرموز وقيادات النظام المباد وبداية عهد جديد علي كل الاصعدة بمشاركة شعبية واسعة عبر ادارة وطنية للدولة السودانية بعيدا عن اي وصاية اجنبية والتعامل بندية مع العالم الخارجي والابتعاد عن المحاور والاحلاف الاجنبية ما امكن ذلك وتجميد كل الاتفاقيات الاجنبية السابقة التي وقعها النظام السابق والتي تم توقيعها اثناء الفترة الانتقالية ...
////////////////////////

 

آراء